سحقاً لمن يحجبون الشمس بأفواههم
لطالما عُرفَت المرأة المسلمة بعفتها وطهرها منذ آلاف السنين , والتاريخ الإسلامي خير برهان على تضحية المرأة وشرفها ووقارها , ولعل أبرزهنّ و أخيرهنّ أم المؤمنين السيدة عائشة – رضي الله عنها – الطاهرة العفيفة من نسل النبوة الطاهر, من بيت خاتم الرسل , درة عقد زوجات المصطفى – صلى الله عليه وسلم - ، الصديقة بنت الصديق ، المبرأة من فوق سبع سماوات ، فضلها على النساء لا يُنكر ، ومناقبها على آل بيت رسول الله يُحمد و يُشكر , الحصان الرزان , العاقلة ، العالمة الفصيحة ، مؤدبة الرجال والنساء ، ومربية الأجيال العظام من الصحابة الأجلاء ، جمعت من الخصال
أشرفها ، ومن الصفات أعلاها وأجملها، فحفزت المؤمنين لمحبتها ، وأغارت صدور المنافقين لبغضها وأذيتها ، فلا يحبها ويجلها ويعرف فضلها إلا مؤمن ، ولا يبغضها ويحقد عليها إلا منافق معلوم النفاق .
يا أسفاه يا مؤمنين , بالأمس كنا نسمع عن الرسوم المسيئة لخير البشر – صلى الله عليه وسلم – وعن حرقهم وتحريفهم للقرآن الكريم , وأفلام مسيئة عن الصحابة و المرسلين , وهانحن اليوم نراهم يحجبون شمس العفاف و يطعنون ويسبون بأم المؤمنين الطاهرة البريئة التي خرجت من شجرة مباركة , عاشت بين أغصانها فكانت زهرة نادرة في دنيا الناس , فزوجها هو سيد الأولين والآخرين وأبوها هو أبو بكر الصديق وأمها هي الصحابية الجليلة أم رومان وأختها لأبيها ذات النطاقين أسماء , وجدها أبو قحافة الذي أسلم ونال شرف الصحبة , هذه هي الشجرة المباركة التي خرجت من جذورها أم المؤمنين , لا أدري إن كانوا غداً سيحرفون الدين الإسلامي ونحن كما نحن نسمع وننوح على أنفسنا لأننا كالشياطين الخرساء التي لا تعلم متى ستخرج عن صمتها .
حامت حماهم فما وجدوا إلاّ عرض الصدّيقة , طافوا بزيفهم وخداعهم فما وجدوا إلاّ المباركة , خطوا خطواتهم نحو بيت النبوة واصطفوا عائشة راوية الحديث , وحافظة السنة , أمنا الطاهرة .
أيها المنافقون الطاعنون وبدون ذكر أسمائكم , ما أنتم سوى أقزاماً تتطاول وتخوض في غمار الهوى لتقذفكم رياحه إلى أسفل السافلين فتحط بكم في أوحالها , وإذا لطختم نظر بعضكم إلى بعض , ثم عبستم وفاض القيح من حلوقكم فاضطربت قلوبكم , قال تعالى : ( صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون ) {127} التوبة .
تحاولون إزهاق الحق و إظهار الباطل , وتحاولون حجب نور الشمس بأصابعكم فلا تستطيعون , حتى تقترب إلى عيونكم فتحترقون !! , لأن الله تعالى ذكر في كتابه الكريم : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) الصف .
أخت العفاف و شمس الفضيلة ضوْءها لا يُحجب ولن يضرها نبح مخذول , فلا تلعبوا بالنار فقد تحرقكم .
واليوم جئنا محروقين لنقدّم الحرف تتلوه الكلمة جهادًا و احتسبناه لله احتسابا , دفاعًا عنكِ يا عائشة علنا نُبرز الحقيقة لهؤلاء التافهين , فلا يضرّنا نبح أصواتهم لأن الكبار عظماء بسيرهم , و الأقزام هناك مكانهم في قارعة الطريق , وهناك في الجنة يا أم المؤمنين بعقبى الدار تنعمين