المناذرة سلالة عربية حكمت العراق قبل الإسلام. ثمة هجرات تدريجية حدثت بعد خراب سد مأرب في اليمن بعد "السيل العرم"، أي بدءاً من أواخر الألف الأول قبل الميلاد. فكان من هذه الهجرات هجرة تنوخ التي منها بنو لخم (المناذرة) إلى العراق واتخاذهم الحيرة عاصمة لهم ومن مدنهم في العراق النجف وعاقولا وعين التمر والنعمانية وأبلة والأنبار وهيت وعانة وبقة.
تاريخ المناذرة
لقد كوَن المناذرة مملكة قوية من أقوى ممالك العراق العربية قبل الإسلام فكانت هذه المملكة هي امتداد للمالك العربية العراقية التي سبقتها مثل مملكة ميسان ومملكة الحضر، وقد امتد سلطان مملكة المناذرة من العراق ومشارف الشام شمالاً حتى عمان جنوباً متضمنة البحرين وهجر وساحل الخليج العربي. استمرت مملكتهم في الحيرة من (268م-633م). احتل الفرس تلك المملكة في مهدها فأصبحت مملكة شبه مستقلة وتابعة للفرس مع ذلك اكملت الحيرة ازدهارها وقوتها. وقد كان لهذه المملكة دور مهم بين الممالك العربية فقد كان لها صلات مع الحضر وتدمر والأنباط والقرشيين فكانت الآلهة في هذه المدن هي نفسها موجودة في الحيرة منها اللات والعزى وهبل، ومما يؤكد ذلك الروايات الكثيرة بصلات جذيمة الأبرش بملكة تدمر زنوبيا مثلا وعلاقتهم وعلاقة ملوك الحيرة بملوك مملكة الحضر وأحيانا ينسب المؤرخون السلالة الحاكمة في مملكة المناذرة وهم بنو لخم إلى ملوك الحضر في العراق[1], وكذلك نجد في النقوش الأثرية مثل نص أم الجمال الذي كتب بخط نبطي وفيه النص التالي: "جذيمة ملك تنوخ" وهذا يدل على صلاتهم الواسعة بالممالك العربية الأخرى هذا سوى الروايات الكثيرة من المؤرخين، وكان لمملكة المناذرة سوق من أشهر أسواق العرب يقام في الحيرة وفي دومة الجندل يتبادل فيه التجار البضائع ومنها البضائع الفارسية التي يجلبها تجار المناذرة وكذلك يتبادلون الأدب والشعر والخطب. أطلق ملوك المناذرة على أنفسهم لقب "ملوك العرب" ومن المؤكد أن نقش قبر إمرؤ القيس الأول المتوفى سنة (328م) مكتوب عليه "هذا قبر إمرؤ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم". وهذا الحاكم له إنجازات عظيمة من تكوين أسطول بحري في البحرين هاجم مدن فارسية إلى سيطرته على مدن تمتد من العراق حتى نجران.
وكانت كتابة شاهد قبره الذي عثر عليه حديثا هي من أقدم الكتابات بالخط العربي الحالي عثر عليها لذلك يعتقد العلماء أن الحيرة هي مهد الخط العربي ويؤيد هذا الرأي المؤرخ البلاذري[2] حيث ينسب الكتابة العربية إلى الحيرة والأنبار. كانت الحيرة قاعدة عسكرية كذلك فقد ساند المنذر بن قابوس الجيش الفارسي في حربهم ضد الرومان في معركة "كالينيكوم" قرب الرها في تركيا حاليا. يروي ابن قتيبة الحرب الشهيرة بين المناذرة والغساسنة في "يوم حليمة" في بصرى جنوبي سورية هي مضرب للأمثال على شهرتها (ما يوم حليمة بسر).
ازدهرت المسيحية النسطورية في بلاد المناذرة ومما سهل ذلك ترحيب الأكاسرة الساسانيين بهذه الطائفة المسيحية التي تعاديها المسيحية الأرثوذكسية، عقيدة أعدائهم البيزنطيين ومع ذلك فإن الأرثوذكس كان لهم أيضا أسقفيتان عربيتان هما أسقفية عاقولا وأسقفية الحيرة[3]. ويعتقد المسلمون أن النبي محمد بشر بفتح الحيرة عند حفر الخندق[4] وتم ذلك فقام المسلمون بفتح الحيرة. شارك المناذرة في مناصب في الخلافة الإسلامية بإيجابية فكان منهم بنو عباد من ملوك الطوائف في الأندلس وبنو الورد حكام بنزرت في تونس والعديد من الشخصيات المهمة والشعراء.
الحيرة
الحيرة هي عاصمة المناذرة وقاعدة ملكهم، يرجع أقدم ذكر أكيد للحيرة لعام (132م) حيث كانت ترابط بها قوات مملكة تدمر[5]، وتقع الحيرة قرب الكوفة حاليا وقريبة من نهر الفرات ويمر فيها نهر متفرع من نهر الفرات يسمى نهر "كافر" الذي يروي الحيرة ومنه كانوا يركبون في القوارب حتى يبلغوا الخليج العربي، وقد اشتهرت الحيرة بفنونها وصناعاتها مثل الغزل والدبغ وكانت مدينة الغناء حيث كانت مشهورة بالدف والعود والمزمار، ويذكر أن بعض ملوك فارس درسوا في الحيرة مثل بهرام الخامس الذي تعلم الأدب والفن والفولكلور والفروسية في الحيرة [6].
الحياة الفكرية والدينية
كانت الحيرة منبعا للفكر والمعرفة وزخرت بمعاهد العلم ومدارسه فقد تلقى إيليا الحيري مؤسس دير مار إيليا دراسته الدينية في مدرسة في الحيرة[7]، كما تلقى مار عبدا الكبير دراسته في إحدى مدارس الحيرة[8]، وعند فتح خالد بن الوليد عين التمر وجد في كنيسة أربعين صبيا يتعلمون من جملتهم سيرين أبو العلامة محمد بن سيرين وكذلك نصير أبو موسى بن نصير فاتح الأندلس وكذلك يسار جد المؤرخ ابن إسحاق وكذلك تعلم المرقش الأكبر وأخوه حرملة الكتابة وبعض العلوم في الحيرة، فقد كان لموقع الحيرة الأثر الكبير في تلاقح الحضارات، وقد كان ملوك الحيرة يهتمون بالتدوين كما عند النعمان بن المنذر الذي أمر بنسخ أشعار العرب في الكراريس فنسخت له وقد عثر على بعضها مدفونا في قصره الأبيض في زمن المختار، وكانوا يشجعون الشعراء بالعطايا فقد كان من شعراء الحيرة: المثقب العابدي وعبيد بن الأبرص والنابغة الذبياني وطرفة بن العبد ولقيط بن يعمر الأيادي وعدي بن زيد العبادي وعمرو بن كلثوم وعمرو بن قميئة وأعشى قيس والمرقش الأكبر ولبيد بن ربيعة. وقد كانت الحيرة مركزا علميا هاما وملتقى الأدباء في الجاهلية، وكان النعمان بن المنذر يجتمع بأدباء العرب في قصر الخورنق ويقيم مهرجانا أدبيا يسمى "المؤتمر" فكانت الحيرة محجا للأدباء والمثقفين، وكذلك الطب كان متقدما في الحيرة في زمن المناذرة وحافظت الحيرة على شهرتها في الطب في العصر الإسلامي، فكان حنين بن اسحق النصراني العبادي من أقدر أطباء المتوكل في العصر العباسي وكان أبوه صيدلانيا بالحيرة ولهذا الطبيب إسهامات مشهودة، ومن الناحية الدينية فكانت بلاد المناذرة على المذهب المسيحي النسطوري حتى أن العديد من ملوكهم تنصروا بل ونشروا هذه العقيدة في شرق الجزيرة العربية (بيت قطراية). برز من الحيريين القديس حنانيشوع، والقديس مار يوحنا، والقديس عبد المسيح الحيري[9]، والقديس "هوشاع" الذي حضر مجمع إسحاق الجاثليق عام (410م)، وشمعون الذي أمضى أعمال مجمع "يهبالا" الذي انعقد سنة (420م) وشمعون الذي حضر مجمع "أقاق" الذي انعقد سنة (486م)، و"ايليا" الذي وقع على مجمع باباي المنعقد سنة (497م)، و"ترساي" الذي تحزب سنة (524م) لنرساي الجاثليق ضد "اليشاع" و"افرام", و"يوسف" الذي وقد حضر مجمع "أيشوعياب الأرزني" الذي انعقد سنة (585م)، وشمعون بن جابر الذي نصرّ الملك النعمان الرابع في سنة (594م) على مايذكره مؤرخو الكنيسة[10]. وقد كان "مار يشوعياب الأرزوني" المتوفى سنة (596م) من أصل عربي. درس الديانة في "نصيبين"، ثم تقّدم فصار أسقفاً على "أرزون"، ثم ترقى حتى صار بطريكاً على النساطرة سنة (580م). وقد زار الملك "النعمان" وتوسط عند الروم لمساعدة "خسرو ابرويز" ضد "بهرام". ولما توفي نقل إلى الحيرة فدفن في دير "هند" ابنة النعمانْ. أما كنيسة الباعوثة في الحيرة وهي كرسي من كراسي المطرانية الدائمة فقد كانت المركز الديني الرئيسي في الحيرة وصمدت حتى أزمنه متأخرة وتناول المؤرخين بناءها بإعجاب. وشهد عام (424م) انعقاد مجمع "داد يشوع" في الحيرة لتنظيم شؤون الكنيسة النسطورية.
الحياة السياسية
بعد انحسار حكم مملكة تدمر العربية عن منطقة غرب الفرات التي بضمنها الحيرة بدأ جذيمة الأبرش جهوده ليحكم تلك المنطقة وكانت تدمر عدوا شديدا للفرس أذاقتهم الرعب والهزائم. كانت الحيرة قاعدة ملك جذيمة وضم حكمه عانة وبقة وهيت والأنبار, وبعد جذيمة انتقل الحكم لعمرو بن عدي أول ملك من ملوك المناذرة والذي عاصر قيام الإمبراطورية الساسانية حين هاجم ملك الفرس نرسي مملكته وجعلها تابعة له لأسباب عدة منها موقع الحيرة الأستراتيجي الذي يتحكم بخطوط القوافل فيمكن للفرس التحكم بخطوط التجارة وتصريف بضائعهم بشكل غير مباشر, وجعل حكومة المناذرة درع من هجمات العرب أو الروم.
الجيش
يتكون جيش المناذرة من خمس كتائب هي: الأشاهب ودوسر والرهائن والوضائع والصنائع. أما "الأشاهب" فهم من الفرس مسخرين لخدمة ملوك الحيرة "ودوسر" هي مجموعة عربية مسخرة لخدمة ملوك الحيرة ويضرب المثل في قوتها فيقال: "أبطش من دوسر" وهاتين الفرقتين هما الفرقتين الرئيسيتين في الجيش، والفرق الثلاث الأخرى هي "الرهائن" وهم خمس مئة رجل رهائن لقبائل العرب يقيمون في الخدمة سنة ملوك الحيرة ثم يحل محلهم ألف آخرين في فصل الربيع، "الصنائع" هم قوم من خواص الملك من بنو تيم اللات وبنو قيس ابني ثعلبة وقد نذرو أنفسهم للحرب، "الوضائع" وهم ألف مقاتل من الفرس يضعهم ملك فارس في الحيرة لنجدة ملوك الحيرة وكانوا يرابطون سنة ثم ينصرفون ويأتي مكانهم ألف آخرون. وكان لهذه الكتائب حصون تعرف بإسم (المسالح). وكذلك اشتهرت الحيرة بصناعة الأسلحة من سيوف وسهام ونصال للرماح وكانت لهم معرفة كبيرة بوسائل الحرب مثل المجانيق والقنابل الحارقة. كان المناذرة يسعون لمد سلطانهم على العرب منذ وقت مبكر فضمت مملكتهم بالإضافة للعراق شرق الجزيرة العربية وأجزاء كبيرة من نجد لذلك كان هناك تنافس بين المناذرة والسبئيين للنفوذ على الجزيرة العربية فحصلت المناذرة والسبئيين عدة معارك، فكان نفوذ المناذرة عهد امرؤ القيس بن عمرو ثاني ملوك المناذرة قد وصل لنجد بل وحاصر نجران التابعة لمملكة سبأ فأصبح بذلك خطرا على أمن السبئيين فأرسل ملك سبأ شمر يهرعش حملة عسكرية على المناطق التي مد إمرؤ القيس سلطانه عليها فتقدمت قواته في نجد ومنها إلى الأحساء والقطيف في شرق الجزيرة العربية وبعد ذلك اكتفى المناذرة بشرق الجزيرة العربية أما السبئيين فكانوا قد فرضوا سلطانهم بنجد بواسطة كندة التابعة لهم وفي زمن أبو كرب أسعد أقاموا حصنا في "مأسل الجمح" بنجد كنقطة أمامية دفاعية لحماية أراضيهم وقوافلهم، وفي عهد الملك السبئي ملك كرب يعفر صدت قواتهم تقدم المنذر بن امرؤ القيس الذي هاجم حلفاء السبئيين في نجد وأرخوا ذلك بعام "631" وفقا للتقويم الحميري الموافق لعام (516م). كان لجيش المناذرة معارك ذات صيت في التاريخ الجاهلي لاسيما معركة يوم حليمة (554م) في (قنسرين) والتي قامت بين المناذرة والغساسنة التي انتصر بها الغساسنة وكانت أنتقاما من المناذرة لهزيمتهم في معركة قامت عام (544م) قام بها أحد حكام المناذرة (المنذر الثالث) من أسر أحد أبناء الحارث الغساني وقدمه قربانا للعزى مما ملأ قلبه حقدا، ومن نتائج هذه المعركة خروج قنسرين والبيضا من يد المناذرة. ومن المعارك الأخرى الشهيرة وحروب الشام التي قامت عام (563م) التي قام خاضها عمرو بن هند وأوعز إلى أخيه قابوس بمواصلتها عام (566م) والتي كانت لتأديب الروم الذين أساؤا إلى رسوله في القسطنطينية لمفاوضة قيصر على دفع الإتاوة[11] ومن معارك المناذرة المعروفة التي اشتعلت مع العرب "يوم السلان" و"يوم طفخة" وقد أشترك المناذرة مع الفرس الساسانيين في وساعدوهم في حروبهم ومعاركهم فقد ساند المنذر الأول بن النعمان الفرس مساعدة قيمة في حروبهم التي استمرت حتى الصلح الأول الذي دام لأمد طويل، وبدأت معارك أخرى سنة (519)م وقام فيها المنذر الثالث بن ماء السماء بدور هام إذ تمكن في معاركه من أسر قائدين بيزنطيين هما "ديموستراتوس" و"يوحنا" مما اضطر البيزنطيين إلى إرسال وفد من "شمعون الأرشامي" و"أبراهام" والد المؤرخ نونوس و"سرجيوس" أسقف الرصافة إلى المنذر الثالث لفك أسرهما وتجدر الإشارة أن هذا الوفد الرومي قد صادف وصول وفد ذو نواس الملك الحميري الذي يطلب من ملك الحيرة أن يفعل بنصارى مملكته مايفعله هو بنصارى نجران وإن شمعون الأرشامي يزعم أنه دون قصة تعذيب نصارى نجران طبقا لما جاء في رسالة ذي نواس ومن ثم فقد نشرها في صورة كتاب يقرأ على الناس في الكنائس. وتجددت المعارك سنة (528-529)م فتوغل المنذر بجيشه حتى حمص وأفامية وأنطاكية وحتى الأناضول وأضرم الحرائق في بعض المدن منها خلقدونية وعاد وفي ركابه كثير من الأسرى من بينهم 400 راهبة أحرقهن بالنار قربانا للعزى، كما شاركوا بقوة في المعارك المفصلية التالية ضد القائد الروماني بلزاريوس, معركة "نصبين" (530م) ومعركة "كالينيكوم" (531م) الواقعة قرب الرها حاليا جنوب تركيا والتي انتهت بانتصار الفرس وتوقيع معاهدة سلام مع البيزنطيين الذين اضطروا أن يدفعوا بموجبها جزية ثقيلة، وكذلك صد الجيوش الرومانية المتجهة لحرب الفرس حتى زمن إياس الذي وجهه الفرس لقتال جيش روماني بساتيدما وهو نهر يقع بالقرب من أرزن فهزمهم إياس، ولكن هذه المساعدات لم تمنع الفرس من قتل آخر حكام المناذرة النعمان بن المنذر حيث استدرج كسرى فارس خسرو الثاني النعمان بن المنذر وغدر به، فثارت حمية العرب لقتله فقاتلوا الجيش الفارسي في معركة ذي قار وكان ذلك عام (610م).
الحياة الإقتصادية
أهتم المناذرة بالتجارة والصناعة والزراعة، ففني مجال التجارة كانت للمناذرة قوافل تجارية "لطائم" في طريق يربط بين الجزيرة العربية بالشام والعراق ويشاركون بلطائمهم في جميع أسواق العرب ويوفرون لها حماية خاصة، ووجود نهر الحيرة المتفرع من الفرات سهل التجارة البحرية فكانوا يركبون فيه بالقوارب حتى يبلغوا مينائهم في الأبلة على الخليج العربي وهناك يركبون السفن الضخام من هناك فيطوفون بالبحار إلى الهند والصين من جهة الصين من الشرق والبحرين وعدن من جهة الغرب[12], وكانت السفن القادمة من الصين والهند تمر تأتي باستمرار إلى الحيرة[13], أما الزراعة فكان لخصوبة الأرض ووجود نهر الحيرة أثر في تطورها فقد كانت الأراضي بين الحيرة والنجف والفرات كلها مزروعة بالنخيل والبساتين والجنان ومن أشهر ماعرفت به في هذا المجال الخمر الحيري حيث كانت له شهرة حتى بعد الإسلام. وقد بلغت صناعاتهم درجة كبيرة من الحذق والإتقان في الحيرة حتى أصبحت كثير من الصناعات تنسب للحيرة منها صناعة السلاح سيوفها المشهورة وسهام ونصال للرماح. وصناعة الدبغ والنسيج خصوصا نسج الحرير والكتان والصوف، وكانوا يستخدمون في تزيينه الوشي والتقصيب والتطريز بخيوط الذهب. وكان قصر الخورنق يضم عددا من القين والنساج وفي ذلك يقول عمرو بن كلثوم:
إذ لاترجى سليمى أن يكون لها من بالخورنق من قين ونساج[14]
ومن أزياء الحيريين الساج والطيلسان والدخدار واليملق والشرعبية والسيراء[15], وكان ملوك الحيرة يخلعون على الشعراء ومن يرضون عنه أثوابا تعرف بالرضا وهي جباب أطواقها الذهب فيه قضيب من الزمرد ومنها مايسمى المرفل[16].
قصور الحيرة وأديرتها
كان طراز البناء الحيري طرازا قائما بذاته وقد ظل الطراز الحيري لبناء القصور معروفا في العصر الإسلامي، ويذكر المسعودي أن المتوكل العباسي اتبع في بناء قصوره نظام البناء المعروف بالحيري والكمين والأروقة وذلك أن ((بعض سماره حدثه في بعض الليالي أن ملوك الحيرة من النعمانية من بني نصر أحدث بنيانا في دار قراره وهي الحيرة على صورة الحرب وهيئتها)) للهجه بها وميله نحوها لئلا يغيب عنه ذكرها في سائر أحواله فكان الرواق فيه مجلس الملك وهو الصدر والكمان ويمنة وميسرة ويكون في البيتين الذين هما الكمان من يقرب منه من خواصه وفي اليمين منها خزانة الكسوة وفي الشمال مااحتيج إليه من الشراب والرواق وقد عم فضاؤه الصدر والكمين والأبواب الثلاثة على الرواق فسمي هذا البنيان في هذا الوقت بالحيري والكمين، واتبع الناس المتوكل ائتماما بفعله واشتهر للغاية، وكان العباسيون قد بنوا قصر أبي الخصيب محل قصر قديم للمناذرة وكذا حال قلعة جعبر حيث كان المناذرة قد اختاروا أحسن الأماكن لبناء قصورهم. وكذلك كان من فن الطراز الحيري نظام القبب فكانت تضاف ثلاث قبب متجاوره في مركز المبنى وكذلك يذكر ياقوت أن الحيريين يجعلون في حيطان دياراتهم الفسيفساء وفي سقوفها الذهب والصور. وقد أجرى علماء الآثار حفريات أثرية في أطلال الحيرة عام (1931م) تحت إشراف العالمين رتلنكر ورايس أسفرت عن كشف بعض الآثار من بينهما بازيليكيتين مسيحيتين من الآجر وقد ثبت من الحفريات أن كنائس الحيرة لم تكن مزودة بحنيات إنما كانت تنتهي بفتحات مربعة الشكل على النحو الشائع في معابد آشور وبابل وكذلك عثرت البعثة على صلبان من الفضة وقناديل من الزجاج وكانت الجدران مكسوة بطبقة جصية فيها زخارف نباتية وقد عثر هذان العالمان في أحد دور الحيرة على زخارف مدهونة في الجدران بألوان زاهية والأصباغ يتكرر فيها عنصر الصليب محاطا بدائرة وبعض الصور.
من عمرانهم:
القصور
القصر الأبيض (تعرف ببيعة الكرسي)
قصر بن بليلة
قصر العدسيين الكلبيين
قصر الزوراء
قصر بني مازن
قصر الخورنق
قصر سنداد
قصر العذيب
قصر مقاتل
قصر الصنبر
قصر شمعون (في عانة).
قصر البرذويل (في كربلاء).
قصر السدير (يحتمل انه قصر الأخيضر قرب كربلاء).[17]
الأديرة
دير اللج
دير الحريق[18]
دير مارت مريم
دير هند الكبرى
دير هند الصغرى
دير الجماجم
دير الأكيراح[19]
دير السوا
دير داد يشوع
دير مزعوق
دير بني صرنيار
دير توما
دير مارية
دير الأسكون
دير عبد المسيح
دير ابن براق
دير العذارى
دير بني مرينا
دير ابن وضاح
دير مر عبدا
دير الجرعة
دير النقيرة
دير حنة
دير مار فايثون
دير علقمة
دير مار ابا الكبير
دير قرة
دير عبد يشوع
دير حنظلة
الحيرة في العصر الإسلامي
كان الشروع في جعل الكوفة عاصمة للخلافة عام (17هـ/638م) إيذانا بتدهور الحيرة وتناقص عمرانها. وقد استعملت في بناء الكوفة أحجار من قصور الحيرة وقد نقل البلاذري عن رجل من أهل الحيرة ((وجد في قراطيس هدم قصور الحيرة التي كانت لآل المنذر أن المسجد الجامع بالكوفة بني بنقض تلك القصور وحسبت لأهل الحيرة قيمة ذلك من جزيتهم))[20], وبدأ الخراب يستولي على ديارها، وبنيت بعض قصور الكوفة بآجر وأساطين قصور الحيرة وكنائسها المتخربة ومع ذلك فإن انحسار العمران في الحيرة وتقلصه لم يتم على دفعة واحدة وإنما تم على مراحل طويلة ويرجع الفضل الأعظم في الإبقاء على الحيرة كونها فتحت صلحا وكذلك خبرات أهلها التجارية التي أتاح لها مجالا واسعا للإفادة المادية من الفتوح الإسلامية فضلا عن كونها مركزا للمسيحية قرب الكوفة مما أتاح لها أن تكون موضعا من مواضع النزاهة والزيارة لأهل الكوفة وكان بها من الخمارات ما ليس في غيرها ويذكر ياقوت أن بظاهر الكوفة ((منازل النعمان بن المنذر والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريان ومما هنالك من المتنزهات والديرة الكبيرة)) وكانت الحيرة مأهولة بالسكان في العصر الأموي واشتهرت شهرة كبيرة بصناعة الخزفيات إلا أن الحيرة في العصر العباسي أخذت في الإضمحلال. ولم يزل عمرانها يتناقص في هذا العصر إلى صدر من أيام المعتضد فإنه استولى عليها الخراب وكانت بالرغم من ذلك مقصد خلفاء بني العباس في العصر الأول كالسفاح والمنصور والرشيد والواثق فقد كانوا ينزلونها ويقصدون المقام فيها لطيب هوائها وصفاء جوهرها وصحة ترابها وقرب خورنق والنجف منها.
ملوك المناذرة
الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 عمرو بن عدي 268-295
2 امرؤ القيس بن عمرو 295-328
3 عمرو بن امرؤ القيس 328-363
4 أوس بن قلام 363-368
5 امرؤ القيس بن عمرو 368-390
6 النعمان بن امرؤ القيس 390-418
7 المنذر بن النعمان 418-462
8 الأسود بن المنذر 462-490
9 المنذر بن المنذر 490-497
10 النعمان بن الأسود 497-503
11 أبو يعفر بن علقمة 503-507
12 امرؤ القيس بن النعمان 507-514
13 المنذر بن امرؤ القيس 514-554
14 عمرو بن المنذر, الملقب بالمحرق الثاني 554-569
15 قابوس بن المنذر 569-577
16 فـيـشـهـرت 577-578
17 المنذر بن المنذر 578-582
18 النعمان بن المنذر, الملقب بأبو قابوس 582-609
19 إياس بن قبيصة 609-618
20 زاديه 618-633
وعاملة بني عدي بن الحرث بن مرة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب ابن زيد بن كهلان وأخو لخم وجذام وعاملة عفيراء وكندة واسم لخم مالك واسم جذام عامر، وكانا أخوين اقتتلا فجذم أحدهما إصبع صاحبة ولطمه الآخر فسمى جذاما لأن إصبعه جذمت، سمى الآخر لخما لان أخاه لطمه، واللخمة اللطمة وقد روى عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - أنه قال: الأيمان إبمان لخم وجذام صلوات الله على جذام يقاتلون الكفار على رؤس السعف، ينصرون الله لرسوله.
قال: فولده نماره وجرملة فمن ولد نماره عمرو وعدي وعدي أول من أعتم بالعمامة فسمى عمم فمن ولده قصير بن سع بن خزيمة بن قيس بن مليك بن عدي بن نمارة بن لخم وهو الذي كان مع جذيمة الأبرش يوم الزباء وهو الذي احتال لعمر وحتى قتل الزباء وله حديث.
فمن ولد عمرو بن نمارة ملوك الحيرة النعمان الأسود، وعمرو بن هند وهند أمه بنت الحرث السفال الكندي، وأبوهم المنذر بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نضر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن عمرو بن عمارة بن لخم، وعمرو بن عدوى هو الذي قتل الزباء يخاله جذيمة الابرش الازدي وملك ومالك بعده، وهو أول من ملك من ولد النضر وكان ملكه ماية وثماني عشرة سنة.
ويقال أن أصحاب الكهف من ولد عدي بن نضر، ومن ولد عمرو بن نمارة مالك وريث وحبيب وعودة وحذمة وهم العباد وأمان وهم الأخبوث وهو هانئ بن حبيب الذي في طيئ رهط الشاعر الطرماح بن حكيم.
ومنهم الدار وهو هانئ بن حبيب بن عمرو بن نمارة بن لخم، وبنو الدار بطن منهم تميم الدارى بن أوس بن حارث بن سواد بن خذيمة بن دراع بن عدي بن الدار، وفد على النبي- صلى الله عليه وسلم- هو وتقيم بن أوس وأقطعها حبري وبنت عينون بالشام، وتميم الدارى لم يبق ارض الاقطعها، ولا واديا إلا سلكه، وقطع بلاد الظلمة، وبلاد ما وراء الروم، وصفه للنبي- صلى الله عليه وسلم.
ومنهن روان ووهب ابنا مالك بن سواد بن خذيمة وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم- ومنهم الفلكة بن النعمان بن جبيلة بن طفاوة بن ربيعة بن دراع بن عدي بن الدار ومنهم أبو هند بن عبد الله بن عبس بن ربيعة بن دراع وفد إلى النبي- صلى الله عليه وسلم -فسماه الطيب فهؤلاء بنو الدار.
فصل ومن ولد جزيلة بن لخم
حجر وأراشة وأرن ويشكر وجليل مذخل بنو جليل في غسان، ومن بني أرن وايصة بن أرن وراسدة وهو خليفة بن أرن وجزيلة بن لخم وبنو راشدة بطن عظيم وهم رهط حاطب بن أبي بلتعه حليف أسد بن عبد العزي شهد بدرا، ومن ولد أراس بن أراشة غنم وعمرو وعوف وصبع وهو الجمرات ومنهم بالحيرة ناس كثيرة ومنهم سعيد بن درغنم اراس، ومنهم خزام ونحاله وعيينة بنو العرجا بن غنم عود ابني سجستان وكان مع عبد الرحمن بن الاشعث، وسعد ومعاوية بنو عوف بن أراش أمهم هند بنت دعجان بن لحم بها يعرفون، ومن شجا،ع بن عمرو عود بن عيد منهم بالأنبار ناس كثير وسائرهم بالشام، ومن ولد أراش بن أراشة بن جزيلة زممة فمن ولد ربيعة كعب وسعده وهرثمة بطن، ووائل وهو منارة بطن وهي أمه بنت كعب بن عمرو بن جليل بها يعرفون، ومن رميمة بن حر بن عثمان- ابن المنذر بن قيس بن شهران بن غران بن حندب بن هند بن صعب بن عمرو بن رميمة، ومنهم أبو محجن بن عبد الله بن المنذر بن قيس بن شهران أول من دخل القسطنطينية، وقتل على بابها أيام مسلمة بن عبد الملك، ومنهم قاتل بن حجور بن دعجان بن عنيب بن كليب بن مالك بن الحرث بن عمرو بن زميمة بن جرش كان يقاتل أيام العصبية بالشام ومن ولد حجر بن جزيلة بن لخم عبد الملك بن عمير بن سويد بن املاص بن عبد شمس بن سعد بن الوسيع بن الحرث بن بيصلح بن امى بن أود بن بشير بن لخم كان قاضيا بالكوفة، ومنهم سمهر بن دعر بن حجر بن جزيلة بن لخم، وإليه تنسب الرماح السمهرية، ومنهم مالك بن دعر بن حجر بن جزيلة بن لخم ومالك وهو الذي استخرج يوسف الصديق من الجب، وروي أن يوسف الصديق - صلى الله عليه وسلم - دعا لمالك بن دعر بالبركة في الولد لما أخرجه من الجب وجاءه بخبر أبيه يعقوب وسأله أن يدعو الله له بكثرة الولد فانه كان لاولد، وقد قيل ولد له أنثى عمياء فدعا الله له بكثرة الولد، فولد لمالك من الولد أولا كل اثنين في بطن اثنتي عشرة سنة أربعة وعشرين ولدا، وهم الشرعبي، والمشرقي، والسندي، والسندلي فالسرندي، والبليدي، والسد، والحصم، والبائد، والعريش، والعديس والعماش وشمس، وبيهس، وعسس وحلاوس والمهذب، والأصيفح، والصحيح، والدخال والذيال، وفيظي، وصيغي، ومصدع فهولاء ولد مالك بن دعر، وقد قيل إن مالك بن دعر بن ثريب بن عنقا بن مدين بن إبراهيم الخليل فانتسبوا إلى لخم، والله اعلم.
فصل ومن ولد مرة بن أدد أفعى بحران
ابن الحصين بن الحر بن الحصين بن الحرث بن أدهم بن مرة بن أدد وهو الحاكم الذي تحاكم إليه بنو نزار، وقيل تحكموا إلى الحصين الجرهمي، والله أعلم، وقد قيل أن المعافر من ولد عمرو بن مالك بن الحرث بن مرة بن أدد، وهم المعافر بن يغفر، وقيل أن نسبتهم في تميم كما مضى ذكرهم في نسب تميم، والصحيح أن المعافر من ولد حمير وهم باليمن، والله أعلم
.
فبطون لخم الداريون بنو الدار بن هانئ، وبنو راشدة وبنو أريس بنو منارة.
نسب جذاما
قال
: ولد جذام حراما وجشم، فمن ولد حرام أقصي وغطفان ابنا سعد ابن زبيد بن اياس بن حرام بن جذام وفيهما العدد والشرف، فمن ولد أقصي ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن دينان بن عوف بن أثمار بن زنباع بن مازن بن سعد بن مالك بن زيد بن مناة بن أقصي وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم وكان سيدا شريفا، وعقد له النبي-صلى الله عليه وسلم - على بني سعد بن مالك وابنه نابل بن قيس كان سيدا شريفا بالشام ومنهم وزير عبد الملك ابن مروان وهو روح بن زنباع بن روح بن حداد بن جديدة بن أمية بن امرئ القيس بن كنانة بن وائل بن مالك بن زيد مناه بن أقصي ومن ولد وايل ابن زيد مناة أقصي بن حرام، وأما غطفان بن سعد بن زبيد بن اياس بن جذام، فولده عبس ونصره وانامة، وعبد الله وريث، وحرث بطون كلها، وانتسب ريث وعبد الله في غطفان بن قيس بن عيلان ويقال أن غطفان بن اسعد بن ميس بن عيلان، فمنهم روح بن شرحبيل بن -عبد الله بن ثعلبة بن خليجة بن حارثة بن زيد بن عصم بن كرمه بن سعد بن أتامة بن غطفان وعدارة في كندة في بني سحرة.
فصل وأما جشم بن جذام
فمن ولده عدي بطن بن عمرو بن سود بن بكر بن جشم، ومنهم حسن وعقبة ابنا بكر بن سود بن زبيد بن جشم، ومنهم عبد الله وجاحف ودهر بنو عنيب بن أسلم بن مالك بن شنوءة بن بديل جشم بن جذام
.
نسب عاملة واسمه الحرث بن عدي
واسمه الحرث بن عدي بن الحرث بن مرة بن أدد بن عمرو بن عريب بن زيد ابن كهلان وهو أخو لخم وجذام، وقبل عاملة امرأة الحرث بن عدي، وهي أم ولدية الدهر ومعاوية نسب ولدها إليها وهي عاملة بنت مالك بن وديعة من قضاعة فولد عاملة معاوية والدهر، فمن ولد معاوية شعل وعجل وسلمة فمنهم شهاب بن برهم بن معقل بن مالك بن عدي بن حارثة بن ثعلبة بن قطيعة بن عمرو بن هينة بن جذيمة بن شعل بن معاوية بن عاملة كان شريفا ومنهم **** بن معقل بن مالك كان شريفا مع مسلمة بن عبد الملك، ومنهم الشاعر عدي بن الرقاع بن زيد بن خالد بن عدي بن الرقاع بن عمرو بن عدي بن شعل بن معاوية بن عاملة، ومن بني سلمة بن معاوية بن عاملة ومن بني سلمة بن معاوية نادين عوض الشاعر وعوض الباهلي الشاعر آخر قديم منهم، ومنهم قعيس الذي اسر عدي بن حاتم الطائي فأخذ منه الفداء
.
فصل وولد الدهر فر عاملة عوكلان
وسلمان فمنهم الطميان بن عزم بن عوكلان بن الزهر بن عاملة، ومنهم مساس والحارق وعوف وعيلان بنو عامر بن مازن بن مر بن عزم بن عوكلان، ومنهم ثعلبة بن سلامة بن هرم بن عمرو بن معاوية بن الحرث بن معاوية بن كندة كان فقيها زاهدا عابدا، وكان مسلمة بن عبد الملك يصدر ويورد وهو الذي أشار عليه بعقد البيعة لعمر بن عبد العزيز، فرجعنا إلى اتصال نسبه وهو كندة بن ثعلبه بن مازن مري بن حزم بن عوكلان ولى الأردن وكان هن الفرسان
.
نسب كنده
وهو ثور بن عمرو بن غريب بن زيد بن كهلان، هذا هو قول الكلبي وقال بن هشام هو كندي بن ثور بن غفير ومال ابن اسحق هو ثور بن مالك بن زيد بن عمرو بن غريب بن زيد بن كهلان، وقال الزبير وهو مرتع بن كندة وإنما سمي كندة لأنه كند بأياه أي عقه، وقال، وكندة أصلان معاوية الاكر مين والأشرس
.
فمعاوية بن كندة المولك وهم بنو عمرو بنو الحرث ابنا معاوية بن كندة فولد تجر آكل المرار بن وهب بن ربيعة بن معادية بن كندة، فولد حجر آكل المرار والحارث الولادة أو امرؤ القيس وهو بن حجر ملك ومعاوية وهو أبو بني حسان، فمن ولده امرؤ القيس بن عمرو بن رجاء بن حيوة جبيرة ابن الأحنف ابن امرئ القيس، وسمى حجر بن عمرو آكل المرار لأنه كان يأكل المرار وهو نبت فيه مرارة، فمن ولده حجر وعمر والمقصور والحرث أمهما هند بنت ظالم بن هب بن الحرث بن معاية بن كندة فمن بني عمرو المقصور بن حجر آكل المرار بن معاوية بن كندة وكان لعمر والمقصور بن الولد الحرث الملك وأمرؤ القيس وحجر وأبو كرب ومعدي كرب، وكان للحرث الملك خمسة أولاد حجر ملك بني أسد وكنانة وشرحبيل ملك بني تميم والرباب وسلمة ملك بني يكر وتغلب ابني وائل، ومعدي كرب ملك قيس وعيلان وقيس وكان سيارة وأي قوم نزل بهم فهو ملكهم وهند امرأة. فهؤلاء بنو الحرث بن عمرو المقصور آكل المرار بن عمرو بن معاوية ابن كندة وأم الحرث الملك أم اياس بنت عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان، فمن بني شرحبيل الملك بن الحرث الملك أبو الجبر بن عمرو بن يزيد بن شرحبيل ومن بني سلمة الملك عمرو بن أبي كرب بن عس بن سلمة مالك بن سلمة الملك، وأولاد مالك في أخولهم بني ضية بن أد، ومنهم العلاء بن سمير بن الحرث بن سلمة وهو الذي أدخل مع عيكن بن حرسه بن عمرو بن ضرار على بن عبد الله ابن زياد فقال من هذا الذي معك، فقال ربى في الجاهلية، وحليفي في الإسلام ومن بني امرئ القيس بن عمرو والمقصور النعمان بن يزيد بن شرحبيل ابن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو المقصور النعمان وهو خال الأشعث بن قيس وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأما بنو حجر بن عمرو المقصور وهو خال الأشعث بن قيس فهم بالشام يدعوه بني ملعقة وهي أمهم نسبوا إليها وأما معاوية بن الجون وهو أخو عمرو بن حجر آكل المرار فولده كندي وعمرو واخضر بنو صالح بن الحرث بن معاوية بن شرحبيل بن النعمان بن عمرو بن الجون وهو قضاة منهم غير واحد.
ومنهم حسان بن عمرو بن الجون كان على تميم يوم جبلة، ومنهم معاوية بن شرحبيل بن أخضر بن الحبون مع بني عامر يوم جبلة، ومنهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد الرحمن بن الأسود بن الحرث بن شرحبيل بن كندى بن الجون.
وأما الحارث الولادة أخو حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن كندة فولده عبد الله وهو الشيطان وقد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بنفر منهم فقال من أنتم، فقالوا بنو الشيطان، فقال: أنتم بنو عبد الله، فبعضهم يقول في بني عبد الله، وبعضهم يقول: بنو الشيطان، فمن ولد البسطان الجعسس معدان بن الأسود بن معدي كرب بن تمامة بن الأسود بن الشيطان وهو باليمن وحجر وهو الغرد سمى الغرد ليداه وجودة، واليمن يقولون: الغرد بعين معجمة وهو بطن.
ومن أولاده الملوك الأربعة وهم مجوش ومحوس وخمر والضحة ولأختهم الغردة بنو معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن حجر الغرد ومنهم يقول الشاعر:
يا عين فابكي للملوك الأربعة
مجوس وحمرا والفـنـعة
ومسرح وأنني لن أوعة
.
وهم ملوك حضرموت وربيعة بن الحرث الولادة وهم بطن باليمن، وعمرو وامرؤ القيس أمهما لميس بنت عمرو بن وهب باليمن، وعمرو وامرؤ القيس بسلمة بطن أمهم فاطمة بنت العائل بن معاوية، فهؤلاء بنو الحرث الولادة، فمن ولد الشيطان عبد الله بن يحيى بن عمرو بن شرحبيل بن يزيد بن عمرو بن لاسود بن الشيطان وهو عبيد الله، ومنهم الشاعر أبو هيى ومسروق بن معدي كرب بن ثمامة بن الأسود بن عبد الله بن الحرث الولادة، ومنهم معدان الجغشيش وهو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم حين وفد عليه مع الأشعث بن قيس فقال ألست منايا رسول الله فسكت مرتين ثم قال: نحن بنو النضر بن كنانة لاننكر أمنا ولاتنتفي من أبينا فقال الأشعث لصاحبه: فض الله فاك، ألا كنت سكت.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ناسب بهذا النسب العباس ابن عبد المطلب وذلك أن العباس بن عبد المطلب كان إذا سافر إلى الشام يقول لكندة نحن بنو آكل المرار.
فصل وأما بنو الحارث بن معاوية الأكرمين
فمنهم الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة ابن معاوية الأكرمين بن الحرث السعال بن معاوية بن ثور وهو كندة، وكان الأشعث بن قيس شريفا شجاعا خرج على الحجاج في خلافة عبد الملك بن مروان وله حديث، ومنهم يعقوب بن اسحق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل ابن محمد بن الأشعث، ومن بني كرب شرحبيل بن معدي كرب كان في الفين وخمسمائة من العطاء وأخوة الأسود بن معدي كرب كان شريفا، فهؤلاء جاهليون إسلاميون، وفي معاوية الأكرمين يقول الأعشى
:-
[COLOR=red]
Times New Roman (Arabic)]وأن معاوية الأكرمين حسان الوجوه طوال الأمم
.
الأمة العامة، ومنهم حجر والحرث ابنا عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين أما حجر فهو صاحب علي رضى الله عنه ومن ولده مرة وشرحبيل ابنا حجرين عدي، وهما بطنان، وأما الحارث بن حجر وأمة مليكة بنت السحار بن ذهل بن معاوية الذين يقال لهم الخلف العزيد لأنهم لم يدخلو في الخلف فمن ولد الحارث بن عدي بن ربيعة وشرحبيل بن الحرث وفيه يقول النابغة كنش وهانئ وبنى فروة والأشعث بن قيس أسيرا
.
وإلى الجير قشعم عادروه حيث أضحت جيادهم متحسورا وكانت مزاد قتلته فخرجوا متساندين على ثلاثة ألوية، كيس على لواء، والقشعم بن يزيد على لواء، والأشعث بن قيس على لواء فلقوا بني المعقل من بني الحارث بن كعب فقتل كنش والقشعم وبنو فروة بن زرارة بن الأرقم، وأسربن الأشعث، وكان الأشعث قال: لا أبالي إذا أخطأت مرارا على أفياء مذحج وكعب وقع على بني الحرث بن كعب فأسروه ففذى بثلاثة آلاف بعير، ولم يفد بها عربي غيره، فقال في ذلك عمرو بن معدي كرب الزبيدي
اتانـا ثـائرا بـأبـيه قـيس
فأهلك جيش ذلكم السمـدي
وكان فداوأه ألفي قلوص وألفا
من طـريفـات وتـلـــد
فصل وأما وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين
فمن ولده عمرو وربيعة أمهما بنت المثل بن معاوية، وحجر وأبو الجير المظلوم أمهما وزرنب بنت عمرو بن ثعلبة الأيادى عمرو بن كعب بن مامة وعبد، فمن ولد عبد المقدام بن معدي كرب، فمن ولد عمرو بن كعب الأسود ومعدي كرب فمن ولد عمرو بن كعب الأسود ومعدي كرب وعمرو والأرقم بنو النعم ابن عمرو بن وهب وكان الأسود سيدهم وهو الذي مدحة الأعشى بقوله في قصيدته المشهورة
.
ولا تَشَكَّىْ إلىّ وانتجعي الأسود
أهل الندى وأهل الـفَـعَـال
ومعدي كرب هو الاجذم، ضربه قيس بن معدي كرب على يده، فحذفها فسمى الاجذم ويومئذ الفت بنو وهب بن ربيعة على بني عدي، وكان مع حجر بني عدي، ولم يدخل بنو الحرث بن عدي معهم في الحلف فسموا الحي الفريد فبنو الأرقم بطن منهم بنو فروة بن زرارة بن الأرقم قتلوا يوم خرج بهم الأشعث ثائرا بابنة والقشعم بن يزيد الأرقم قتل يومئذ، وأما ربيعة بن وهب بن ربيعة بن معاوية فمن ولده شجرة وحرملة وعمرو فولد شجرة بحضرموت لها وعدد وشرف وولاية وهم يقال لهم بنو شجرات، منهم بنو الأسود ومعاوية بن عنس الأسود بن الأسود وعبد الله بن إلى كرب بن عبد ربه وهب بن ربيعة بن الحرث ابن معاوية بن ثور، وهو كندة، وفد المقدام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به وصحبه وأما أبو الجير الظلوم بن وهب بن ربيعة من ولده د الله بن ربيعة من ولده عبد الله بن ربيعة مرة بن مسلمة بن أبي الحركات من أصحاب علي رضى الله عنه ولاه السود وكان شهد العشرين الذين شهدوا حلف اليمين وربيعة، ومن مع على من كندة ومنهم معدي كرب بن ربيعة بن مسلمة ابن أبي الجبر، وأما حجر بن وهب بن ربيعة فمن ولده قيس وعدي وسلمة شرحبيل الأخرم ووهب، فمنهم عمرو بن أبي قرة وهو سلمة بن معاوية بن وهب قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين، القضاء بالكوفة من كندة أربعة حرين القشعم بن زرارة بن الأرقم، ثم شريح بن الحارث، ثم عمرو ت الذي ذكرناه، ثم حسن بن حسن الحجري، وولى حاتم بن عبد الله القسري.
فصل ومن ولد ربيعة بن معاوية الأكرمين
وهو معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور وهو كندة، قال الكلاعي
: هو معاوية الن الحارث الأصغر بن ثور الأصغر بن مربع الأصغر بن معاوية الأكبر ابن ثور وهو كندة. فمن ولد معاوية الأكرمين حجر وقد دكرناه، والميل والعاتك، ابن ولد المثل الشاعر قطن بن قيس بن السحار بن بهدلة بن المثل، ومنهم جو الشعثاء زياد بن يزيد بن النعمان بن سلمه بن السحار قتل مع الحسين بن علي رضى الله عنهما ومن ولد شيبان أمه بيضاء بنت الأبيض بن امرؤ القيس وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أما ثاب بن قيس بن الحرث بن سيان وفد أيضا وعاش دهرا طويلا، وله يقول الشاعر:
ألا ليتني عُمِـرّت أيام خـالـدٍ
كعمرو أبا ثاب بن قيس بن خالد
فصل ومن ولد الحارث بن معاوية بن كندة
امرؤ القيس ومالك والطمح وحارث، فمن ولد امرئ القيس بن الحرث وخديج وبكر والأبيض وثعلبة ومن ولد مالك بن الحارث سلمة والمنذر بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن كندة ومن ولد أبو العمرط عمير ين يزيد بن عمرو بن شراحيل بن النعمان بن المنذر ومن ولد الطمح بن الحارث مالك ابنا الطمح، ومن ولد حارث بن الحارث مالك وسعد وعوف وعامر بنو حارث بن الحارث ولهم عقب ومن بني معاوية الأصغر بن الحارث بن معاوية الأكبر بن كندة ذهل وله عقب
.
فصل ومن ولد الحارث الأكبر
بنو شهاب منهم الحنف وحجر ومسلمة وجعفر وأبو الحسين والاحنف، وعبد الله بنو غيلان بن العمرط بن كبير بن شهاب الأصغر من عبد مالك بن عاقل ابن جمهور بن عمرو بن صعوبة بن براعيد بن مالك بن شهاب الأوسط بن عبد مالك بن شهاب الأكبر بن العاقل بن ربيعة بن وهب بن الحارث الأكبر بن كندة وكان عباد بن العمرط من الأشراف الأوفياء وقد ولي صنعاء
.
ومن شعرائهم ووجوههم عبد الخالق بن الطلح بن محمد بن جمهور وهو الذي يهجو الأبناء في أيام حربهم وهو الذي استنجد عليهم محمد بن يعفر بكلمته التي يحرض فيها وكان هو وعبد الله الاكيلى أشعر أهل عصرهما، ومن ولد شهاب الأكبر محمد وكبير والوليد وحجر ويحيى والقشم والجمهور.
فصل ومن ولد معاوية الأكبر
ابن كندة حجر، ومن ولده الصلت بن حجر وفد معه أخواه يزيد وعبس، ومنهم النعمان بن معدان بن الحرث ابن عدي بن عدي بن السحار بن وهل كان صحاب علي رضى الله عنه
.
فصل ومن ولد الحارث بن معاوية بن ثور
ندا والرأس فمن ولد ندا عوف ومالك وثابت والحرث بنو ندا بن الحارث بن معاوية بن ثور
.
ومن ولد الرأس بن الحارث عامر وضمرة وزيد مناة وفرسان بنو الرائس فمنهم القاضي شريح بن قيس بن الحرث بن حميم بن معوية بن عامر بن الرأس بن الحرث بن معاوية بن كندة ولى قضاء الكوفة لتسعة، أولهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه ولاه عمر رضى الله عنه ثم عثمان ثم على ثم الحسن ثم معاوية ثم يزيد ثم معاوية بن يزيد ثم مروان بن الحكم ثم عبد الملك بن مروان وآخرهم عبد الملك بن مروان، وكان شريح فقيها عالما وليس في الكوفة من بني الراس غيره.
فصل وأما أشرس بن كندة
فولد السكون والسكاسك أمهما طعمة بنت الجماهر بن الأشعر، وهما بطنان،والسكون بضم السين وفتحها وقيل هما السكن والسكسك
.
فمن ولد السكون شبيب وعهنة أمهما أسماء بنت مرتع، فمن ولد شبيب أشرس وشكا ولدا أشرس بن عدي وسعد فمنهم شوم وعامر وأواه بنو عدي بن أشرس بن شبيب بن السكون، ومنهم الشاعر بن الغزالة ربيعة بن عبد الله بن ربيعة بن سلمة بن الحرث بن شوم بن عدي بن أشرس بن شبيب بن السكون، ومنهم الضحاك بن قيس بن النعمان بن الجويرة بن عبد بن عمرو بن أبي الغيض ابن الغيض بن قيس بن الحارث بن شوم بن عدي بن أشرس بن شبيب بن السكون قتل الضحاك والسيد مع الحكم بن عوانة وكان على روابط السد، ومنهم نبه وجارية ابنا كلثوم بن خناسة بن عمرو بن وائل بن سوم، ومن ولد سعد ابن أشرس بن شبيب قيره بن جارية بن عبد شمس بن معوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن شبيب وفي قبيرة البيت، فمنهم جذع بن جعفر بن جعة بن قبيرة وقد راس واجتمعت السكون وابنه معاوية خديج قتل مع محمد بن أبي بكر ومنهم النجيبي كماته بن أشرس بن عباب بن حارثة بن عوف بن حارثة بن قبيرة وهو الذي ضرب عثمان رضى الله عنه بالعمود وفيه يقول عقبة بن الوليد: ألا أن خير الناس بعد ثلاثة قتيل التجيبي الذي جاء من مضر ومنهم مريد وهو محرق ومالك وسلمة بنو الأضخم بن سعد بن أشرس بن شبيب ابن السكون، فمن ولد مربد مرة وورشاء وقيس والحارث أمهم درمكة بنت عبد الله بن سعد بن عمرو بن ذهل بن شيبان بها يعرفون.
ومنهم على بن سلمة بن قيس بن شيبان بن مرة بن مريد كان من أصحاب بد الله بن مسعود، فمن شكامة بن شبيب بن السكون مالك وسلمة ربيعة والنصر أمهم عاصرة بنت مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد، فمنهم معدان بن جواش بن سلمة بن المنذر المصري الشاعر بن سلمة بن شكامة وهو الذي حمل دية زياد بن الربيع بن زياد الكلبي في زمن عثمان بن عفان وقتله موالى ربيعة بن ذهل بن شيبان وعداوهم فيهم، ومن ولد شكامة بن شبيب سلمة وربيعة وعمرو أمهم درة بنت نصر بن لخم، ومنهم الحصين بن بشر بن نايل بن لبيد جعيضة ابن الحرث بن سلمة بن شكامة كان سيدا وابنة يزيد بن الحصين ولى حمص وابنه معاوية بن يزيد ولى حمص أيضا.
ومنهم بجروا سمه الجراح بن المنسلت بن نمير بن عمرو بن عبد الله بن لحاف ابن سأبور بن أنمار بن صبرة بن المنيك بن مليخ بن عمرو بن شكامة الذي رهينة السكون حيث وقعوا بالجزيرة لبني تغلب.
وله يقول قيس بن شهاب:
خير غلام كان في السكون
حنظلة بن مزيد الموهون
ومنهم الخارجي حية بن عاصم بن عميرة بن جريب بن أرقم بن عبد يغوث ابن ذريح بن جاوة بن مالك الذي خرج بالجزيرة أمام أبي جعفر، ومنهم أليدر ابن عبد الملك بن عبد الجن بن أعيان الحارث بن معادية بن حلاوة بن ابامة بن سلمة ابن شكامة صاحب دومة الجندل
. وكان النبي صلى الله عليه وسلم صالحة على شئ يؤديه إليه ففعل فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم منعه فأخرج بن جرير من موسع دومة الجندل فلحق بالحيرة فابتنى بها بناء سماه دومة الجندل.
وقال في إجلاء أكيدر من دومة سويد بن شبيب ز بن مالك بن كعب بن عليم:
يامن رأى ظعنا تحمل غـدوة
من آل أكدر شجوها يبكينـي
قد بُدّلت ظُعناً بـدار إقـامة
والسير من قصر أشمَّ حَصِين
ومنهم بشر بن عبد الملك بن عبد الجن إلى أخر النسب، الذي علمه أهل الانبار العلم العربي، وبشر هذا يسمي الحزم وأول ما كتب بيعة قوم من طيئ من بولان، وكان بشر يقول مُر امرْ بن مرة وأسلم بن حدره هما اللذان وضعا هذا الكتاب ثم علماه أهل الانبار فعلمه أهل الانبار بشر بن عبد الملك من أهل الحيرة فخرج بشر إلى مكة فتروج بنت حرب أخت أبي سفيان بن حرب فولدت له حارث تعم بشر الكاتب من حرث بن أمية بن عبد شمس وأبي طفيش بن عبد مناف ابن زهرة، فسمي بشر الكاتب، وهم اليوم يدعون ببني الكاتب وبالكوفة ثم أتى شام فعلمهم هناك.
فصل ومن ولد عقبة بن السكون
ثعلبة وعياض أمهما سهلة بنت أقصي بن جديلة من أسد، ومنهم عباد بن عياض وهو بطن الكوفة يقال لهم عباد السكون هاجروا مع بني شيبان منهم مزينة وشبرة وضيفي وسلمه وقاوح النار بنو عباد بن عياض بن عقبة بن السكون ومن ولد علبه بن عقبه بن السكون عمرو بن قيس بن ثور بن حمران بن عمرو بن مازن بن جشمة بن الحارث بن المخصف بن مالك بن كعب بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السكون كان شريفا وهو الذي قتل محمد بن أبي حذيفة بن معاوية وهو الذي غضب على معاوية في قتل حجر بن عدي وابنه عيس بن عمرو وهو أبو حمل ولى البصرة لأبي جعفر المنصور مرتين وأبو ثور بن أبي جمل ولى حمص لهارون الرشيد، ومن ولد ثعلبة مالك بن مالك بن تدول بن الحرث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السكون
.
ومنهم براعم وهو مالك بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون وهم بطن فمن ولد البراعم السلقم وهو أوس بن عبد الله بن مالك ين سلمة بن عوف بن براعم وكان مع امرئ القيس بن حجر بأرض الروض وكان فيمن حمله وعدادهم في بني تغلب.
فصل وأما البطن الثاني فمن ولد أشرس فهمم السكاسك
يقال السكسك بن كندة، فمن ولد السكسك عامر وخداش وصعت وعريف وعبد الله والرجم وضام وأولاد وحطيم والقصاصه والاجواد والاجدور وهو جدير والايسور وهو ياسر والاعتود وخماس وعريف وهجعم، فمن ولد أنس بن السكسك نوح بن عمرو بن حوى بن مانع بن صبيب بن زرعة بن مالك بن عمرو بن زيد بن ثور بن خداس بن مل بن عبد بن سعد بن احمد بن خداس بن مل بن عبد الرحمن بن كعب بن سعد بن مانع بن صيفي بن صعب بن السكاسك أبن اشرس كان شريفا بالشام ويقال أن آل أبي الأغر باليمن أو آل أبن ربيعة بومة من بني صعب، ومن بني عامر بن زيد بن بشر بن الأشعر قد كان شريفا ومن بني الأدوم ومعاوية بن عبد الأعلى كان أسد العرب أيام مروان بن بن محمد، ومنهم أبو الزبير صهر معاذ بن جبل، وزياد ومريد بنو أبي كبشة وهو جبريل ابن سيارة بن حي بن قرط بن سفل بن المقلد بن معدي كرب بن عريف ابن السكسك، ويقال أن من بني السكسك هانئ وعودرة ومذاكر وبكوة وسحرة والمقداس وطماح ودايم بني سكسك، ومن الإصرار عمرو بن سعد بن هبيل وهو راس الإصرار، وقد قال ابن اسحق السكاسك بن واثلة بن حمير بن سبأ والصحيح ما بدأ نابه، الله أعلم
.
فصل ومن ولد كندة الصداف ونجيب ربنا الصدف بن مالك
ابن مرتع بن كندة، وقال آخرون ابن عمرو بن مالك بن أشرس بن كندة، وقال بعضهم
: موسهال بن عمرو وعمى بن حضرموت بن سافنسه إلى حضرموت فمن كان من ولد مالك الصدف ببلاد حضرموت منهم ينسبون إلى كندة ولمن كان بالكوفة، منهم ينسبون إلى حضرموت وهو الصدف بكسر الدال فاذا نسب إليه فتحتها فقلت في صدفي كما تنسب إلى ثمرة وشقرة وسلمة بطن من الأنصار فتقول في ثمري وشعري وسلمى بالفتح في جميعها وأما تجيب فقيل أنها امرأة من مذحج بنت ثوبان بن سليم بن رها نسب إليها ولدها بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد. وهو أبو كندة، وولدت تجيب في السكون بن كندة فهم أشراف السكون، وقيل أن تجيب هم عدي وسعد وابنا أشرس بن شبيب بن السكون وأمهما نجيب بن ثوبان منهم التجيبي أحد قتلة عثمان رضى الله عنه وقد مضى نسبه.
فهذا نسب كندة وهو ثور بن عفير بن عدي بن الحرث بن مرة بن أدد بن زيد ابن عمرو بن غريب بن زيد بن كهلان، ويقال أن الحرث بن مرة بن الحرث بن حضرموت بن سبأ الأصغر من حمير، والله أعلم بالصواب.
هذا نسب كندة وهو أصلان
: بنو معاوية وبنو الأشرس، فولد الأشرس بطنان في السكون والسكاسك وقد ذكرناهم، فهذه قبائل كهلان المشهورة المنسوبة إلى زيد بن كهلان في وهم ولد زيد مالك وعريب قد ذكرنا، فنسبنا ولد زيد إلى مالك، وعريب إلى زيد بن ككن، فمن ولد مالك بن زيد بن كهلان الازد، وخثعم وبجيلة، وهمدان، وقد ذكرنا قبائلهم وبطونهم.
ومن ولد عريب بن زيد بن كهلان بن مذحج وطيئ والأشعر ولخم وجذام وعاملة وكنده، وقد ذكرنا تعريفهم وقبائلهم وبطونهم في مواضعه من الكتاب، فافهم ذلك، تصب أن شاء الله تعالى.
نسب
المصادر
^ البدء والتاريخ, ص 184
^ فتوح البلدان, ص 188
^ يوسف رزق غنيمة, ص 22
^ بحار الأنوار جزء 20 حديث رقم 190 ، كنز العمال حديث رقم 31789
^ CIS, II, III, I, P. 157
^ Encyclopædia Britannica Bahram V Article
^ Chronicle of Seert 13: 445. See Fiey, Assyrie chretienne, II.642-64
^ يوسف رزق غنيمة, ص 54
^ John Wesley Etheridge, The Syrian Churches p.242; ذكر له عبد يشوع الصوباوي كتابا وصفه بأنه ذو محتوى عظيم
^ أدى شير "2/ 208". وكذا 5 W. Smith, A Dicrionary, II, p. 370, John of Ephesus, Eccl. Histo, II, 40 ff
^ Caussin de Perceval. t. II. p.118 .ISBN 1-4212-2815-7.
^ البكري, معجم ما استعجم, ج2, ص478
^ At this time, (early fifth century) the Euphrates was navigable as high as Hira, a city lying
southwest of ancient Babylon ... and the ships of India and China were constantly to be seen moored before the houses of the town; Henry Yule, Cathy and Way Thither (London: John Murray, 1926) rev. ad., Vol. I, LXXVI I
^ يوسف رزق غنيمة, ص82
^ يوسف رزق غنيمة, ص82-83
^ يوسف رزق غنيمة, ص83
^ Louis Massignon, "al-Khawarnak. ،" Encyclopae-dia of Islam, 2nd ed. (hereafter EI2) (Leiden,1990), 4:1133; and Irfan Shahid, "al-Hira," EI2(Leiden, 1986), 3:462-63.
^ حدد بعض المؤرخين (دير الحريق) بالحيرة(انظر: ياقوت : معجم البلدان 2/505) . وحدده آخرون في ظهرها إذ أنه يقع إلى جنب (قبة السنيق) و(قبة نحصين) وهما راهبان عاشا في هاتين القبتين خارج مدينة الحيرة
^ ويقع هذا الدير في ظاهر الحيرة وقد بناه عبد بن حنيف من بني لحيان الذين كانوا مع قبيلة لخم وقد وصف بأنه رستاق نزه وفيه بيوت صغار تسكنها الرهبان الذين لا قلالي لهم وقد وردت لفظة (كرحو) في السريانية (chouiho،kourho)وتعني الكوخ او المسكن او بيت الراهب والناسك (جواد علي ، المفصل في تاريخ العرب 6 / 655)
^ فتوح البلدان, ص