في الحقيقة الماء يدور مع دوران الكرة الأرضية حول نفسها تماما وكذلك نحن إلا أننا لانشعر بهذا.
عند ركوبك السيارة فإنك تشعر بلحظات الرجوع للخلف فقط عندما تتسارع السيارة وتشعر بلحظات الرجوع للأمام عند تباطؤها 0على افتراض أنك في وضعية أمامية مع اتجاه حركة العربة) أما عندما تكون هذه السيارة في حركة أو سرعة منتظمة فإن شعورك عن الحركة يتوقف أصلا. ما أقصده أننا خلقنا على هذه الأرض ونحن ندور معها وليس قبل أن تبدأ هي بالدوران. الأمر أشبه بطفل ولد وترعرع داخل عربة متحركة بسرعة منتظمة لسنوات فيكبر داخلها وهو لا يعلم أبدا إن كان داخل عربة متحركة أم داخل غرفة ثابتة مالم يخرج تماما من العربة وينظر إلى الأرض وماعليها وكأنها تتحرك. ربما يتوقع الشخص أنه مازال ثابتا وأن الأرض والأشياء هي التي تتحرك حتى إذا خرج إلى الأرض واستقر عليها لبعض الوقت فسيتفهم أن الأمور انعكست الان وأصبح يرى العربة هي التي تتحرك.
الأمر نفسه للماء، فعندما تصب ماء أو قهوة في الأناء داخل عربة متحركة بسرعة منتظمة (كما في الطائرات والسفن) فإنه لايتبعثر ولكن يتصرف وكأنه على الأرض. السبب هو أن الماء كان قد اكتسب حالة القصور الذاتي في زمن ما أثناء بداية تسارع العربة وكان بإمكانك مراقبة تموجات سطح المياه انذاك. أما عندما وصلت العربة لسرعتها المنتظمة بدأ الماء بالاستقرار مرة أخرى مع الحفاظ على قصورة أو كمية حركته وطاقته الحركية بنفس الكيفية التي تسير بها العربة. لاحظ أن الماء لن يتلاعب سوى عند تغير سرعة العربة أو توقفها فجأة.
من هنا يمكننا تخيل الوضع لو أن الأرض توقفت عن الدوران حول نفسها فجأة!!!
ما سيحصل هو أفضع من أن تتخيل إذ أن البحار والمحيطات وخاصة الواقعة بالقرب من خط الاستواء سوف تندفع بسرعات هائلة تصل إلى 1600 كيلومتر في الساعة كما أن الأشجار والمنازل ستجتث من جذورها وربما معها الجبال. كل هذا بسبب كمية الدفع والقصور الذاتي الذي تملكه هذه الأجسام وفقا لقوانين الحركة. (( الله اكبر))
عودة لموضوع المياه فهناك شيئ اخر هو عدم انفلات هذه المياه مع دورانها وكذلك نحن والسبب هو أن قوة جاذبية الأرض لاتزال أكبر بكثير من قوة الطرد الناشئة بفعل الدوران.
هناك موضوع أعمق قليلا وهو: هل ندور مع الأرض في أي نقطة عليها بنفس السرعة؟؟ الجواب لا. السبب هو أننا ندور مع الأرض حول محور دورانها وليس عشوائيا وعليه فإن سرعة الدوران تختلف باختلاف بعد سطح الكرة عن محور دورانها حيث تكون في أعلى سرعاتها عند دائرة العرض 0 (خط الاستواء) وأدنى أو لا سرعة دوران عند القطبين (دائرة عرض 90 درجة).
كل شيء على الأرض يدور معها وبسرعتها وفي واتجاه دورانها
والجاذبية الأرضية تشد كل ماعلى الأرض نحو مركزها، بالإضافة
إلى ما يسمى بالقوة الطاردة المركزية تمنع انسكاب الماء من على الأرض .والتجرفة المعروفة بهذا الشأن هو أن تضع ماء بوعاء ثم تديره بيدك بشكل مستمر وسريع، ولن تنسكب منه الماء إلا إذا توقفت عن الدوران.