بَابَا الْفَتِيْكَانِ منك الزُّوْرُ يَنْحَـدِرُ=وَمِنْ لَهَاتِكَ سَالَ الغِلُّ وَالْبَطَـرُ
وَأَنْتَ غُـوْلٌ تَبَـدَّى فِيْ قَبَاحَتِـةِ = وَأَيُّ عَقْلٍ لِجِسْمٍ رُوْحُـهُ عَكِـرُ
دَهَـاكَ جَهْلُكَ يَازِنْدِيْـقُ فَانْبَعَثَتْ = رَوَائِـحُ الْكُـرْهِ لِلإِسْلاَمِ تَنْتَشِرُ
أَفْلَسْتَ عَقْلاً فَصَارَ الْخِزْيُ قَائِدَكُمْ = وَمِنْ نَعِـيْـقِكَ بَانَ الْخُبْرُ وَالْخَبَرُ
رَسُوْلُنَا الْمُجْـتَبَى لِلْخَيْرِ أَرْشَدَنَا = طَوْبَى لأَحْـمَدَ وَجْهٌ مُشْرِقٌ نَضِرُ
هُـوَ الرَّءُوفُ بَأَمْـرِ اللهِ مُؤْتَـمِرٌ = وَمِنْ خَصَـائِصِهِ بِالرُّعْبِ مُنْتَصِرُ
هُـوَ الرَّحِيْمُ اصْطَفَاهُ اللهُ مِنْ نُطَفٍ = مِنْ خِيْرَةِ الْخَلْقِ فَاخْسَأْ أَيُّهَا الْبَطِرُ
صَلَّى الإِلَـهُ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ = وَأَنْتَ بَـابَا لَكَ الْوَيْلاتُ والضَّجَرُ
دَعَـا إِلَى اللهِ بِالإِحْسَانِ مُتَّصِـفٌ = يَفِيْضُ بِالْحُبِّ فِيْ طَيَّـاتِهِ الظَّـفَرُ
فَلَيْسَ فِي الدِّيْنِ إِكْـرَاهٌ فَكَمْ تُلِيَتْ = عَلَيْكَ آيٌ وَفِيْهَا النَّـصُّ مُزْدَهِـرُ
وَأَنْتَ أَعْمَـى فَلا نُوْرٌ وَلا نَظَـرٌ = وَكَيْفَ يُـبْصِـرُ مَنْ تَرْنِيْمُهُ وَزَرُ
وَكَمْ عَفَا الْمُصْطَفَى فِيْ وَسْطِ مَعْرَكَةٍ = عَنْ مَارِقِيْنَ وَقَدْ عَاثُوا وَقَدْ مَكَرُوا
فَقَالَ ذُوْ رَحْمَةٍ يَا قَـوْمُ فَانْطَلِقُـوا = وَلَمْ يُصِبْهُمْ أَذًى أَوْ مَسَّهُمْ كَـدَرُ
وَانْظُـرْ لِقَوْمِكَ وَالتَّدْمِيْرُ مَنْهَجُهُمْ = وَالْقَهْرُ وَالظُّلْمُ وَالإِذَلالُ وَالضَّرَرُ
تَدُكُّ قَـوَّتُكُمْ شَعْـبًا وَتَسْحَـقُـهُ = وَتَـتْرُكُ النَّارَ كَالْبُرْكَانِ تَسْتَعِـرُ
فَلا الصَّغِيْرُ نَجَـا مِنْ شَرِّ سَطْوَتِكُمْ = وَلا الْكَبِيْرُ وَلا الأَحْجَارُ وَالشَّجَرُ
أَتَلْمِزُ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارَ مَنْ كَمُلَتْ = فِيْهِ الْمَحَاسِنُ ذَاكَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
فَـدِيْنُ أَحْـمَـدَ نُـوْرُ اللهِ مُنْتَشِرٌ = بَيْنَ الْخَـلائِقِ لا كِبْرٌ وَلا بَطَـرُ
وَلَمْ يُقَـاتِلْ سِوَى شَخْصٍ يُقَاتِلُـهُ = وَمَا اعْتَدَى قَطُّ أَوْ زَاغَتْ لَهُ بَصَرُ
تَقُوْلُ تَعْلِيْـمُـهُ شَـرٌّ وَدَعْـوَتُـهُ = مَنْزُوْعَـةُ الْعَقْلِ فَاسْمَعْ أَيُّهَا الأَشِرُ
مُـحَمَّـدُ الْمُجْـتَبَى رُوْحٌ مُطَـهَّرَةٌ = مُكَلَّلٌ بِالتُّقَى أَنْفَـاسُهُ الْعَطِـرُ
أَتَى بِنُوْرِ الْهُـدَى وَالْعَـدْلُ مَنْهَجُـهُ = وَأَنْتَ مِنْ مَنْهَجِ التَّضْلِيْلِ تَنْحَدِرُ
فَالْعَقْـلُ فِيْ دِيْنِنَا شَـرْطٌ نَدِيْنُ بِـهِِ = فَدَعْ خِدَاعَ الْوَرَى فَالزُّوْرُ مُنْدَحِرُ
مَـاكَـلَّفَ اللهُ مَجْنُـوْنًا بِتَكْلِـفَـةٍ = وَلا صَغِـيْرًا بَدَا فِيْ عَقْلِهِ قِصَـرُ
وَانْظُـرْ عَقِيْدَتَكَ الْعَمْيَاءَ كَيْفَ بَدَتْ = أُضْحُـوْكَةً لِلْوَرَى آيَاتُهَا الضَّجَرُ
فَبَعْـدَ تَحْرِيْفِكُمْ لِلآيِ مِـنْ بَطَـرٍ = أَضْحَتْ كَأُلْعُوْبَةٍ تَلْهُوْ بِهَا الْفِكَرُ
إِلَهُكُمْ أَيُّهَـا الْبَابَا كَمَـا زَعَـمَـتْ = أَسْفَارُكُمْ وَوَعَاهَا الْجِنُّ والْبَشَرُ
أَطَـاحَ بِابْنٍ لَـهُ كَيْمَـا يُخَلِّصَكُـمْ = مِنَ الذُّنُوْبِ فَأَيْنَ الْعَقْـلُ وَالنَّظَرُ
أَبٌ إِلَهٌ فَلَـمْ يَـسْطِـعْ يُخَلِّصُكُـمْ = إِلا بِقَتْـلِ ابْنِهِ وَالـرَّبُّ مُقْتَـدِرُ
أَيُعْجِزُ الرَّبَّ عَفْـوٌ دُوْنَ سَفْـكِ دَمٍ = وَكَيْفَ يُعْبَدُ مَنْ فِيْ سَطْوِهِ خَـوَرُ
وَقُلْـتَ رَبِّـيْ إِلَهُ الْخَلْـقِ مُقْتَـدِرٌ = ثَلاثَةٌ وَاحِـدٌ هَـذَا هُـوَ الْغَـرَرُ
جَمَعْتَ فَـرْدًا وَصَارَ الْجَمْـعُ مُنْفَرِدًا = فَالْعَقْلُ يَرْفُضُهُ وَالسَّمْعُ مُنْكَسِـرُ
وَالْجَمْـعُ مُمْتَنِعٌ وَالطَّـرْحُ مُنْهَـزِمٌ = فَاضْرِبْ أَوِاقْسِمْ فَلَمْ يَصْدُقْ لَكُمْ أَثَرُ
فَتُبْ إِلَى اللهِ وَارْجِعْ عَنْ ضَلالَتِكُـمْ = فَدِيْنُنَا الْحَـقُّ أَمَّـا دِيْنُكُمْ هَـذَرُ
شعر : د / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
اختكم
كلمة بين جدران الصمت