كنت أحبها...
بل أعشقها...
ومدمن لهواها...
أسقتني شهد لم أتذوق مثله قط...
وزاد حلاوته بريق عينيها...
أسقتني حتى الثمالة...
فشعرت بنشوة لم أشعر بمثلها أبدا...
وأمسكت بقلبي ووضعته بين يديها...
فتمنّعت وأظهرت ابتسامة زادتني سكرا في شفتيها...
فأبيت إلا أن يوضع قلبي تحت قدميها...
وضعته...
واقتربت من ذلك الوجه الذي عشقته...
وأغمضت عيني...
وما كانت هي إلا تلك الثواني التي أغمضت عيني فيها...
حتى شاهدت دنيا سوداء بكل معانيها...
لقد هوت بقدمها على قلبي...
نعم...
بكل قسوة...
ولم يهزها منظر الدماء التي لطخت أرضنا ولم تدرك حتى معانيها!!....
ورحلت بكل برود دون أدنى شفقة تبديها!!...لماذا؟!...
أسألك لما كل تلك القسوة؟!...
ماذا فعلت لك؟!...
بل ما الذي لم أفعله لك؟!...
كنتِ بالنسبة لي كل الوجود...
وهبتك بلا قيود أو حدود...
أهديتك أجمل زهرات عمري فماذا فعلت بها؟!...
قطفت بتلاتها واحدة تلو الأخرى وحين انتهيت ألقيت بها في وسط الطريق ورحلت بحثا عن زهور عمر أخرى لتضيعيها مثل ما أضعتني!!...من أين لك كل تلك القسوة؟!...
ما الذي جعلك تتجردين من كل المشاعر والأحاسيس؟!...
وتستخدمين كلمات جفاء لم يكن لها يوما وجودا في القواميس؟!...
ألهذا الحد أصبحت مجردة من الإنسانية؟!...
أهذا هو جزاء من وهبك كل ما يملك؟!...
قلبه..
روحه...
عمره...
وحنية....
لقد كنت أسابق الزمن كي أنال رضاك...
أما أنت فتحديت الزمن كي تتركي في كل جزء من قلبي جروحا أبدية...!!هكذا هو الحب...
إنه لعبة الأقدار...
لعبة تكسر قلب الوفي وتهب من يستحق المرار...
ولكن..
حبي لك وخيانتك لي ليست فشلا...
بل أسميها أنا سوء اختيار...
وستأتي يوما من تستحق ذلك الحب...
وسنكتب بيننا عقدا أبديا...
لا تنتهي مدته إلا بموتنا...
أو...
بموتنا...
وفي كلا الحالتين سيكتب لنا الانتصار
تحيااااااتي
بقلم
جريح الامس