بســم الله الـرحمــن الرحيــم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
كيف لالاف من وسائل الإعلام أن تكون على موقف واحد جامد في نفس القضية ، قضية يجب أن تكون ساخنة ومدوية و تستصرخ العالم ؟
حقيقة أن الإعلام قد بات يتحكم في أراء الناس ويوجهها أينما يريد ، و بسبب الإنحطاط الفكري الذي تعاني منه الأمة الإسلامية اليوم تجدهم يثقون ويصدقون ما يلقي به الإعلام عليهم بدون تفكير ، الذي يعودهم على السطحية والتسرع وكثيرا من الأحيان يعودهم على أن تكون أفعالهم ردود أفعال فقط ، فدربهم هذا الإعلام على أن ينتظرون المواقف أن تحصل ثم تكون مواقفهم حيالها فقط ردود أفعال فصرنا لا نتقدم إلا في الإتجاه الذي يرسمه لنا هذا الكائن العجيب .
وكثيرا من الأخبار التي تٌضخَم في وسائل الإعلام تكون كذلك لهدف معين ، وتناول الخبر من زاوية محددة والتعتيم على جوانب محددة ، كل تلك الأساليب يتحكم بها الإعلام في أفكار المشاهدين والمستمعين والقراء .
فمثلا : لماذا تجاهل الإعلام قضية حصار حرم الأقصى الشريف طيلة الايام الماضية ولم يضخمها ولم يروج بالمطالبة لحلّ هذه القضية المصيرية ؟ وهى قضية تمس عقيدة المسلمين جميعا فكان يجب على القنوات الفضائية العربية وغير العربية أن تكون يد واحدة في تناول هذه القضية ، فكلنا نعرف تضامن المسلمين ،في كل بلاد المسلمين ، مع قضية فلسطين المحتلة وليس ببعيد عنا أحداث المجزرة التي إرتكبها يهود في في غزة هاشم ، وكيف ان الشعوب خرجت في الشوارع تضامنا مع المسلمين في فلسطين .
ولذلك أيعقل أن تكون صدفة أن كل هذه القنوات التلفزيونية ، الفضائية و المحلية والعالمية وكل وسائل الإعلام من إذاعة وصحف وجرائد ومجلات وحتى مواقع على الإنترنت ، وهى كثيرة ، كثيرة لدرجة عدم القدرة على متابعة الجديد منها كل يوم ،، فراينا كيف أن كل هذه القنوات تروج لكل المسلسلات في رمضان بكم هائل وتكرار مزعج وللدعاية والإعلان لها وهكذا ،، فكثفت الجهود المبذولة للترويج لهذه المسلسلات طوال الشهر الذي سبق رمضان واثناء الشهر المبارك .
فلماذا لم نرى نفس التكثيف لإستنهاض الأمة لقضية فلسطين المحتلة والأقصى الشريف ؟
بينما ، وفي خضم هذه الأحداث الجسام ، يخرج علينا شيخ الأزهر بما يلهي المسلمين في مصر وفي كل العالم بقوانين ضد النقاب ! ويخرج علينا القرضاوي بيوم لنصرة الأقصى !!!!! يوم لم تنقله لنا القنوات الفضائية ولم تهتم لما قال ، فلم تعتبره خبر عاجل ، يظهر لنا على الشاشة لمدة ساعات فلا بد أنك تراه ! وذلك كخبر زيارة العاهل السعودي لسوريا ، إعتبرته معظم القنوات خبر عاجل وجعلت تنقل عنه أدق التفاصيل ، من تحية العلم إلى الإستقبال إلى المجلس ومن كان فيه ومن القى التحية ومن أكل ومن شرب ومن فرح بهذه الزيارة ومن ، ومن ، كلها أخبار تافهة لا تمت للمتلقي بصلة ولا تزيد له شيئا في معلوماته ، ولا تساهم في علاج مشاكل الأمة الإسلامية .
فلا بد أن إحجام كل وسائل الإعلام في نفس الوقت ،
وتعتيمها على نفس الخبر في نفس الوقت ،
وتناوله من نفس الزاوية في كل الوقت ،
وبثه في وقت محدد او عدم بثه في وقت محدد ،
وإصرار كل وسائل الإعلام على تجاهل الخبر مع بعضها البعض ،
مع أن هذا الخبر يمس قضايا الأمة الإسلامية كل الوقت ،
كل ذلك مؤشر قوي أن الإعلام عميل يعمل ضد الإسلام . إعلام جامد لا تتغير مواقفه بالنسبة للإسلام والمسلمين.
وبما أن الإعلام يتحكم فيه الأنظمة الفاسدة تجده أصبح دليل قوي على سياسات هذه الأنظمة القاسية الفاجرة ، التي تتبعها ضد الأمة الإسلامية .
فبالنسبة للأنظمة هى لن تتحرك لنجدة الأقصى ، ولذلك همّش الإعلام القضية . وليس فقط إعلام بلد واحدأو إثنين بل كل بلاد المسلمين ، عربية كانت أو غير عربية . فلم تجعلها الخبر العاجل المتكرر حتى تضمن تحريك وإستنهاض الأمة والرأي العام لمطالبة الحكام بتحريك الجيوش لتحرير الأقصى وتحرير كل فلسطين .