بسم الله الرحمن الرحيم
في مطلق القول عن الحياه هو تنفس الهواء وشرب الماءوالحركه كوحدات متفرقه مجتمعه تربط بعضها بوحدة التنفس للهواء وبالماء الذي جعل الله منه كل شيئ حي-الكل مشترك فيهما-بساطهم الارض وماعلاها-وكلاهما البشر والارض يحيط بهما الفضاءوالسماء-وعهدة الارض وامانتها اجتذاب ماعليها واحتواء باطنها لماهومنها وعليها-والبشر من آدم وأدم من تراب-شرف بنفخ الروح ومن بعده ابناءه يتذوقون طعم الحياه والالتحام بالروح-بهيئة النفس التي تعني الجسد وحركته المتمخضه عن تواجدهما واتحادهما-ونعبرعنه بالحياة الدنيا-اي ان كل هذا التواجد والحركه وكل مايصل اليه الانسان في هذه الحقبه وعلى هذه الارض وان صعد للكواكب ومابلغ اليه من العلم -نعرفه عرفا وشرعا بالحياة الدنيا-ثم في شرعنا نحن المسلمون واهل الكتاب نعتقد حياة اخرى-فنقول الحياة الآخره-من هذا لو ان لاحدنا مزرعه وجاء لتحديدها ووقف في جانب سيقول هذه ادنى المزرعه وذلك آخرها بمعنى حيازة جزء من الارض -وهي في الحقيقه قطعة ارض من الارض الواسعه -الكره الارضيه-اذ لايستطيع الاشاره الى كامل الكره الارضيه وبالتالي لن تكون مزرعته هي كامل الكره-اذ فيها ضيق الحيازه ولكن لاينفي سعة الكره الارضيه وماحولها-من هذ نقول الحياه الدنيا المحدوده والمعدوده كل بخاصية عيشه فيها-كخصوصية المزرعه لصاحبها--وقد ورد ان الحياة الدنيا مزرعة الآخره-فكما يصونها ويتعهدها ويرجو خيرها فنفسه بحاجه لمثل -والآخره سعة ابديه-كماهي حاجتنا في الدنيا للعمل والاكتساب والتمتع بحقبة حياتها فان الحياة الآخره مبنية على مايتحقق في هذه الحياة التجربه-وقد جاء الاسلام لتحقيق مقصد عام لاسعاد الفرد والجماعه وحفظ النظام وتعمير الدنيا بكل مايوصلها الى اوج مدارج الكمال والخير والمدنيه والحضاره-فهو دين رحمه والنبي صلى الله عليه وسلم رسول رحمه قال تعالى(وماارسلناك الا رحمة للعالمين)س الآنبياءوقال تعالى(ياايها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين)س يونس ذلك ان عقول البشر مهما وصلت تظل قاصره عن تحديد المقصد العام من الخلق والتعارف-اذ في ما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم دستور مبادئ ثابته وخالده -كمبدأ رفع الحرج ودفع الضرر واداء الامانات لاهلها والرجوع الى العلماء لبيان الرأي السديد فيما يعرض من حوادث وقضايا جديده-للوصول الى تحقيق المثل العليا ومبادئ الاخلاق التي كانت تحث عليها الشرائع السماويه-للعناية بالفرد خاصه حتى يكون خير للجماعه لان صلاح الفرد فيه صلاح الجماعه-قال تعالى(فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولاتطغوا انه بما تعملون بصير)س هود-ومن المبادئ رعاية مصالح الناس في الحياه وبعد الممات-قال تعالى(رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)س النساء فكان الرسل رحمة وبشرى ونذر-قال تعالى بعد آية الوضوء في تشريع رخصة التيمم (مايريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم)س المائده-وفي الصيام قال تعالى(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)س البقره -وفي الصلاة (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)س العنكبوت وفي الجهاد (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا)وفي القصاص(ولكم في القصاص حياة يا اولي الألباب)س البقره وفي تقرير مبدأ الألوهيه--(الست بربكم ؟قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين)س الاعراف----وقد حرم كل نواحي الضرر والشر والفساد كالاعتداء على الحقوق-واكل اموال الناس بالباطل-ومنع كل مايؤدي الى ذلك-كالقمار والربا وغش في المعاملات حتى مايلحقه الانسان بنفسه من ضر ر في جسده او عقله -فحرم شرب الخمر وتبديد الاموال والانتحار-واجراء اي نوع من انواع التعامل على الاعضاء والدم كبيع النفس الحره او ايجار المرأه نفسها للاستمتاع بها وكل مايتنافا مع مبدأ المحافظه والكرامه الانسانيه كالاعتداء على حرية الفكر والرأي والعمل والموطن او الاقامه----وقد غًلب مقتضيات المصلحه العامه على المصلحه الخاصه فمنع الاحتكار والتعسف في استعمال الحق واجاز تسعير السلع والحاجيات-ولتحقيق مصلحة الناس اجيزلهم القرض الى اجل في النقود ومنع بيعها بهذه الصفه-ولم يغفل الاسلام التطور وتغير وجه المصلحه واخذ بمبدأ ---تغير الأحكام بتغير الزمان---في الاحكام الاجتهاديه والقياس والمصلحه مما كان اصله مراعى فيه التأقيت او عرف الناس-والهدف الاساسي والمقصد الاسمى المحافظه على امور خمسه يعبر عنها بالكليًات او الضرورايات الخمس-الدين والنفس والنسل والعقل والمال-----وهي مندرجه حسب مايراه العلماء الىثلاثه اقسام---1الضروريات--2وهي ماتتوقف عليها حياة الناس الدينيه والدنيويه--بحيث اذا فقدت اختلًت الحياة الدنيا كاركان الاسلام الخمسه-بمجاهدة من يريد ابطال شيئ منه ومنع فتنة الدين بمعاقبة المرتد والمجاهر ومن يبطن العداء كالزنديق-وكالنفس توجد بالتزاوج لبقاء النوع الانساني والمحافظه عليها بفرض عقوبة القصاص على القاتل-والمحافظه على العقل بتحريم كل مايؤذيه او يضعف قوته كشرب الخمر وتناول المخدرات لان العقل مصدر خير ونفع-والنسل شرع لاقامة احلال الاستمتاع بالمرأه بوجه مشروع والمحافظه عليه بتقرير عقاب الزنا مائة جلده لغير المحصن-وعقاب القذف بالفاحشه ثمانين جلده-وفي طلب المال والمحافظه عليه وضعت عقوبة السرقه بقطع اليد من المفصل بشروط-وحرم الغش والاغتصاب والربا ووجوب ضمان المتلفات ---الحاجيات----- التي يحتاج اليها الناس بحيث اذا فقدت وقع الناس في ضيق دون ان تختل الحياه-وفي الدين والعبادات شرعت الرخص المخففه كالنطق بكلمة الكفر عند الاكراه الشديد-واباحة الفطر في رمضان للمريض والمسافر وقصر الصلاة الرباعيه في السفر وسقوط الصلاة عن المرأه بالحيض والنفاس والمسح على الخفين حال الاقامه والسفر وفيما يتعلق بالنفس او العادات ابيح الصيد والتمتع بلذيذ الطعام وفي العقوبات- تدرأ الحدود بالشبهات-وفيما يتعلق بالمال او المعاملات-طلب تنميته واتثميره وحفظه-وشرعت بعض العقود التي تشتمل على تصرف-شيئ غير موجود مثل عقد السلم والايجار والمساقاه اما عقود البيع فقد نظمت على اساس من العدل والرضا---3التحسينيات-----وهي الامور التي تقتضيها المروءه ومكارم الاخلاق وهي محاسن العادات- وتشمل العبادات والمعاملات والعادات والعقوبات-ففي العبادات شرع للصلاة مبدأ التطهير -المحافظه على النظافه وستر العوره واخذ الزينه ومحاسن الهيئات --وفي الحقل الانساني--شرع مبدا التقرب الى الله تعالى بنوافل الخيرات من الصدقات والقربات-وفي عالم الاسره-حددت اوضاع الكفاءه في اختيار الزوجين وآداب المعاشره--وفي المعاملات منع بيع النجاسات والمستقذرات الضاره بالصحه العامه والخاصه وجعل الناس شركاء في الامور الضروريه للجماعه كالماء والكلأ والنار والملح ومعادن الارض ---وفي العادات المتعلقه بالشؤن الدنيويه---وضعت آداب للأكل والشرب وحرمت المأكولات النجسه والمشارب المستخبثه والاسراف والتقتير فيما تناوله الانسان وطلب الرفق والاحسان بجانب العدل وتحديد الولايه لكل من الجنسين---وفي العقوبات---منع التمثيل بالقتلى قصاصا اوفي الحرب وتحريم قتل النساء والصبيان والرهبان والعاجزين لكبر سن غيرالمقاتلين في جهاد العدو----- وتشريع الاسلام فيما يمس الدين والدنيا- تشريع سامي للحرص على احقاق الحق ودفع الظلم ولخلق شخصيه متكامله منسجمه للأنسان ليكون عضوا نافعا منتفعا يحظي بخيري حياته العاجله والآجله- وهومحورالاهتمامات في معاملات في الفقه الاسلامي -على اعتبارين 1-اعتبارقضائي واعتبار دياني --فالقاضي يحكم على العمل بحسب الظاهر-فلايحل الحرام لفض النزاعات وفصل الخصومات بين الناس وهذه ماخوذة من الحديث الشريف----انما انا بشر وانكم تختصمون الي ولعل بعضكم ان يكون الحن بحجته من بعض فأقضي بنحو مما اسمع من قضيت له من حق اخيه شيئا فلايأخذه فأنما أقطع له قطعة من نار---اوكمال قال صلى الله عليه ---ولتحقيق المقصد العام لاسعاد البشرتكون الضروره هي التي تصل فيها درجة الاحتياج الى اشدالمراتب واشق الحالات-لخطر يحدق بالفس او المال اونحوهما وهي مقتصره على الضروريات-------في حين ان المصلحه اعم وهي جلب منفعه او دفع مضره وتشمل مراتب الضروريات والحاجيات والتحسينياتبصفه عامه وكل لك امانة ورثة الانبياء والولايه او السياده شعارها العدل وروحها محبة الله ورسوله ومحبتهما التزام الشرع فلايعبد الله الابما شرع -وصلى الله وسلم على نبينا محم وعلى آله وصحبه اجمعين