أيها المسلمون
أيها الأحرار
إن الكفر ملة واحدة من دافع عن الكفر فهو كافر ومن دافع عن الشرك فهو مشرك ومن دافع عن ملحد او مرتد فهو مثله المنافقون بعضهم من بعض يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف
وها هو وائل القاسم يرفع عقيرته بصحيفة الوئام مدافعا عن زميله بإعترافه حمزة كاشقري
فهو من طينته النتنة ونطالب بضمه لقائمة المحاكمة مع من أحب
شاهدوا ما كتب أدناه
رفقاً رفقاً بأخيكم حمزة كاشغري
حينما قرأتُ الأخبارَ التي نقلت ردودَ أفعالِ بعض رجال الدين وغيرهم من الغاضبين من تغريدات الزميل الأستاذ حمزة كاشغري، ظننتُ أنه أعلن الكفر بالله، أو صرّح جهراً بتكذيب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وزاد فضولي لمعرفة التفاصيل بعد أن قرأت ما كتبه وزير الإعلام في “تويتر”؛ فقمتُ بالرجوع إلى تغريدات الكاتب للتحرّي والتأكد والتثبّت، فوجدته قد أخطأ في بعض الكلمات، التي ربما فُهمت بشكل يختلف عن مراده، بدليل اعتذاره الصريح المباشر –دون تردد أو مكابرة- من جميع الذين جرح مشاعرهم بتغريداته.
لا يمكن لي أن أقف مكتوف اليدين، وأنا أشاهد هذه الهجمة الشرسة التي يتعرَّض لها زميلي في جريدة “البلاد”، التي تشرَّفتُ بكتابة مقالات كثيرة فيها، فدعونا نتناول أبرز التغريدات التي كتبها أخونا حمزة، بهدوء وتأمل وإنصاف.
يقول الكاتب:
”في يوم مولدك لن أنحني لك لن أقبل يديك سأصافحك مصافحة، وأبتسم لك كما تبتسم لي وأتحدث معك كصديق ليس أكثر”
نعم، لا يليق أن يكون الحديث عن نبي بهذه الطريقة؛ ولكني لم أجد في هذه التغريدة سبباً لهذه الثورة المبالغ فيها -في رأيي-، فالنبي محمد لم يأمر أحداً بالانحناء إلا لله، بل لو ركع مسلم أو سجد لأي نبي أو قبر نبي، أو لأي شيء؛ لكان مشركاً شركاً أكبر مخرِجاً عن الملَّة، كما نصَّ على ذلك كبارُ العلماء الذين يستشهد الثائرون ضد الأخ كاشغري بهم وبأقوالهم دائماً وأبداً.
أما مصافحة النبي الكريم -عليه السلام- فهي أمنية كلِّ مؤمن به، فما الغريب في ذلك؟. والابتسامة له أيضاً أمرٌ جميل، ليس فيه ما يدعو للغضب. أليس الملايين من المسلمين يبتسمون عند زيارة قبره سنوياً، بسبب الراحة النفسية التي يشعرون بها وهم في المسجد النبوي. إننا نشاهد سلام ضيوفه عليه، وابتساماتهم العريضة عند زيارة روضته الشريفة كل يوم، عبر قنواتنا التلفزيونية.
أما كلمة (صديق) فهو -أي النبي- حبيب وصديق جميع المسلمين، بلا أدنى ريب.
ننتقل للتغريدة الأخرى. يقول:
”لا يستطيع الجزم إلا شخص كلّمه أو رآه أو حسّه”
نعم، كان ينبغي على الأخ حمزة التعبير بأسلوب أكثر أدباً مع الذات الإلهيةالمقدسة، ولكننا يجب أن نستحضر هنا قصتين هما:
1- قصة النبي إبراهيم، حيث قال القرآن الكريم على لسانه }وَإِذْ قَالَ إِبراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} البقرة:260
2- قصة النبي موسى }وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ{ الأعراف: 143
فقد حصل اطمئنان القلب في القصة الأولى بعد السؤال المشروع والإجابة المقنعة، وتحقَّقَ الإيمانُ الكامل والتوبة في القصة الثانية بعد الطلب المشروع والإثبات القاطع. هناك فرق بين الإيمان واليقين، فهل يُطالَب الواحد منا في هذا الزمن بأن يكون أكثر طمأنينة وثباتاً ويقيناً من أنبياء الله عليهم السلام؟!
متى سيفهم الجميع أن التساؤل هو طبيعة الإنسان، بل هو الطريق الأول للإيمان الكامل الصحيح بأي شيء.
أما تغريدته الأخيرة فهي ليست بحاجة لتعليق، فقد نقلت لنا بكل صدق وجمال حقيقة مشاعر حمزة العذبة المتواضعة الراقية حيث يقول:
“يا سادة.. أنا رجل مسلم لم أشهد يوماً بغير لا إله إلا الله محمد رسول الله.. وحاشا أن أتعرض لمقام النبي. أخطأت في التعبير وأستغفر الله عن خطئي”.
فماذا تريدون أكثر من ذلك أيها الغاضبون منه؟!
رفقاً رفقاً بأخيكم، واعلموا أن ضررَ الحماس الزائد عن الحدِّّ أكثر من نفعه في غالب الأحيان، فإن الإنسان قد يزيد من عناده وإصراره على الخطأ، إذا وجد أن الجميعَ ضدَّه بكلِّ قسوة، رغم اعتذاره وندمه. أنا لا أقصد الزميل حمزة بذلك، فهو أكبر من ذلك بكثير، ولكني أتحدث بشكل عام.
يجب أن يعلم المتطرفون أن تعصبهم الأعمى وراديكاليتهم العنيفة المتكلَّفة عند تعاطيهم مع الآخرين، هي السبب الأول في إعراض كثير من الناس عن الإسلام، وفهمه بصورة مخالفة لحقيقته، إن صحَّت العبارة.
لم أجد خاتمة لمقالي أجمل من تغريدة الزميلة الأستاذة بدرية البشر، التي كتبت كلاماً جميلاً حول هذه القضية، فورَ صدورِ قرارِ معالي وزير الإعلام بإيقاف الزميل حمزة عن الكتابة في جميع الصحف والمجلات السعودية ، حيث تقول لا فُضّ فوها:
“هل فكر أحدكم في أن يمنح شاباً صغيراً كحمزة الفرصة ليراجع نفسه أم أن حفلة الثار والانتقام والكراهية هي الحفلات المفضلة لديكم؟”
وائل القاسم