كاتب المقال /عبد العزيز المحمد الذكير
شخصياً لا أعجب إذا انصرف قومنا إلى الأعشاب والطب الشعبي خصوصاً بعدما ظهرت أقوال مختصين نادوا بفائدته. هذا القول بمناسبة حلول فصل الشتاء. وقد قال لي صيدلي: إن من يداويك هو موزع الدواء التجاري وليس طبيبك، فالأخير يقتنع بصرف كبسولات جديدة عرضها عليه مندوب مبيعات في اليوم السابق. صحيح أن الدواء مقنن ومراقب ومسعّر، ولا غبار عليه، لكن مندوب المبيعات عند وصفه للطبيب يأتي بما يُشبه المعجزات.
الاسم العلمي شائع واشترت حق تصنيعه عشرات الشركات، وما لنا إلا أن نتوكل على الله. القول بأن أمراض الشتاء يمكن الصبر عليها وترك الجسم يعالج نفسه، وهذا يُقره الأطباء الجيدون، فلا يصفون للمراجع - وخصوصاً الطفل - إلا الأشياء العادية الدافئة، وهذا طبعاً لا يُرضي شركات توزيع وتصنيع الدواء.
يروى عن مخترع دواء تحدث عن دواء جديد في مؤتمر وقال: مرّ على استعمال الدواء 25 سنة ولم نتلقّ شكوى واحدة، أو أعراض جانبية. فتدخل "ملقوف" من بين الحضور وقال: طبعاً لأن الموتى لا يتكلمون!
في مثل هذه الفصول (المربعانية والشبط) كان الآباء يعانون من التشققات الجلدية في كعب القدم. ولم يكونوا يعيرونها الأهمية الطبية بل يكتفون بوضع (الودك) وهي فصحى من سمنة الحيوان. أو إليته. وبقدرة قادر تلتئم الشقوق، ولا تعود إلا بممارسة صاحب القدم المشي حافياً او العمل في الحقل. ولا أحد يعرف سر المادة الموجودة في الودك التي كان الناس يلجأون اليها - بعد الله.
أقول: إن ثمة أشياء ومواد لا تزال غير مبحوثة، وقد قرأت عن سر الشفاء في الثوم والبصل هو زيت طيار، يبطل مفعوله في تقشره وتركه لفترة طويلة. وينصح الكاتب بأكل المادة بعد تقشيرها مباشرة. لا كما تفعل معظم البيوت والمطاعم. وأن تصنيع المادة على شكل حبوب وكبسولات ما هو إلا عمل تجاري استغل صحة فائدتها (الثوم والبصل) وقدمها الى السوق كمكملات غذائية لا تفحص فيها الفائدة، بل يكتفى فقط بفحصها لاثبات عدم ضررها للمستهلك.
كذلك المراهم والكريمات لعلاج تشققات القدم. فبالرغم من الفرق بين أسعارها، إلا أن أهل الطب يرون أن تأثيرها مثل (الودك) تماماً.