نحن العراقيون … فمن أنتم ؟
أرى من مسافة طويلة مضت ,هناك خارج السقوط حيث تفقد الارواح حريتها
صدى البكاء موجود بين الأزقة ,لايكاد حي من أحياء هذه المدينة يخلو من
الشهداء , تحول الحلم الى مشهد أشباح ,,,
يبكي العمر ثانية حيث تلتقي الأشعارالمعبرة عن أحلام الشباب ويمتزج فيها
الحنين الى الأرض ليصبح التعبيرعن اللاشيء في الحياة بجوهرها الحزين الامتناهي
في أرض لا تغادرها المآسي....
انه العراق ...
منذ أن ابتعدت عن العراق تعلمت مقولة " لكل الناس وطن يعيشون فيه ..
الا نحن لنا وطن يعيشفينا" لا زالت تلك الكلمات تجول بخاطري ولازالت
المسافة بيني وبين الارض التي ولدت فيها كبيرة , ولازال الوطن الجديد
في القارة الأخرى ينتظرهجرتي ومازل الوطن في حالة الا وعي
ولا اعرف أين سيصبح منفاي الأخير ...
تنتابني حالةغريبة أشعر من خلالها بأني في حلم رغم أني أكون في
وعيي الكامل , فأصبح الفرات دما يسيل على أرض الرافدين .ونساء السواد
يلبسن السواد من جديد, طوابير طويلة طويلة من الحزن تنتظر الدخول لقلبي
فالوطن والأرض والغربة أسماء تعيش بداخلي ,, ملك الموت مقيم في بغداد
شبح التقسيم يخيم من جديد ,,ولغة التوحد في العراق اصبحت قتلا ً.
سألني صديقي عن سبب توقفي عن الكتابة مؤخراً وجاملني قائلاً هل انت
شاعر قرر أن يستقيل من الشعر فأجبته يا صديقي عندما يتوقف القتل اليومي
في العراق سأكتب لأن الصمت مليء بالمواضيع العظيمة فقد أكون ذكياً بالتلاعب
بالعبارات التي ستموت بسرعة حين توضع بين أسم العراق .
فـ رائحة الدم العراقي تفوح في كل مكان بل حتى في الصحف ومواقع الانترنيت
ومن بعض المتثقفين اوالكتاب فأصبحوا مهووسين بالدم العراقي ولديهم نفيرعام
في نداءات البغضاء والحقد و التكفيرعلى حساب الشعب العراقي وأصبحت لغة القتل
والعنصرية تخبأ بين سطورهم وهي بذلك تشجع جماعات التكفيرالمتعطشة للدم وفرق
الموت وكل الطائفيين الذين لا هم لهم سوى خراب العراق .
لنرى حضارتنا الأولى في العالم تهدم تحت وطأة معول التخلف والجهل
والقسوة والغلظة والأحتلال والأحزاب والحالمين بالحور العين..
هذا هو حال الوطن يا صديقي الذي ألتوى ظهره , واغبر وجهه , وانحنت قامته ,
وتلوث هواءه, ونهبت مصارفه, وأكلت الامراض جسدة, وعبث اللصوص
في خيراته, ودخلت الطائفية بيوته لتقتلها من جديد, هذا الوطن المنوع
في أحزانه وتركيبته عبر تاريخه, بعربه وأكراده , بمسلميه" سنة وشيعة "
وبمسيحيين ويزيديين وكلدان وآشوريين وتركمان ..
فمن عانق دجلة يعرف أن العراق كبير ومن قرأ ثلاث أمنيات لمظفر النواب
يعرف ان العراق كبير.. ومن عانى على وجه الكرة الأرضية يعرف ان العراق
كبير.فالخنجر الطائفي المغروس في صدر العراق عليه ان ينتزع وليعلم من
لا يعلم أن الحرب الأهلية هي كـ مدينة أشباح محملة بـ رائحةالدم والموت
والفقر والجهل والمرض وأن يتعقل المتعقلون ويطهروا ذلك الجرح المغروس
وان يتذكروا أن الوطن من حق الجميع وأن الدماء التي روت أرض العراق هي دماء
وحدة للعقلاء طبعاً وأن يتذكروا قول الله سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل
الناس جميعا ومن أحياها فكأنماأحيا الناس جميعا" صدق الله العلي العظيم
وعلى العقلاء أن يفهموا أن لغة القتل هي اللغة التي يفهمها المجرمون في انحاء
العالم وهي ليست تخص طرفاً بعينه وليعلموا أننا أصحاب حضارة وأصحاب
دماء وأصحاب العراق فنحن عراقييون لكن ..؟ من أنتم ؟؟؟