الوحدات يقهر الظروف ويصعد المريخ
"الأخضر" يرفض كلمة المستحيل ويمضي نحو دور الثمانية من دوري أبطال العرب
- رفض فريق الوحدات الاعتراف بكلمة المستحيل وأصر على مقولة "الكرة تعطي من يعطيها"، وحجز مكانه في دور الثمانية من مسابقة دوري أبطال العرب السادسة لكرة القدم، عندما سجل فوزا تاريخيا سيبقى في الذاكرة طويلا، وتحقق على حساب ضيفه المريخ السوداني بنتيجة كبيرة بلغت 7/4، في المباراة التي جمعت بين الفريقين يوم أمس في ستاد الملك عبدالله الثاني، في إطار منافسات إياب دور الستة عشر من البطولة، بعد أن كان لقاء الذهاب انتهى لمصلحة المريخ
3/1.
مباراة أمس تجسدت فيها كل اشكال المتعة والإثارة، عندما استهل الوحدات التسجيل بعد مرور
13 ثانية، لكن الرد جاء سريعا بعد دقيقة من ركلة جزاء وعلى إثرها طرد كابتن الفريق فيصل ابراهيم وبقي الوحدات يلعب بعشرة لاعبين طوال 93 دقيقة.
ورغم أن الشوط الأول انتهى بالتعادل 2/2، الا ان ذلك لم ينل من عزيمة ممثل الكرة الاردنية الذي وجد وقفة صادقة من جماهيره الوفية رغم برودة الطقس وانقلاب النتيجة بين الحين والآخر، لكن "الأخضر" عرف كيف يضحك أخيرا وكثيرا وينال بطاقة التأهل عن جدارة واستحقاق.
الوحدات 7 المريخ 4
ما ان أعلن الحكم صافرة البداية حتى سدد محمد الدميري كرة من منتصف الملعب الى داخل منطقة جزاء المريخ السوداني، حاول الحارس الإمساك بها لتتهادى في المرمى الهدف الأول للوحدات، ولم يفرح الوحدات بالهدف كثيرا عندما حاول عامر شفيع ابعاد الكرة قبل خروجها لركنية لتتهادى أمام ايداهور الذي سددها باتجاه شباك شفيع ليبعد الكرة فيصل ابراهيم بيده لتكون البطاقة الحمراء وركلة الجزاء، التي نفذها ايداهور نفسه على يسار شفيع هدف التعادل في الدقيقة الثالثة.
ولم يفت هذا الهدف من عضد الوحدات فواصل هجومه رغم أنه يلعب بعشرة لاعبين، وبقي الوحدات على رتمه الهجومي قاصدا تعديل النتيجة واصابة شباك أكرم الهادي حارس المريخ فبادل حسن عبدالفتاح ومحمود شلباية كرة انيقة داخل المنطقة سددها الاخير ابعدها المدافع السوداني سفاري لركنية، واعتمد الوحدات على الاختراقات عبر عامر ذيب الذي ارسل كرة عرضية خادعة خلصها الهادي قبل قدم شلباية، وفي جملة فنية أنيقة من ركلة حرة مباشرة على مشارف جزاء المريخ نفذ عامر ذيب الكرة باتجاه شلباية مخادعا دفاعات المنافس وحضّرها الأخير بأناقة للمعلم رأفت علي الذي سددها أرضية مباشرة على يسار الهادي معلننا التقدم من جديد للوحدات في الدقيقة (13) اشعلت فتيل المباراة في دقائقها المجنونة.
وكاد محمود شلباية ان يزيد الغلة عندما استقبل كرة حسن عبدالفتاح داخل الصندوق فسددها بقوة حولها الهادي لركنية، وتعدد مشهد الركنيات للوحدات في اكثر من مناسبة إلا أن أغلبها بقي تحت سيطرة مدافعي المريخ.
وبقي المريخ معتمدا على الهجمات المرتدة وعلى مهارة فيصل عجب وبدر الدين قلق وايداهور والسعودي، في تسريع الهجمات المباغتة ليقوم الظهير موسى الزوما باستثمار خطأ المدافع معن الراشد في ميمنة الوحدات وتوغل داخل المنطقة وحضّر كرة عرضية فشل باسم فتحي في ابعادها لتصل عبدالحميد السعودي، الذي هيأها لبدر الدين قلق ليقوم الاخير بإسكانها شباك شفيع هدف التعادل في الدقيقة (25).
هذا الهدف أثر على نفسية لاعبي الوحدات الذين أخذت ألعابهم تأخذ الطابع الفردي في محاولات لاستثمار ارضية الملعب المشبعة بمياه الامطار، ولم ينجح حسن عبدالفتاح في استغلال خطأ الحارس الهادي وسدد الكرة برعونة ارتدت لرأفت علي الذي سددها مباشرة حولها الدفاع لركنية.
وعاد عامر ذيب ليمارس هوايته في الاختراقات وحضّر الكرة على رأس رأفت علي الذي دكها بجانب المرمى، وارسل شفيع كرة طويلة وصلت شلباية داخل المنطقة سددها تحولت لركنية لينتهي الشوط الاول بالتعادل (2-2).
تضاريس مفتوحة
جاءت احداث الفترة الثانية بذات مواصفات سابقة، حيث واصل الوحدات اختصار التضاريس في ظل اندفاع كافة لاعبيه صوب المواقع الهجومية التي شهدت تألق نجومية المعلم رأفت علي الذي استقبل تمريرة عامر ذيب ليزرعها رأفت برأسه على يسار الحارس الهدف الوحداتي الثالث في الدقيقة (49)، الا ان الفرح الوحداتي بالهدف اصطدم بالاخطاء الدفاعية من جديد عندما استغل عبدالله السعودي عرضية بلة جابر الذي سددها في شباك الهدف التعادل في الدقيقة (56).
هذه النتيجة صبت بالتحرير الهجومي لتصبح العاب الوحدات هجومية بحتة ليستثمر محمود شلباية خطأ المدافع السوداني نصر الدين ليودعها المرمى هدف الوحدات الرابع في الدقيقة (66)، وبعدها بدقيقتين مرر عامر ذيب كرة عرضية استقبلها شلباية بأناقة وسدد الكرة في المرمى الهدف الوحداتي في الدقيقة (68).
معنويات لاعبي الوحدات ارتفعت بشكل غير طبيعي واصبح فارق التأهل قريبا وبحاجة الى هدف لتحقيق المطلوب، ولم يخيب البديل عوض راغب ثقة مدربه وجمهوره فيه عندما تلقى تمريرة طويلة على مشارف الجزاء السوداني سددها بكل أناقة وثقة واقتدار في المرمى السوداني الهدف الوحداتي السادس في الدقيقة (75).
وهنا أصبح التأهل مسألة وقت وأضحت العاب الوحدات تأخذ منحا هجوميا اكبر ليقود احد نجوم اللقاء محمود شلباية بجهد خارق عندما راوغ آخر المدافعين ولحظة دخوله منطقة الجزاء تعرض للإعثار من حارس المريخ ليعلن الحكم عن ركلة جزاء نفذها " المعلم" بكل حرفة على يسار الحارس الهدف الوحداتي السابع في الدقيقة (80).
وحاول الوحدات تهدئة اللعب حيث عمد الى قتل اللعب اكبر فترة ممكنة، حيث التمرير غير المجدي والتنويع من الطلعات الهجومية التي أخذت الطابع الفردي، فيما كان المريخ السوداني يلهث خلف كل كرة وحداتية طائشة ليهدي شفيع الهدف الرابع للمريخ عندما تصدى للكرة الرأسية لجيمي نتالي في المرمى الهدف الرابع للمريخ في الدقيقة (92).