ذكرت رابطة أطباء الأسرة الأميركية في إحدى نشراتها أنَّ واحداً من بين كلِّ أربعة أطفال يعاني بشكِّل أو بآخر من الأحلام الليلية المزعجة أو المخيفة، وذلك أكثر من مرة في الأسبوع الواحد. وأشارت إلى أن غالبية هذه الكوابيس Nightmares تحصل ما بين الرابعة والسادسة صباحاً لدى الأطفال الذين ينامون بشكِّل صحيّ وسليم أي في أوَّل الليل. فيستيقظ الطفل بشكِّل كامل ليصرخ أو ليبكي، أو لا يفعل ذلك بل يشعر حينئذ بالخوف والهلع وعدم الأمان، ما يدفعه غالباً إلى ترك فراشه واللجوء إلى غرفة نوم الوالدين بحثاً عن الشعور بالأمان والحماية، وطلباً لراحة النَّوم بجوارهما، وهو ما يستطيع الوالدان تقديمه للطفل في ذلك الوقت ويفيده جداً اهتمامهما بذلك.
وقد يتمكَّن بعض الأطفال من إخبار الوالدين بما أزعجه أثناء نومه، وذلك كي يبدي مخاوفه من العودة إلى فراشه حتى لا يتعرَّض للأحلام والكوابيس نفسها، فيما بعضهم الآخر لا يتكلَّم عنها من تلقاء نفسه.
وتنصح الرابطة بألا يحرص الوالدان وقتها على معرفة ما هو الكابوس أو ما الذي رآه في حلمه، لأن الطفل سيجد صعوبةً في العودة إلى النَّوم مجدداً.
ولذا، فإنَّ دور الأمِّ أو الأب هامٌ في هذه الحالات إذْ من الأفضل تجنّب الحديث مع الطفل عن الذي أفزعه، وكلُّ ما هو مطلوب لمسات حانية، وعبارات مطمئنة تعيد الطفل مجدداً إلى نومه. تراود الأحلام الطفل منذ الأسابيع الأولى من عمره فيسترجع الصور التي شاهدها طوال اليوم. أمَّا في عامه الأوَّل فتتخذ أحلامه معنىً أعمق لأنَّها تعبِّر عن مشاعره ورغباته.
وعندما يبلغ الطفل السنتين أو الثلاث سنوات من عمر يبدأ بادرك التهديدات والمخاطر الفعليّة في الحياة، والتي قد تأتيه من مصادر عدّة، لعل أبرزها: التَّعرُّض لكلب الجيران أو الضياع وسط الزحمة أو السقوط من مكان مرتفع وتتزايد الأحلام المزعجة والكوابيس في المرحلة العمرية الممتدة من الرابعة وحتى السادسة، وتستمر إلى سنِّ العاشرة تقريباً حيث يحلم الأطفال بالحيوانات المفترسة ، والمخلوقات الغريبة وإذ يغلب الطابع العنيف على أحلام الأطفال بصورة تتجاوز أحلام الراشدين بمرتين، تجدر الإشارة إلى أن غالبية الأطفال تراودهم الكوابيس حيث يقضون حوالي 25% من الليل في مرحلة حركة العين السريعة (نوم الأحلام)، وهي الفترة التي تحدث خلالها الأحلام.
وسيرجع علماء النفس لاسباب المسئولة عن اضطرابات النوم عند الطفل والتي تؤثر سلبياً على حياة الطفل النَّفسية. الى عدد من الأسباب من مثل - نقص الحبِّ والحنان والاهتمام، وكثرة الخلافات بين الأمِّ والأب.تعرُّض الطفل للتوبيخ أو الضرب بقسوة من والديه أو مدرسيه.الصراع النَّفسي الذي يعيشه الطفل نتيجة احتكاكه بأصدقائه، والتنافس وإياهم. تعرُّض الطفل لأمراض عدّة كالحمَّى وعسر الهضم. تأثُّر الطفل بما يشاهده عبر التلفزيون من مشاهد عنف ورعب. تخويف الطفل بأشياء مرعبة- . وللتخفيف عن الطفل حدة اضطرابات النوم وما يصاحبها جنّبي طفلك التوتر، وأبعديه عن المشاجرات. ولا تعرضيه للتوبيخ أو الضرب أو تهديده بأمور تثير الرعب في نفسه.و يفضَّل عدم مشاهده الطفل لأفلام مرعبة، والابتعاد عن اللعب معه بعنف قبل ذهابه للنَّوم.و يفضَّل قبل استعدادا الطفل للنَّوم ممارسة نشاط هادئ، وأخذ حمَّام دافئ. الكوابيس في بعض الأحيان تكون انعكاساً لمخاوف وصراعات الحياة، فاتركي طفلكِ يتحدَّث عمَّا شاهده في أحلامه فإنَّ ذلك يمكِّنكِ من معرفة ما يقلقه، وبالتَّالي تستطيعين مساعدته في التَّغلب على هذه الكوابيس.
لا تستخفِّي بمخاوف طفلكِ، وما إذا تعرّض طفلك لنوبة فزع، احرصي على إيقاظه من نومه، وابقي معه فترةً كافيةً حتَّى يشعر بالأمان. واحرصي أن لا تأخذي طفلكِ إلى سريركِ بعد تعرُّضه لحلم مزعج، فهذا يجعله يعتقد أنَّ سريره مكانٌ مخيف. لا تقدِّمي لطفلك مأكولات بغرض إلهائه لأنَّها تمنع عنه سرعة العودة إلى النَّوم، وقد يعتاد على ذلك فيشعر بالجوع منتصف كلِّ ليلة، ولكن لا بأس من تقديم قليل من الماء له.
إذا تعرِّض الطفل لنوبات متكررة من الرعب الليلي، عليك مراجعة طبيب نفسي للسيطرة على هذه الحالة.