كان شيخ كبير يسكن في إحدى القرى يدرس القرآن الكريم في بيته
ويأتيه الطلاب من كل مكان ولما أتى أجله توفي
وقبل هيئة الدفن طُلب حضور الابن الكبير الذي في سفر
ولما حضر لم يعرفه جل الناس، لكنه يشبه أباه تماما
ويوم تقديم التعزية لبس ثوبا من ثياب أبيه ووفقه تماما
وجلس وسط سرير أبيه، يأتيه الناس لتقديم التعزية
وإذا رأيته تظنه أبوه وحين مرور الناس من دخول وخروج في الغرفة
سقط المصحف من الطاولة و تبعثر على سطح الأرض وجُمعت الأوراق
وأُعطيت إياه ليرتبه ورقة تلو أخرى
من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، كما هي العادة في الكُتاب
ولما أخذه بين يديه انقلب الصفحات ولا يعرف أين يبدأ لترتيب هذا الكتاب
الكريم وخجل بين أصدقاء أبيه الحفاظ الذين حوله وكلهم إليه ينظرون
وندم لحاله والعرق ينزل من جبينه
وكان من عادة أبيه أن يحفظ أولاده القرآن الكريم قبل بدء أي عمل
ولكنه منذ نعومة أظفاره يفضل البحث عن الفلوس بقراءة القرآن الكريم
وهو ابن خاص من بين أبناء أبيه.
وفي النهاية، انا اظن أن وراثة الأب بالأخلاق الحميدة خير من مشابهته.