عدد الضغطات : 3,473
عدد الضغطات : 1,667
إظهار / إخفاء الإعلاناتالتميز
حقوق الملكية الفكرية : أنظمة المملكة العربية السعودية تمنع نسب أي منتج فكري لغير صاحبه المؤلف او المكتشف او الصانع لذا نهيب بالجميع الإلتزام بذلك وسوف يحذف أي منتج فكري مخالف مساحة إعلانيه

   
العودة   القوافل العربية > ۞۞۞۞۞القوافل الأدبيـة۞۞۞۞۞ > قوافل النثر الأدبي القصص والروايات والمقالات
 
قوافل النثر الأدبي القصص والروايات والمقالات تنبيه: الحكم والأمثال والألغاز تطرح بالقسم الخاص بها

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
   
قديم 09-07-2009, 08:14 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

الصورة الرمزية binhlailبن هليــل

إحصائية العضو







binhlailبن هليــل تم تعطيل التقييم

 

binhlailبن هليــل غير متواجد حالياً

 



الاوسمة

المنتدى : قوافل النثر الأدبي القصص والروايات والمقالات
افتراضي الشعر بين المظهر و المخبر

الخميس, 9 يوليو 2009
رؤية - سلطان الجهني


ارتبط العيش في البيئة الصحراوية بالجلافة و الجلادة، فمن غير الطبيعي أن يعيش في هذه البيئة من يناقضها سواء في مأكله و مشربه، أو هيئته و أخلاقه، لذا عاش أبناء البادية في ظل تأثير هذه البيئة الصحراوية عليهم، فهم فرسان يزاحمون الذئاب في الشجاعة و البسالة، و يرخصون أرواحهم في الذود عن كرامتهم، و ابن هذه البيئة -رغم قساوتها- تجده جواداً كريماً معطاء، لو لم يكن في يده سوى قطعة خبز، لجادت بها نفسه لضيف أو عابر سبيل، لذا لم تكن الأناقة، أو الاعتناء بالشكل و الهندام، في سلم أولويات ابن البيئة الصحراوية، و صحيح أن النظافة مطلب رئيس، بل واجب في شريعتنا الإسلامية، و كذلك الاعتناء بالمظهر أمر مهم، إلا أن ابن الصحراء يضع حداً للاعتناء بالمظهر ؛ لإيمانه بأن المحك على رجولته، هو أناقة المخبر. و أذكر أن الفارس المعروف الشاعر شليويح العطاوي تعرض لموقف مع فتاة تسمى نيلة، و التي هالها ما تسمع من فروسية و شجاعة شليويح، فحرصت على أن تشاهد هذا الفارس الهمام، إلا أنها أسبقت ذلك برسم صورة له في خيالها، حسب المقاييس التي تريدها هي، و حين حانت فرصة مشاهدتها له، كان شلويح العطاوي يجلس حينها في صدر المجلس مع رجال قبيلته، و عندما شاهدته نيلة خاب ظنها، لأن مقياسها للإعجاب كان بالوسامة و المظهر، و هذا الذي لم تجده في شليويح، الذي أن يكون له ذلك و هو الفارس الشجاع الذي يواجه الموت بكل بسالة في كل مرة يخرج فيها غازياً، و كان يلفح و جهه سموم القيض بين الفينة و الأخرى، فما كان من نيلة إلا أن عبرت علنياً عن صدمتها من رؤيتها له، حيث حسبته وسيما، و قالت : ذكر جاني و شوفك ما هجاني !، فما كان منه، إلا أن نسف مقاييسها لأناقة المظهر على حساب المخبر في قصيدة، منها قوله :
نيلة تطالعني بوسط الجماعة
و أظن نيلة لامستني بمنقود
ياما تعرضنا الفنى و المجاعه
و لا مسك الملهاب يا لين العود
إلى أن قال
و يا ليتها معنا على الهجن ساعة
حتى تعذر و جيهنا لو غدت سود
و لشليويح العطاوي أيضاً قصيدة جميلة، تدور في ذات الفلك، يقول فيها :
يا بنت يا اللي عن حوالي تسألين
وجهي غدت حامي السمايم بزينه
أسهر طوال الليل و انتي تنامين
و ان طاح عنك غطاك تستلحفينه
أنا زهابي بالشهر قيس مدين
ما يشبعك يا بنت لو تلهمينه
و مع أن الظروف الحياتية تغيرت كثيراً عن زمن شليويح، فلم يعد الغزو مصدراً للكسب، و لم يعد هناك ما يهدد الأمن و الطمأنينة، إلا أن معادن رجال البادية لم تتغير، و ظلت مقاييسهم للأناقة، هي ذات المقاييس التي تعتمد على المخبر و أفعال الرجال، حتى و إن عاشوا تحت سماء المدينة، يقول سليمان المانع و هو الشاعر الغريب، الذي عركته الحياة :
كان الرجولة بالمظاهر و الأشكال
عز الله اني ما عرفت الرجوله
و كان الرجولة بالمواقف و الأفعال
عز الله اني مرتوي يا الخجولة
فأناقة المظهر مطلوبة، و لكنها قطعاً ليست المحك للحكم على مخابر الرجال، فقد يكون سوء المظهر مرتبط بقلة الحيلة، و ضعف ذات اليد، و ناتجة عن الفاقة و الفقر في المال، و ليس الفقر في الأفعال. يقول أحد الشعراء في بيت جميل :
عزي لمنهو سبحته راس ماله
لا ضاق صدره قام يفرك خرزها
و في بيت آخر للشاعر المعروف سعود جمعان المطيري، يقول :
البنك لولا لوحته ما عرفناه
من قل ما ندخل على موظف البنك
وهناك من الرجال من يؤثر أناقة المخبر على أناقة المظهر، و يفرط في البذل و الكرم، و لا يعني له جمع المال شيئاً، و للشاعر عبيد الدبيسي بيت جميل يجسد هذا المعنى باقتدار، يقول
لو كان راس مالي قشعتيين من الشيح
سويتهن فنجال كيف و شربته
و هناك من لا يبالغ في التزين، لزهده في هذه الدنيا، و لعلكم تعرفون قصة ذلك الداعية المعروف، الذي كان يرتدي بشتاً واحداً لا يغيره، فلاحظ عليه ذلك أحد طلبة العلم، فطلب من الشيخ بشته هذا، و أخذ قياسه، و لم يكن الشيخ يعلم عن نية طالبه هذا، فما كان من طالب العلم إلا أن قام بتفصيل بشت جديد، و قام بإهدائه لشيخه، فقبل الشيخ الهدية، غير أنه لم يرتدي البشت الجديد إلا في بضع مناسبات، ليعود إلى بشته السابق، لقناعته بأن الأناقة في المخبر، و الذي يراه في طلب العلم و الزهد بهذه الحياة و لا أزكي على الله أحداً. و لا يمكن أن يكون جمال المظهر مقياساً للحكم على مخابر الرجال، ذلك أن الأمام أبو حنيفة كان جالساً في المسجد يلقي الدورس على طلابه، و كان يمدَ قدميه لشعوره ببعض التعب، بعد أن استئذان طلابه في ذلك، و لم يكن الحرج يقع بينهم، و إذا برجل يدخل عليهم المسجد، و كان عليه هيبة و وقار أهل العلم، فجلس هذا الرجل بين طلاب أبو حنيفة، فاستحى منه الأمام لما رأى من هيئته، و قام برفع قدميه إجلالاً لهذا الرجل، و كان درس الأمام حينها عن صلاة الصبح، حيث أوضح الأمام أن انتهاء فترة صلاة الصبح بطلوع الشمس، و ما بعد ذلك من الوقت هو قضاء لها، و هنا تداخل هذا الرجل سائلاً : و إذا لم تطلع الشمس، فما حكم الصلاة ؟!. فقال أبو حنيفة مقالته المشهورة ( آن لأبي حنيفة أن يمدَ قدميه !! ). و هذا لا يعني بأي حال أن نقبل برثاثة المظهر، و سوء الترتيب، أو التقصير في النظافة الشخصية، و لكن الحديث هنا عن المقاييس في الحكم على الرجال بين المظهر و المخبر. أما عالم حواء، فحدث و لا حرج فبعض النساء و ليس كلهن فيهن من قلة العقل، و ضعف الحكمة، ما يجعلهن يقسن الرجال بمظاهرهم فتجد من هن من تعجب بمطرب لوسامته، دون أي اعتبار لصوته، و إمكاناته الفنية، أو بشاعر لحُسن مظهره، حتى و إن كان شعره ركيكاً، و أقرب إلى النظم منه إلى الشعر، و قس على ذلك كثيراً. و ما دام الحديث عن النساء، فهن لا يفرقن بين فن الأناقة، و قبح الإسراف، إلا من رحم ربك، فتجد الواحدة منهن تشتري فستاناً بآلاف الريالات، لليلة فرح واحدة، ثم ترميه جانباً، و لا تعاود ارتداؤه بحجة أن النساء شاهدنا هذا الفستان عليها في مرة سابقة، و للسيدات في المبالغات و التبذير، طقوس عجيبة، و صور عدة، فتجد لدى الواحدة منهن دولاب كامل للجزم و الأحذية، كل واحدة منها لها لون يتناسب و لون و موديل فستان معين، و كل ذلك يتم وسط إرهاق الأزواج و الآباء بمبالغ طائلة، كما أن النساء الضعيفات مادياً يجدن الكثير من الحرج في حضور حفلات الزواج، لما يجدن من فوارق شاسعة في موديلات و ماركات و أسعار الفساتين، فهنا سحقاً لأناقة المظهر، لأنها أناقة غرور و تكبر و تبذير، و المبذرون أخوان الشياطين، فرب سيدة ضعيفة معدمة، ترتدي فستاناً تقليدياً خير عند ربها من سيدة مجتمع ترتدي فستاناً مرصعاً بالحلي بآلاف الريالات، و حسبي أن الفتاة الحسناء، التي حباها المولى عز وجل بالجمال، هي من تضيف السحر على فستانها و ليس العكس.
بل إن في بعض الصيحات و التقليعات العصرية في مواكبة الموضة خدش للحياء، و إساءة للمظهر العام و إلا كيف يمكننا تقبل ما يرتديه بعض شبابنا الذكور من بناطيل، بعضها ممنوع حتى في بعض الدول الغربية، مثل : ( اللو وست )، و تعني الخصر الواطي، و يسميها بعض الشباب طيحني و بابا سامحني و غير ذلك من الملابس التي تحاكي الموضات، و لكنها أبعد ما تكون عن الأناقة، التي يفترض أن تنتصف للذوق العام. و تظل العلاقة في الأناقة بين المظهر و المخبر، علاقة شد و جذب، و تقارب و تنافر، بما يحكمها من عادات و تقاليد في بعض الأحيان، أو ظروف مادية، أو دواع فكرية و ثقافية، و الأجمل في ذلك هو الجمع في الأناقة بين المظهر و المخبر، فيكون الإنسان حسناً في مظهره، تقياً في جوهره



المصدر المدينة







التوقيع

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

رد مع اقتباس
 
   
قديم 09-07-2009, 12:17 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
كـــــــاتب

الصورة الرمزية دليل القوافــل

إحصائية العضو






دليل القوافــل is on a distinguished road

 

دليل القوافــل غير متواجد حالياً

 



الاوسمة

كاتب الموضوع : binhlailبن هليــل المنتدى : قوافل النثر الأدبي القصص والروايات والمقالات
افتراضي رد: الشعر بين المظهر و المخبر

مشكور على السرد


الشعر ديوان العرب يصور حياتهم بدوا وحاضرة

سلمت يداك


لك خالص الاحترام







التوقيع

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

رد مع اقتباس
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
الحقوق للقوافـل العـربية: جوال الرسائل 966553850455+

a.d - i.s.s.w

RSS 2.0 RSS XML MAP HTML Sitemap ROR