قصيدة تعجني جدا في رثاء الزير لاخيه كليب وائل بن ربيعة التغلبي
احببت ان اشارككم بها .
أهاج قذاء عينـيَ الادكـار=؟هُدوءاً فالدمـوعُ لهـا انهمـارُ
وصار الليـل مشتمـلاً علينـا=كأن الليـلَ ليـس لـه نهـارُ
وبتُّ أراقـبُ الجـوزاء حتـى=تقارب مـن أوائلهـا انحـدارُ
أصرفُ مقلتي في إثـرِ قـومٍ=تباينـت البـلادُ بهـم فغـاروا
وأبكـي والنجـومُ مُطَلـعـات=كأن لم تحوها عنـي البحـارُ
على من لو نُعيت وكـان حيـاً=لقاد الخيـلَ يحجبُهـا الغبـارُ
دعوتكَ يا كليـبُ فلـم تجبنـي=وكيف يجيبنـي البلـدُ القَفـارُ
أجبني يـا كُليـبُ خـلاك ذمٌ=ضنيناتُ النفـوس لهـا مَـزارُ
أجبني يـا كُليـبُ خـلاك ذمٌ=لقد فُجِعـتْ بفارسهـا نِـزارُ
سقاك الغيثُ إنك كنـت غيثـاً=ويُسراً حيـن يُلتمـسُ اليسـارُ
أبت عينـاي بعـدك أن تَكُفـا=كأن غضا القتـادِ لهـا شِفـارُ
وإنك كنت تحلمُ عـن رجـالٍ=وتعفـو عنهُـمُ ولـك اقتـدارُ
وتمنـعُ أن يَمَسّهُـمُ لـسـانٌ=مخافةَ مـن يجيـرُ ولا يجـارُ
وكنتُ أعُدُ قربي منـك ربحـاً=إذا ماعـدتْ الربْـحَ التِّجـار
فلا تبعُد فكـلٌ سـوف يلقـى=شعوباً يستديـر بهـا المـدارُ
يعيشُ المرءُ عنـد بنـي أبيـه=ويوشك أن يصير بحيث صاروا
أرى طول الحياة وقـد تولـى=كما قد يُسْلب الشـيء المعـارُ
كأني إذ نعـى الناعـي كليبـاً=تطاير بيـن جنبـي الشـرار
فَدُرتُ وقد غشى بصري عليـه=كمـا دارت بشاربهـا العُقـار
سألـتُ الحـي أيـن دفنتمـوهُ=فقالوا لي بأقصـى الحـي دارُ
فسرتُ إليه من بلـدي حثيثـاً=وطار النـومُ وامتنـع القـرارُ
وحادت ناقتي عن ظـلِ قبـرٍ=ثوى فيـه المكـارمُ والفَخـارُ
لدى أوطـان أروع لـم يَشِنـهُ=ولم يحدث له في الناس عـارُ
أتغدو يا كليـبُ معـي إذا مـا=جبـان القـوم أنجـاه الفِـرارُ
أتغدو يا كليـبُ معـي إذا مـا=حُلُوق القوم يشحذُهـا الشَّفـارُ
أقـولُ لتغلـبٍ والعـزُ فيهـا=أثيرُهـا لذلـكـم انتـصـارُ
تتابع أخوتي ومضَـوا لأمـرٍ=عليـه تتابـع القـوم الحِسـارُ
خُذِ العهد الأكيد عليَّ عُمـري=بتركي كل ما حـوت الديـارُ
ولستُ بخالعٍ درعـي وسيفـي=إلى أن يخلـع الليـل النهـارُ