سياحة بدون نفس؟
مع بداية الإجازة الصيفية ستكون الخيارات صعبة لكثير من الأسر التي ذاقت مرارة الخسارة في الأسهم، وصدمة الاحتيال في العقارات وما خلفتها من خسائر مادية ونفسية وصحية لمن كان يطمح في الثراء بالطرق السريعة! والعجيب أن هذه الخسائر لم تطل إلا المواطنين البسطاء وذوي الدخل المتوسط ومن كان يبحث عن مصدر رزق جديد غير راتبه الذي تأكله القروض الشخصية مع مطلع كل شهر! وبلا شك أن الإجازة الصيفية تحتاج لتخطيط لكي تريح عنك عناء عام كامل من العمل والدراسة، لكن عندما تكون الخسارة تحيط بكثير من الأسر التي لم تأخذ في حسبانها هذه الخسائر المتتالية لها طوال العام ستضطر بدون تفكير للسياحة داخليا إما جنوب أو غرب المملكة وإن تآكلت ميزانيتهم سيتجهون بلا شك إلى شرقها مجبرين لا مخيرين مع حرارة هذه الإجازة الملتهبة جوا وأسعارا، وفي المقابل للأسف الشديد لا يوجد ما يشجع ويريح أعصابك لأنك دفعت مبالغ خيالية من أجل رحلة قد لا تتجاوز الشهر تقضيها مع أسرتك أغلب الوقت نياما تحت التكييف! وبهدف تجاوز معاناة الحجز جوا والذي مازال يشكل معاناة لا تنسى في المواسم لدينا، تتجه بعض الأسر للسفر برا وما أعظمها من رحلة خاصة على الطرق الرئيسية للمملكة التي بالرغم من أهميتها كطرق دولية إلا أنها للأسف الشديد تزخر بصور مؤسفة جدا لا يفتخر بها أي مواطن، خاصة عندما يكون بصحبتك أطفال أو كبار في السن لأنك ستضطر للتوقف في إحدى محطات البنزين، أو إحدى محطات " ساسكو " التي عدمها مثل وجودها من حيث قلة النظافة وسوء الخدمة ورداءة مستوى المكان المخصص للصلاة! لدرجة أن بعض اللوحات الإرشادية التي تخبر المسافر أن هذه دورة مياه للرجال أو للنساء أعزكم الله أو مصلى مكتوبة بخط اليد وباستخدام الفحم! تخيلوا الاستهتار بالذوق وبجمالية الطرق البرية لدينا! بخلاف مستوى النظافة داخل دورات المياه لدرجة تصيبك بالدوار والرغبة في التقيؤ من القذارة التي اشتكى منها الكثير من المسافرين ولم تتحرك الجهات المسؤولة عن ذلك إلى الآن! وهذا التكاسل والإهمال بمستوى الطرق البرية المؤدية للمناطق السياحية لا يدل على هويتنا كمسلمين شعارنا الطهارة والتجمل والظهور في أحلى صورة أمام الآخرين! والذي لا يشرف فعلا إن الخدمات الإسعافية نادرا ما تواجهها في طريقك البري المظلم، وقد تنقطع بك السبل لو تعطلت سيارتك لأن أمن الطرق كما نسمع عنهم لا نراهم إلا ما ندر! هل هذا الإهمال الذي مازلت أتذكره منذ سنوات طفولتي لا توجد جهة حكومية أو أهلية لكي تتبنى معالجته؟ أو ننتظر ضغطا قويا من وزارة السياحة لكي تستكشف هذه المهازل البرية على طرق مملكتنا الرئيسية لكي تقول كلمتها! لكن متى؟ هل سيحتاج الأمر لسنوات مماثلة لكي ننفض عن مناطقنا السياحية الإهمال المؤدي إليها؟
موضي الزهراني