أكتب لكم معاناتي التي عانيت ولازلت إلى يومي هذا ، دون ان يكون لي يد فيها او اختيار فأنا اول مولودة لامي وأبي وقد كانت فرحتهما بي كبيرة جدا ، وهذا هوالمعتاد لكل ام وأب ولاشيء في ذلك .. وكان ان مرت السنون وانا انعم بحب وعطف والداي بل وتدليلهما الذي لاحدود له !!
وكنت كلما رأيت شيئا يعجبني طلبته، وبمجرد طلبي كانا يلبيانه لي وعندما اذهب لشراء احتياجاتي الخاصة اجدهما يفرضان علي شراء مايروق لهما على انه الافضل اوالأغلي اوالانسب حتى اصبحت اشعر ان لاذوق لي ولااختيار فلم تعد لي شخصية ولارأي في أي امر كل هذا باسم الحب والتدليل لابنتهم !! وهذا مايحصل لأخوتي الآن حتى مللنا الحياة بهذه الطريقة
كانت امنية والدي نجاحي وحصولي على الشهادة الجامعية وكانا ينزعجان كثيرا عندما ادخل المطبخ لتحضير وجبة خفيفة لي ويقولان لي هذا من عمل الخادمة !!! وعليك الاهتمام بدروسك فقط . سئمت كثرة الدلال وساءت حالتي الصحية ، بدأت اشعر يضيق واضطراب ، فلم افكر في دروسي كثيرا وانعكس ذلك سلبا على مستواي الدراسي فبدأ يتدنى من السيء للأسوء !!!
وبالعافية حصلت على الثانوية العامة ثم التحقت بالجامعة ، طبعا في القسم الذي يريده والداي !! وبدأت حياتي الجامعية وازداد الدلال وبعد ثلاث سنوات ، وبالتحديد قبل التخرج بسنة جاء النصيب وتزوجت وقد وافق والداي على زواجي شريطة ان اكمل دراستي بعد الزواج ، وقد وفرا لي الخادمة والسائق وكل احتياجاتي ،لأن امكانيات زوجي لاتسمح له بأن اعيش كما كنت عند والداي ، وبدأت اعيش حياتي الزوجية ويوم بعد يوم اصبحت اشعر بثقل المسؤولية علي من بيت وزوج ودراسة اصبت بالأرق وضيق الصدر وأصبح زوجي بالتنغيص والتضييق وبعد عدة شهور اصبحت حاملا وهنا لم اعد استطع التحمل وطلبت الجلوس في بيت اهلي للراحة وهكذا بمجرد شعوري بأي امرصعب لاأتحمله أذهب لوالداي واطلب منهما التدخل وبالفعل تدخلا في حياتي لمساعدتي وازداد الطين بلة عندما انجبت اول طفلة حيث فرحنا بها جميعا وحمل اليها والدي الهدايا والالعاب وهي مازالت رضيعة !! حاولت اكمال دراستي فلم استطع وتوقفت فصلا دراسيا ثم تابعت ولم اوفق وتابعت السنة الثانية وانجبت طفلا آخر واصبح والداي المسؤولين عني وعن ابناءي وتغير زوجي كثيرا فلم يعد يطق تدخل والداي في شؤون حياتي واعتمادي عليهما في كل شيء
لقد حاولت ان اغير معاملتي لأبنائي كي لايعيشوا نفس معاناتي ولكن وقبل ايام قالت لي ابنتي الصغيرة : انا احب جدي وجدتي لانهما يحبونني اكثر منك . قلت لها : كيف ذلك ؟؟ قالت: لقد احضروا لي الهدايا وألعاب كثيرة وانتي لعبة واحدة بس !!
رد طفلتي هزني من اعماقي وأشعر الى الآن ان حياتي تعيسة تعيسة رغم انني مدللة
**************************************************
تلك القصة واقعية وربما يعانيها فئة من ابناءنا وبناتنا وذلك يؤكد لنا حقيقة واحدة وهي : كما نقول في لهجتنا المحلية (ان الشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده )
أحبتي المستشارين ، اخوتي الزائرين :
هل من مداخلة ؟؟ هل من تعليق ؟؟ هل من رؤى ؟؟
انا في انتظاركم اليوم اوفي القابل من الايام فلا تبخلوا علينا بمداخلاتكم التي هي النورالذي نستضيئ به وقد عودتمونا ان نكون يد واحدة في هذا المنتدى المميز .
ولكم تحياتي ،،