الصديق الزائر
أفكار مشوشة
هواجس تدور حول أفق
متنوع المجالات
تغوص في سرداب الماضي
لتصل إلى متاهة الحاضر
مثقلة بهموم واكتئابات
محملة بآلام
وآهات من جرح مضى
أنين من صمت
أتعب البال وأرهق الخاطر
في بحثه وراء استفهامات
في سعيه لكشف الغموض
في دحر ظلام المحال
محال في دنيا باتت للمستحيل عنوان
حيث أقام
في دولة
الحزن وانشغال البال
سكن في مكان لا يعرف الطمأنينة
دائما في تفكير متواصل
حول ما كان وما سيكون
إلى أن بتنا في منطقة الوسط
لا نستطيع أن نكون مع أي طرف
لا مع هذا ولا مع ذاك
نصمد في حيرتنا
نقف ورياح البرد والجمود
تكاد تقضي علينا
يأتي ليحيونا أناس
قد سبق وغدرونا
بسهم الصداقة والأخوة
فنقع بحيرة مجددا
بين أن ترد على سلامهم
والا تجيب
فتقرر الاجابة مع وضع جدار ببن المسافات
لتحاشي الوقوع في نفس الخطأ
تحاول الابتسامة
لمجرد احترام قواعد الأدب والتعامل
فتجد ابتسامتك وفية لجرحك
تصر عليها للخروج
وهي تصمد بالبقاء مختفية في جوف مغارة الكلام
تستسلم لها ولصدى ونات الألم
تصمد وتشرد
ليعيدك الى أرض الواقع
سؤال وجه من الغادر عن أحوالك
تجمع أعصابك لتتكلم
تقوم بمجهود
وتليه مثابرة
لتخرج الكلمة
تحتاط للأمر وتومئ برأسك
فتتلفظ وتحمد الله
تحمده على نعمة عقلك
وقوة إرادتك
تحمده على طيبة قلبك
وبراءة عيونك
من لمحات الغدر والخيانة
التي اتخذت مسكنا لها في عيون كثيرة
يسأم منك الصديق الزائر
فيرحل معطيك موعدا جديدا للزيارة
ربما الغد أو بعده
فترد عليه إن شاء الله
يخرج فتتنفس الصعداء
وكأن جبلاً قد وقع عن كاهلك
جبلاً كاد أن يخنقك في فترة قصيرة
لولا إرادتك القوية
إرادة تستطيع أن تهتز لها أقوى الجبال
فهي سلاح متلازم للحق والحقيقة
فهي مفتاح الطموح
والدرب نحو تحقيق الآمال
وتحمل آلاف الطعنات
من صديق عابر
ومن رفيق زائر