وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية
أقسام الظلم الثلاثة فقال -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (28/ 145-146):
ولهذا كانت الذنوب ثلاثة أقسام:
أحدها: ما فيها ظلم الناس؛ كالظلم بأخذ الأموال ومنع الحقوق؛ والحسد ونحو ذلك.
والثاني: ما فيه ظلم للنفس فقط؛ كشرب الخمر والزنا؛ إذا لم يتعد ضررهما.
والثالث: ما يجتمع فيه الأمران؛ مثل أن يأخذ المتولي أموال الناس يزني بها ويشرب بها الخمر؛ ومثل أن يزني بمن يرفعه على الناس بذلك السبب ويضرهم؛ كما يقع ممن يحب بعض النساء والصبيان
وقد قال الله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}
وأمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه الاشتراك في أنواع الإثم: أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم؛ ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة؛ ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {ليس ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم}
فالباغي يصرع في الدنيا وإن كان مغفورا له مرحوما في الآخرة وذلك أن العدل نظام كل شيء؛ فإذا أقيم أمر الدنيا بعدل قامت وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق ومتى لم تقم بعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزى به في الآخرة.
منقول للفائدة