السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
عبدالله ذو البجادين كان اسمه في الجاهلية عبدالعزى المزاني من قبيلة اسمها المزانية تسكن بين مكة والمدينة، مات ابوه وامه وهو طفل لكن رباه عمه التاجر حتى بلغ 16 سنة ، كان مدلل من قبل عمه لدرجة أنه كان له فرسان يبدل بينهما ولكن قومه كان كلهم يعبدون الأصنام، في وسط هذا الجو كانت الهجرة من مكة إلى المدينة ، فكان عبدالعزى يخرج فيلتقي بالصحابة ويسمع منهم بعض من آيات القرأن فيتأثر كان يطاردهم حتى يحصل على أية أو آيتين، في أخر الامر أعلن اسلامه، فكان يطرد الصحابة ويقول انتظروا لعلي اسمع منكم أية ، فطلب من أحد الصحابة أن يعلمه فقال له ولماذا تنتنظر في بلدك هاجر إلى المدينة ، ويقول عبدالعزى : واترك عمي، لا أهاجر حتى أخذ عمي معي. فمكث في قبيلته 3 سنوات على الإسلام ولا احد يعلم بذلك وكان يخرج إلى الصحراء يتعبد ثم يعود وفي النهاية قرر أن يخبر عمه ، فذهب لعمه وقال له : لقد أخرتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلمن وما عدت أطيق فراقه وإني اعلمك أني أشهد أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله وإني مهاجر إليه فإن شئت أن تأتي معي أكون من أسعد السعداء، فقال عمه : إن ابيت إلا الإسلام جردتك من كل ما تملك، قال: افعل ما شئت فما أنا بالذي يختار على الله وعلى رسول الله، فجرده عمه فخرج عبدالعزى مهاجراً إلى مكه فوجد بجادين : قطعتين من الصوف على الأرض، فقصهما نصفين فلبسهما كالمحرم حتى وصل إلى النبي ودخل عليه فقال له النبي من أنت فقال له : أنا عبدالعزى فقال : ولم تلبس هكذا قال فعل بي عمي كذا وكذا فاخترتك يا رسول الله وصبرت ثلاث سوات حتى اتيتك مستقيما على طاعة الله ، فقال له النبي: أو فعلت؟ قال: نعم يا رسول الله فقال له النبي: من اليوم أنت لست عبدالعزى أنت عبدالله ذو البجادينأبدلك الله بهذين البجادين دارا ورداء في الجنة تلبس منها حيث تشاء وتأكل منها حيث تشاء" فبقي مع النبي حتى صار عمره 23 سنة وغزى معه في غزوة تبوك وقال عبدالله بن مسعود: وأنا نائم من شدة البرد وخائف من شدة ظلام الليل سمعت صوت حفر في الأرض فعجبت من يحفر في هذا الليل وفي هذا البرد؟ فنظرت إلى فراش النبي فلم أجده فنظرت إلى فراش عمر فلم أجده فنظرت إلى فراش أبي بكر فلم أجده، فخرجت فأذا الرسول يحفر وأبا بكر وعمر يحملان سراجاً فقلت للرسول: ما تفعل يا رسول الله؟ فرفع إلي رأسه فإذا عيناه تذرفان بالدمع يقول لي: مات أخوك ذو البجادين" وقلت لأبي بكر وعمر: تتركان النبي يحفر وتقفان أنتما، فقال لي أبو بكر : أبى رسول الله ألا أن يحفر له قبره بنفسه ثم مد النبي يده إلى أبو بكر وعمر وقال لهما "أدنيا إلى أخاكما" فأعطى أبوبكر وعمر جسده للنبي فقال "رفقاً بأخيكم... رفقاً بأخيكم إنه كان يحب الله ورسوله" فوضعه النبي بين يديه وتسقط دموع النبي على كفن عبدالله ذي البجادين ويضعه في قبره ويرفع النبي يده إلى السماء ويقول: "اللهم إني أشهدك أني أمسيت راض عن ذي البجادين فارض عنه"