يصر الكثير من السعوديين على شراء السمن البلدي المحفوظ في "العكة"، وهي قربة مصنوعة من جلد الماعز أو الخراف، ولمنطقة عسير حظ وافر من ثقة المواطنين في جودة سمنها، وفي كثير من المناطق السعودية يؤكل السمن بعد وضعه في أوان خاصة وبجواره خبز البر البلدي،والبعض يفضل إضافته إلى الفول صباحا، أما في عسير فاشتهر عنهم وضعه مضافاً إلى العريكة والمبثوث والسويقة والمعصوب والعصيدة.
إن المرحلة الأولى لصناعة العكة تبدأ بالدباغة، وفيها يسلخ الجلد ويضاف إليه الملح لإزالة رائحته، وتستغرق عملية الدباغة تلك يوما أو يومين، وتقوم السيدة التي عهد إليها عمل الدباغة بإزالة الشعر من الجلد إذا أرادته بدون شعر، وإن لم تكن تريد فتبقي الشعر".
أن عملية الدباغة تتطلب وجود خامات بيئية من أهمها "الشث" و"العتم" وغيرها من الأشجار التي ترى الدابغة أنها مناسبة وتضفي لونا ورائحة جميلين على الجلد، وتقوم السيدة بتجفيف تلك المواد وتطحنها بـ "المدقة"، وهي آلة بدائية تشبه المطرقة مصنوعة من الخشب، وهي أكبر حجما وأخف وزنا من المطرقة، وعند تجميع تلك الخلطة تحشو بها الجلد مع قليل من الماء، ولتخفيف لون الجلد يضاف الماء، ويوضع الجلد بعد ذلك في "الصور"، وهو عبارة عن حفرة في الأرض تشبه المحنذ "الفرن"،وتتركه لمدة أسبوعين أو أكثر، مع تعهده بالدباغة كل ثلاثة أيام.
منقول