الـشـوق إلـى الله عـز وجـل
قـال الله تـعـالـى
{ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ... الـعـنـكـبـوت : 5 }
هـذه الآيـة تـعـزيـة وتـسـلـيـة لـلـمـشـتـاقـيـن إلـى لـقـاء الله
ومـعـنـاهـا
أنـا أعـلـم أنَّ مـن كـان يـرجـو لـقـائـي فـهـو مـشـتـاق إلـيّ
فـقـد أجّـلـت لـه أجَـلاً يـكـون عـن قـريـب
فـإنـه آتٍ لا مـحـالـة وكـل آتٍ قـريـب
فـجـعـل سـبـحـانـه الـرجـاء شـوقـا
والـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم
كـان دائـم الشـوق إلـى لـقـاء الله ،
لـم يَـسـكـُـن شـوقـه إلـى لـقـاء ربـه قـط
وشـوقـه كـان شـوق الـمـحـبـيـن
الـعـارفـيـن لـمـعـنـى الـشـوق
((كنا جلوسا في المسجد فدخل عمار
بن ياسر فصلى صلاة أخفها ، فمر بنا فقيل له
: يا أبا اليقظان : خففت الصلاة ، فقال :
أو خفيفة رأيتموها ؟ قلنا : نعم ، قال :
أما أني قد دعوت فيها بدعاء قد سمعته
من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ،
ثم مضى فاتبعه رجل من القوم قال عطاء يرونه أبي ،
اتبعه ولكنه كره أن يقول
اتبعته فسأله عن الدعاء ثم رجع فأخبرهم بالدعاء :
اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على
الخلق أجمعين أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ،
وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ،
اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ،
وكلمة الحق والعدل في الغضب والرضا ،
وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد ،
وأسألك قرة عين لا تنقطع ،
وأسألك الرضا بعد القضاء ، وأسألك
برد العيش بعد الموت ،
وأسألك لذة النظر إلى وجهك ،
وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء
مضرة ولا فتنة مضلة ،
اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلناه هداة مهتدين ))
الراوي: السائب بن مالك المحدث:
ابن خزيمة - المصدر:
التوحيد - الصفحة أو الرقم: 29/1
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة
أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]
والـشـوق إلـى الله سـبـحـانـه يـكـون ثـمـاره
مـعـرفـة كـمـال مـعـانـي أسـمـاءه وصـفـاتـه
جـل جـلالـه وتـقـدسـت أسـمـاءه وتـنـزهـت صـفـاتـه
مـعـرفـة إحـسـانـه وآلاءه ولـطـفـه وكـرمـه
و جـوده ومَـنـِّـهِ وفـضـلـه وعـطـاءه ومـغـفـرتـه ورحـمـتـه
ونـحـو ذلـك مـن الأسـبـاب الـتـي يـتـعـلـق
بـهـا الـقـلـب شـوقـا إلـى لـقـاء الله
**
الـشـوق إلـى الـجـنـة
قـال الله تـعـالـى
{ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ... مـحـمـد : 6 }
الـشـوق إلـى الله لا يـنـافـي الـشـوق إلـى الـجـنـة
لأن أطـيـب مـا فـي الـجـنـة قـُـرْبـه سـبـحـانـه وتـعـالـى
ورؤيـة وجـهـه الـكـريـم وسـمـاع كـلامـه ورضـاه والأنـس بـه
إن الـشـوق إلـى نـعـيـم الـجـنـة ومـا فـيـهـا
مـن لـذة مـأكـلـهـا ومـشـربـهـا
وجـمـال وروعـة لـبـاسـهـا وحـلـيّـهـا وقـصـورهـا وأثـاثـهـا
وعـذوبـة أنـهـارهـا وجـمـال أشـجـارهـا وطِـيـب ثـمـارهـا
وحُـسـْـن وبـهـاء حـور الـعـيـن
هـو شـوق نـاقـص بـجـانـب الـشـوق إلـى الله ،
ولا نـسـبـة بـيـنـه وبـيـن الـشـوق إلـى الله
وهـذا لايـعـرف كـنـهـه وسِـرّه إلا الـمـحـبـيـن
الـعـارفـيـن بـمـعـنـى الـشـوق إلـى الله
نـسـأل الله أن يـرزقــنـا وإيـاكـم لـذة الـنـظـر
إلـى وجـهـه الـكـريـم والـشـوق إلـى لـقـائـه
آمـيـن ،،، آمـيـن ،،، آمـيـن
يـارب الـعـالـمـيــــن