احذروا استعماله فالقليل منه يسبب الهلوسة، والإكثار يؤدى للوفاة!!
جوز الطيب من البذور الشائعة الاستخدام فى التوابل وتضفى نكهة مميزة لبعض أنواع القهوة، وانتشر جدل على جوز الطيب منذ ظهورها، وكان الجدل علمياً وطبياً ودينياً ولكى نتدارك حقيقة جوزة الطيب علينا بسرد بعض الحقائق عنها للحكم عليها بلغة العلم وليس بأى لغة أخرى.
يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية: تنمو شجرة جوز الطيب فى المناطق الحارة وتسمى باللاتينية (Myristica fragrans) وfragrans تعنى الرائحة الذكية وبمجرد قطف بذور جوز الطيب يتم تجفيفها ببطء تحت درجات حرارة منخفضه للاحتفاظ بزيوتها العطرية، وبعد شهرين تقريباً تستخرج من قشرتها ويضاف إليها هيدروكسيد الكالسيوم لحفظها من نمو الحشرات والعفن، والزيت العطرى بجوز الطيب يحتوى على نسبة عالية من مادتى البورنيول واليوجينول (Borneol & Eugenol) .
وكانت تستخدم قديما فى الطب الشعبى كدواء لآلام المعدة ومضاد للانتفاخات، ونظراً لرائحتها الذكية فهى تستخدم منذ القدم وحتى الآن كبهارات تضفى على اللحوم والأرز وبعض المشروبات مثل القهوة رائحة مميزه وطعم حاد ولذيذ.
أما طبياً فالزيت الطيار لجوز الطيب يستخدم فى التصنيع الدوائى فى المراهم والكريمات التى تعالج الروماتيزم، كما يضاف القليل من الزيت الطيار للمشروبات التى تساعد على الهضم وفى صناعة العطور ومعجون الأسنان.
ونظراً لرائحتها ونكهتها القوية تعكف ربات البيوت بإدخالها فى العديد من الأطعمة وأحيانا تقوم ربات البيوت بالإكثار منها وأحيانا يصر مشترى البن على إضافة المزيد من جوز الطيب عند توليف القهوة أو البن اعتقادا منهم أن الجرعات الكبيرة ليس لها آثار جانبية، لأنها طبيعية المنشأ ومن هنا تظهر خطورة جوز الطيب التى قد تكون مميتة فى جرعات عالية.
وترجع سمية وضرر جوز الطيب لاحتوائها على مادة "الميريستيسين"(Myristicin) وهى مادة تشبه مادة الأمفيتامين تعطى الإحساس بالنشوة وتسبب الهلوسة فى الجرعات المتوسطة (12-20 جم) كما تسبب هلاوس حسية وبصرية مماثل لتأثير الحشيش!!
أما لو زادت الجرعة قليلا عن 20 جراما قد يصاب المرء بقلق وعصبيه وتوتر واحتباس البول وهبوط فى الجهاز العصبى المركزى يعقبه هبوط فى الجهاز التنفسى وتنتهى بالوفاة.
وتكمن خطورة جوز الطيب أن الجرعة المسببة للهلوسة ليست بكبيرة فهى حوالى "ملعقتين صغيرتين جداً" والجرعة المميتة حوالى "ثلاث ملاعق صغيرة" وهى جرعات مميتة قد تضعها ربة البيت فى المأكولات نظراً لعدم درايتها بخطورة هذه الجرعات ونظرا للاعتقاد الخاطئ المتفشى بمجتمعاتنا "أن كل ماهو طبيعى فهو آمن"، وكما شددنا من قبل أن الأمان المطلق غير موجود حتى فى الأعشاب الطبية.
ونظرا لوجود جوز الطيب فى العديد من المأكولات السريعة التى يعشقها أطفالنا مثل الهامبورجر والسجق والسوسيس وكلها لحوم مصنعة ومضاف إليها جرعات صغيرة من جوز الطيب لتكسبها النكهة الطيبة لكن عشق أولادنا لهذه المأكولات قد يدفعهم لأكل كميات كبيرة منها تصل بهم للجرعات المميتة، غير أن أجهزة أجسام أطفالنا أحيانا لم تكتمل النمو بعد فتكون أكثر عرضة لمخاطر وأضرار جوز الطيب.
ونظرا لأن الجرعات المتوسطة لجوز الطيب تسبب الهلوسة دخلت أيضا فى جدل دينى عن مدى تحريمها لأنها تذهب العقل وقام بعد الفقهاء بتحريمها وحرمت بعض البلاد الإسلامية من استيرادها.
فالحذر كل الحذر من هذه البذور فهى سم متخفى خلف ستار رائحة وطعم ذكى ولو كان هناك ضرورة قصوى لاستخدامها فيجب أن يكون فى جرعات صغيره جدا حتى لا تودى بحياتنا.