الإبداعات الإلگترونية للطلاب السعوديين.. ليس لها حدود!؟
آن الأوان لأن نتحدث عن إنجازات واختراعات على يد شباب وشابات من أبناء الوطن، صمموا وأبدعوا عدة اختراعات مميزة، وآن الأوان أيضاً، أن توجد جهات راعية لهذه الاختراعات، التي لو گانت في بعض الدول الغربية، لوجدت أصداءً واهتماماً گبيراً·
ولو بحثنا عن بعض الاختراعات الحديثة، لوجدناها تناسب عصرنا تماماً، وتقدم حلولاً مثالية للعديد من المشاگل، دون أن نجد -مع گل أسف- جهات ترعى مثل هذه الاختراعات، أو تقدم لهم يد العون في تحقيق طموح أگبر، أو على الأقل تقدم منحاً مالياً، لتحويل هذه الأفگار والاختراعات، إلى أجهزة حقيقية، بيد الناس· گأبسط ما يگون من مقاربة مع الدول المتطورة·
مطالبات تصطدم بالصمت
خلال الندوة الدولية الأولى عن الحاسب واللغة العربية، التي عقدت في الرياض بتاريخ 1 ذو القعدة 1428هـ· قدمت إحدى طالبات كلية التقنية بالرياض مداخلة، أكدت فيها أنها مع مجموعة من زميلاتها، أنتجن اختراعات مميزة خلال الاختبار النهائي، الذي يجب على الطلاب فيه تقديم اختراع مميز، يطلق عليه اسم "مشروع تخرج"· وقالت الطالبة: "نشكر القائمين على الندوة، ولكن نحن كطلاب نطالب بوجود دعم لنا في تطبيق أفكارنا وتحويل اختراعاتنا إلى واقع، عبر تخصيص منح مالية لنا من الجهات الراعية" ورغم أن الندوة كانت تحاول تحقيق محاكاة ما بين الإنترنت (كوسيلة تكنولوجية حديثة) واللغة العربية، دعماً للغة من الضياع في بحر العولمة، إلا أن أحداً لم يعلن في المؤتمر أو بعده، عن دعم مالي للمشاريع الإلكترونية التي يقدمها طلاب الجامعة، رغم أن بوابة وجود اختراعات عربية، هي أكثر جدية من وجود أفكار "تعريبية" للإنترنت، وأكثر جدية من الطرح الذي قدمه البعض، حول "إطلاق مواقع عربية تثقيفية وتعليمية، وتعريب بعض البرامج الأجنبية، وغيرها"
بنك افتراضي بخدمات مميزة
من بين آخر الاختراعات التي كتبت عنها وسائل الإعلام، البنك الافتراضي الذي توصلت لتصميمه طالبات في جامعة الملك فيصل بالدمام· حيث صممت 35 طالبة بنكاً افتراضياً أطلقن عليه اسم "بنك المستقبل"، يسعى - حسب رأي المصممات - لتجاوز مستوى الخدمات المصرفية المحلية، وذلك بعد زيارات متعددة قامت بها صاحبات المشروع لمجموعة من الفروع البنكية، بهدف التعرف عن قرب على مستوى خدماتها وأبرز عيوبها· وتمثلت فكرة هذا المشروع في تصميم شعار وهيكل لبنك افتراضي يعمل على أسس منهجية ويسعى إلى تقديم صورة مثالية للعمل المصرفي، والتخلص من مسببات الفوضى وتعطيل الخدمات وتلافي كل ما يزعج العميل، وذلك للمساهمة في حل المشكلات التي تواجهها البنوك المحلية·
الدكتورة أمجاد الكومي (أستاذة قسم المحاسبة في جامعة الملك فيصل والمشرفة على المشروع) قالت عن المشروع: "إن هذا العمل يسعى إلى إثراء الدراسة الأكاديمية التي تنتهي بها طالبة الكلية بعد التخرج، وربطها بالواقع العملي الذي ستعمل فيه، بهدف سد الفجوة بين كل من الجانب النظري والتطبيقي" وأضافت الدكتورة الكومي أن الهدف من إنشاء بنك المستقبل تنمية قدرات الطالبات في إبداء الرأي العلمي الخاص وطرح الحلول والتصويات المناسبة في صورة عمل جماعي، إلى جانب إرساء مفهوم فلسفي عام وهو أنه لا يجب أن تقف الاستفادة من هذا النشاط عند مجرد وضع بصمة متميزة لبنك من صنعنا، بل أن تمتد الاستفادة إلى أن يكون هذا التميز داخل أنفسنا· وحملت توصيات المشروع ضرورة ربط التعيين الوظيفي داخل الفروع البنكية بالمجالات التخصصية المطلوبة، وتوفير مرشد للعملاء داخل كل فرع يقوم على تنظيم الحركة ومنع الفوضى، وعمل خطة طوارئ تستخدم عند تعطل النظام المتبع، إلى جانب اعتماد أجهزة صرافة متقدمة تبرمج ببصمة العين بدلاً من بطاقة الصراف الآلي، وتطوير أجهزة الصرافة الحالية كي تسمح بإيداع الشيكات من خلالها مباشرة· وقالت نور السردي، إحدى مؤسسات بنك المستقبل: أن شعار البنك هو "رضا الموظف"، في حين أن شعار البنوك المحلية "رضا العميل"، مضيفة: البنوك التي زرناها اهتمت بالعميل دون الاهتمام بنفسية الموظف، ولكن بنك المستقبل يسعى لاتباع الاتجاهات الحديثة في التعامل مع الموظفين، إيماناً بأن راحة الموظف ستنعكس على جودة أدائه في العمل· وأشارت السردي إلى أن موظفات بنك المستقبل يرين أن الابتسامة ولغة الجسد مع الطرف المقابل من أهم عوامل ترك الانطباع الجيد داخل نفسية العميل، وأكبر دافع لرجوعه مرة أخرى وتقديم صورة دعائية جيدة عن البنك لأصحابه ومعارفه·
فيما تمنت ولاء أبو السعود (الطالبة المشاركة بالمشروع) أن يساهم بنك المستقبل في تطوير مفاهيم العمل البنكي واستحداث مجموعة من المعايير التي تتواكب مع الصورة المثلى للعمل المصرفي المتميز، إلى جانب الارتقاء بقدرات الموظفين وحثهم على صقل مواهبهم وإمكاناتهم الإبداعية، وتبني أساليب عمل جديدة، تطور من مستوى خدمات البنوك السعودية·
ورغم تميز المشروع، إلا أنه لم يحظ حتى الآن بفرصة لتبنيه من قبل جهات مختصة·
مدينة نموذجية تعمل بالطاقة الشمسية
في جدة، تمكن 5 طلاب سعوديين من مدارس دار الفكر، من تصميم أول مشروع لمدينة متكاملة تعمل بالطاقة الشمسية من أجل بيئة أفضل وأنظف ضمن مشروعات التخرّج من المدارس للعام الدراسي·
وقدم الطالب الخمسة مجسماً لمدينة متكاملة تضم كافة المرافق من مباني وجامعات ومصانع ووحدات سكانية وفق احدث الدراسات عن تخطيط المدن· كما احتوى المشروع على إقامة المباني والمرافق وتجهيزها بتمديدات كهربائية مناسبة تعمل بالطاقة الشمسية في واحد من المشروعات الإبداعية المبتكرة· مدير عام مدارس دار الفكر بجدة عبد القادر محمد البكري قال: "إن الطلاب اتبعوا في مشروعهم وبنائه جميع الخطوات العلمية بما يشابه تماماً مشاريع التخرج في كليات الهندسة العالمية وعرض الطلاب المبتكرون للمدينة الجديدة مشروعهم أمام الآباء والطلاب والمعلمين والزوار وشكلت لجنة تحكيم لإجازة المشروع وتقييمه" ولفت إلى أن الطلاب قدموا من خلال مشروعهم حقائق كثيرة عن مصادر الطاقة والتلوث والأخطار المحدقة بالبيئة إلى جانب عرض فيلم وثائقي يتضمن مراحل تصميم المدينة منذ أن كانت فكرة وحتى الانتهاء من كافة مراحلها· ورغم أن البكري شدد على أن مشاريع التخرج تعد أحد المشروعات التي تتفرد بها مدارس دار الفكر وتمثل من الناحية العلمية أسس أساليب التعلم الحديث الذي يطبق في المدارس العالمية، إلا أنه لم يشر إلى إمكانية تبني هذه الاختراعات من قبل جهات بحثية علمية، أو جهات رسمية، أو حتى جهات خاصة·
مشاريع سياحية افتراضية
من بين المؤشرات الإيجابية التي بدأت تتكشف أمام بعض الطلاب والطالبات في كليات التقنية، ما أعلنت عنه الهيئة العليا للسياحة، عبر فرعها في المنطقة الشرقية، في تقييم مشاريع سياحية قام بإعدادها طلاب كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بعد استحداث وحدة تطوير الأعمال في الجامعة التي تقوم بالتنسيق بين الجامعة والقطاعين العام والخاص بغرض رعاية مشاريع طلاب الجامعة· وعمل طلاب قسم العمارة بكلية تصاميم البيئة في تقديم مشاريع تطوير المواقع السياحية في السعودية وخصوصاً في المنطقة الشرقية، حيث أشار هاني القاضي (مدير وحدة تطوير الأعمال بالجامعة) إلى أن مشاريع الطلاب شملت، تصميم مركز الخبر الدولي، وهو مشروع مقترح للتشييد في حي العزيزية على طريق شاطئ نصف القمر ويقع على مساحة تقدَّر بـ 210 آلاف متر مربع، ويشتمل التصميم على مركز للمؤتمرات والمعارض، وفندق خمس نجوم، وتطوير المنطقة المحيطة بالمباني· واشتملت تصاميم الطلاب أيضاً ـ وفقاً للقاضي ـ على مشروع تصميم مكتبة عامة تحاكي البيئة المحلية التراثية في منطقة القلعة بالقطيف، مشيراً إلى أن الهدف من المشاريع، تدريب وتشجيع الطلاب بشكل عملي على (تطبيق الاعتبارات النظرية الأساسية في عملية التدخل المعماري والعمراني في المحيط التراثي، وتحويله لمنطقة تراثية جذابة سياحياً دون الإخلال بأصالة المنطقة وبتركيبتها الاجتماعية والاقتصادية)·
من جانبه، قال المهندس عارف السلطان باحث التخطيط بجهاز السياحة بالشرقية التابع للهيئة العليا للسياحة: "إن أربعة إلى خمسة مشاريع سياحية، تقدم بها الطلاب جديرة بالاهتمام والتطبيق على المستوى الوطني" وأضاف أن التعاون قائم بين الهيئة العليا والسياحة وجامعة الملك فهد، من أجل استغلال الطاقات العلمية والبحثية وتبادل الخبرات والاستفادة من أفكار وإبداعات الشباب السعودي لتطوير المشاريع السياحية لترقى لمستوى طموح وتطلعات الهيئة العليا للسياحة· ومن المفاجآت السارة للطلاب أيضاً، أن الهيئة العليا للسياحة وفّرت 15 فرصة تدريبية لطلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ضمن برنامج التدريب لهذا العام، والذي سيبدأ بنهاية شهر يونيو الحالي·
برنامج لمساعدة الأطفال على فهم منهج العلوم
من بين التصاميم المميزة التي كتبت عنها بعض وسائل الإعلام، ما قامت به عدة طالبات بكلية الحاسب بجامعة الملك سعود، اللآتي شاركن في تصميم البرنامج والذي أطلقن عليه اسم "بيت العلوم" وحول هذا المشروع، قالت الطالبات: "إن هذا البرنامج يساعد الطالب أو الطالبة في فهم الدرس أكثر وبشكل ممتع ومريح· وذلك باستخدام عدة برامج من ضمنها برنامج Authorware وبرنامج Authorware وبرنامج Macromedia وMacromedia Flash Mx وAdobe Photoshop 7 وقد حاز هذا البرنامج على المركز الأول من بين 9 مشاريع، بإشراف الدكتورة جيهان نجيب·· وهو عبارة عن منهج العلوم باللغة الإنجليزية للأطفال العمر ما بين 10 - 14 سنة·· وهو مقسم إلى أربعة فصول (علم الأرض، علم الفيزياء، علم الحياة، علم جسم الإنسان) وقد حاولنا عرض الدروس بشكل كارتوني مرح للأطفال ·· حيث عرضنا المادة العلمية بسيناريو التالي: اخترنا شخصية كارتونية ذكية ومحببة للأطفال وهو "المحقق كونان" وذلك لكي يتفاعل الطفل مع المادة العلمية· يبحث كونان في الغابة ويتساءل عن عدة أشياء· مثلاً عندما يهطل المطر يتساءل كيف يتكون المطر··؟ ويرى الضفدع· ثم يتساءل كيف يتكاثر الضفادع· وغيرها من الأسئلة المتعلقة بالمادة العلمية·· وجميع هذه الأسئلة أجوبتها موجودة داخل الكتب الأربعة الموجودة داخل بيت العلوم"
وتضيف الطالبات بالقول: "لقد عرضنا المعلومات والتجارب بشكل واضح، حيث استعملنا الرسومات والمحاكاة simulation في عرض المادة العلمية، حيث مثلنا للطفل التجارب التي يصعب على الطفل استيعابها في الواقع أو التي تشرح كنص ثابت للطفل كما في أغلب المدارس·· مثلناها له في فلاش كارتوني" كدورة "حياة الضفادع" ودورة تكون "المطر" والدارة الكهربائية" وطريقة "التمثيل الضوئي"، وأيضاً وضعنا قسماً للألعاب بحيث يتعلم الطفل من خلالها بطريقة فعَّاله وبشكل مرح، وأخيراً، في نهاية كل درس، يوجد اختبار على شكل لعبة يجيب فيها الطفل بطريقة ممتعة ومرحة وذلك عن طريق لعبة تسجيل الـهداف في المرمى وإضفاء جو خيالي للطفل وذلك لكي نحبب الطفل بالمادة العلمية وجعل الاختبار محبباً لدى الطفل"
منقول
__________________