باحثة سعودية أنتجت "النفط الحيوي": ما توصلتُ إليه سيجعل المملكة منافساً
تمكنت الباحثة السعودية مشاعل راشد زبن العرادي في جامعة "إيسترن إيلينوي" الأمريكية، من الحصول على الوقود الحيوي "نفط حيوي" من مصادر متجددة تختلف عن الطرق الكيميائية والميكانيكية التي غالباً ما تكون بأسعار وتكاليف باهظة الثمن.
وتحمل "مشاعل" التي تَخَرّجت في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف في تخصص عام الأحياء ودقيق "الجينوميا والتقنية الحيوية"، والمبتعثة في برنامج خادم الحرمين الشريفين بجامعة "إيسترن إيلينوي"، الماجستير بمعدل ظ¤ من ظ¤.
صديق للبيئة
وتقول "العرادي" لـ"سبق": "بعد جهد كبير ودراسة مكثفة والمشاركة في المؤتمرات والتواصل مع الخبراء والمختصين، توصلت إلى أن "فطر الفنركيدي" يُعتبر الحل الأمثل في هذه الحالة؛ لأنه غير مكلف مادياً وذو كفاءة عالية عند تحليله، كما أن الحفاظ على البيئة أصبح من الأمور الضرورية للإنسانية؛ فهو يعتبر صديقاً للبيئة".
الحلقة المستهدفة
وتضيف: "البحث تقييم جينوم فطر الفنركيدي النامي على خشب النبات وعشب الإنجيلة، وعند دراسة وتقييم الفطر النامي على هذه النباتات؛ وجدنا قدرته العالية على تحليل أجزاء الجدار الخلوي للنباتات وهي اللجنين والهيميسيليلوز والسيليلوز؛ وبالتالي إثبات قدرة هذا الفطر على تحليل جميع المركبات المعقدة؛ وبالتالي الوصول إلى الحلقة المستهدفة وهي طبقة السيليلوز التي بدورها تتحول إلى سكر ثم باستخدام الخميرة يتحول السكر إلى الإيثانول وهو الوقود الحيوي "نفط حيوي".
غير مكلف مادياً
وعن أهمية البحث؛ تُبَيّن الباحثة السعودية أن "جميع الطرق الكيمائية والميكانيكية المستخدمة لتحليل جدار النبات للحصول على السيليلوز الذي بدوره يتحول إلى نفط حيوي، مكلفة الثمن، ولها أضرار على البيئة، ونسبة الطاقة المستخدمة فيها أعلى من الطاقة المنتجة؛ وبالتالي يعتبر فطر الفنركيدي الحل الأمثل في هذه الحالة لأنه غير مكلف مادياً، وكفاءته عالية في تحليل الجدار، وصديق للبيئة".
منافس قوي
وتوضح: "أثناء تحليل الجينوم لهذا الفطر؛ وجدنا ثلاث بروتينات فرضية وعدة إنزيمات لها دور كبير وفعال في القيام بعملية تحليل الجدار الخلوي؛ للحصول على مادة السليلوز وهذا الهدف لدينا؛ لكن حتى الآن لم تكتشف هذه البروتينات الفرضية وغير معروفة أبداً، ولم يقم أحد باكتشافها أو دراستها، والقراءة الجينية لهذه البروتينات الفرضية أنا الوحيدة التي أمتلكها، وهذه البروتينات الفرضية الثلاثة بجانب الإنزيمات التي تم التعرف عليها، لها أهميتها التي تكمن الآن في أنها هي السلاح التجاري الذي تستطيع المملكة استخدامه على النباتات لإنتاج النفط الحيوي بكلفة رخيصة جداً، وبدون عواقب بيئية؛ وبالتالي تستطيع طرحه في الأسواق العالمية في حال وجود نفط حيوي من دول أخرى فيكون هو المنافس".
يحقق رؤية 2030
وبيّنت "العرادي" قائلة: "النتائج التي تَوَصّلت إليها تَضمن -في حال تطويرها- أن تكون السعودية من الدول التي تنافس في سوق الطاقة المتجددة؛ لا سيما أن السعودية لديها رؤية مستقبلية طموحة في هذا القطاع؛ من حيث إنتاج واستخدام هذا النوع من الطاقة، وسيعزز كذلك من التزامات السعودية البيئية".
وأردفت: "رؤية ظ¢ظ.ظ£ظ. مبنية على الطاقة المستدامة والبحث ظ،ظ.ظ.% يحقق هذه الرؤية، وجميع المواد المستخدمة موجودة في الطبيعة بكميات لا محدودة ودائمة، ومهما تم استخدامها لا تشكّل خوفاً من احتمالية انتهائها في المستقبل مثل النفط الخام؛ بمعنى آخر هو طاقه متجددة".
وعن أسباب اختيارها لهذا البحث تقول "مشاعل": "اخترت البحث هذا لأني كنت مؤمنة بدور المرأة الكبير في شتى مجالات الحياة، ودائماً كنت أبحث عن أبحاث لها يد قوية في تطوير بلدي، ولله الحمد وُفقت في بحثي، وكان أيضاً لرؤية الأمير محمد بن سلمان يد خفية في نجاحي؛ فأمير الشباب كان مؤمناً بطاقات المرأة العاملة، ومؤمناً أيضاً بتحويل السعودية لتصبح بلداً ذا طاقات مستدامة.. كل تلك الأشياء صقلت مني امرأة طموحة همها الأول والأخير نفع بلدها وتحقيق الرؤية ودعم بلادنا بعقولنا".
أين جامعاتنا؟
وتُوَجه "العرادي" سؤالاً للجامعات السعودية: "نحن ثمرة برنامج الابتعاث، دفعت علينا الدولة الكثير، وحققنا -ولله الحمد- النجاح، أين أنتم عنا؟ استقطبتني العديد من الجامعات العالمية، وتم رفضي من قِبَل جامعات المملكة، قدمتُ كثيراً على جامعات كثيرة بالسعودية؛ منها ناشئة ومنها كبيرة، وجميع طلباتي رُفضت".
وتختم الباحثة حديثها بقولها: "أود توجيه رسالة لأبناء وبنات الوطن، وأقول لهم: الوطن والولاء كلمتان تختصران كل المشاعر في كل لحظة قد تشعر فيها بإحباط لإهمال الجامعات السعودية لنا نحن المبتعثين المنجزين وعدم استقطابنا، وفي المقابل نجد عروضاً أمريكية وكندية أمامنا، كنت أستمد قوتي وأثابر وأسعى للإنجاز من أجل سعوديتي وهويتي ووطني ورؤيتي، نحن الشباب مَن راهن علينا الأمير محمد بن سلمان، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لنثبت جدارتنا، ومتأكدون من إنصافه ودعمه لنا