يختلف الموقف التعليمي في نظام تقنيات التعليم، عنه في النظام التربوي التقليدي، إذ إنه يقلل العرض اللفظي للمعارف، وينشط الطلاب لممارسة أدوار تجعل الموقف التعليمي أكثر مرونة وحداثة، فلا يكون العرض اللفظي الشكل الوحيد للتعليم، .وإنما يستكمل بمدى واسع من الوسائل التعليمية التقنية، حسب ما يقتضيه الموقف التعليمي، وحسب طبيعة المحتوى، وخصائص الطالب، وأهداف التعليم.
دور المعلم يتغير وفقاً لنظام تقنيات التعليم، إلى دور يتخلص فيه من الوسائل التقليدية، من تقديم وشرح الكتاب المدرسي، وتحضير الدروس، واستخدام الوسائل القديمة، ووضع الاختبارات، إلى دور المخطط والموجه والمرشد والمدير والمُقيّم للعملية التعليمية.
. وحيث يميل الطلبة إلى النشاط التفاعلي والمشاركة في عملية التعلم ذاتها، يتوجب على معلم اليوم، أن يوفر لطلابه الفرصة للتعبير عن آرائهم بحرية أكبر، والسير في مراحل التعليم، كل وفق سرعة تعلمه، .
ومدى مشاركته ونشاطه، مع إكسابه مهارات أكثر مما ينعكس إيجابياً على قدرات الطالب التفاعلية، ومهاراته في الاتصال، وتمكينه من تفجير طاقاته وقدراته، وبناء شخصيته، وإطلاعه على أحدث ما توصل إليه العلم، في شتى المجالات.
ويتطلب الدور الجديد للمعلم في عصر التقنيات التربوية الحديثة، أن يكون على معرفة بالبيئة التعليمية، وخصائص المتعلمين ومهاراتهم وقدراتهم واختيار الطرق التدريسية المناسبة، .
ووضع الأهداف التعليمية التي تحترم معارف الطالب، وتستوعب مفاهيم عصره، مع مراعاة الفروق الفردية؛ لأن طرق وأساليب التدريس تعتبر من أهم مكونات المنهج الأساسية، ذلك أن الأهداف التعليمية، .
والمحتوى الذي يختاره المختصون في المناهج، لا يمكن أن تنجح أو تحقق أهدافها، إلا بواسطة المعلم، والأساليب التي يتبعها في تدريسه.
ويمكن اعتبار التدريس بمثابة همزة الوصل بين الطالب، ومكونات المنهج . والأسلوب بهذا الشكل، يتضمن المواقف التعليمية المتنوعة التي تتم داخل غرفة الصف، والتي ينظمها المعلم، والطريقة التي يتبعها، بحيث يجعل هذه المواقف فاعلة ومثمرة، في ذات الوقت.
ولكي يكون دور المعلم فاعلاً، يجب عليه أن يجمع بين التخصص والخبرة، وأن يكون مؤهلاً تأهيلاً جيداً، ومكتسباً الخبرة اللازمة لصقل تجربته، في ضوء دقة التوجيه الفني، عبر الإشراف المتنوع والمناسب. حيث لا يحتاج المعلمون إلى التدريب الرسمي فحسب، بل والمستمر من زملائهم، لمساعدتهم على إتقان أفضل الطرق، وتحقيق التكامل بين التكنولوجيا الحديثة، وبين تعليمهم.