إلتقى رجلان وهما في طريق العودة إلى بلادهما من مكان بعيد ولا يعرف أحدهما الآخر وكانا يسيران على الأقدام متجاورين في نفس الاتجاه ، فقال أحدهما: ما رأيك بأن تحملني وأحملك حتى نصل؟ فرد عليه الآخر متعجبا: هل جننت يا هذا؟ فسكت السائل ولزم الصمت واستمرا في السير إلى أن شاهدا في الطريق رجلا قد فارق الحياة ومن حوله رجال يقومون بالتجهيز لدفنه، فقال السائل الأول لرفيق دربه: هل تعتقد أن هذا الرجل قد فارق الحياة؟ فرد الآخر بذهول: كيف تقول هذا وأنت تراهم يكفنونه ويضعونه في قبره!! فسكت السائل مرة أخرى وأكملا سيرهما حتى وصلا إلى مشارف البلدة فقال الرجل الذي كان يتلقى الأسئلة في الطريق: الآن قد وصلنا إلى بلدتي وأرجو أن تقبل دعوتي وتتفضل معي فمنزلي قريب من هنا، فرد عليه رفيق دربه: أريد أولا أن أذهب إلى أشرف وأطهر منزل في البلدة، فبهت الرجل من كلامه وذهب كل منهما في طريقه، وعندما وصل الرجل إلى أهله حكى لهم عن غرابة هذا الرجل وما حصل له في الطريق فقال والده: إن هذا الرجل مجنون، وقالت ابنته وتدعى (طبقه): يا أبتي هذا الرجل هو الذي أتمناه زوجا لي، فقال والدها: كيف ترفضين كل الذين تقدموا لخطبتك وتتمنين هذا المجنون وأنتي لم تريه بعد؟ فقالت طبقه: يا أبي هذا الرجل ليس مجنونا بل هو حكيما ولكن أخي لم يفهم ما يقصده من كلام طوال الطريق فهو حين قال (هل تحملني وأحملك حتى نصل) كان يقصد أن تحدثني وأحدثك حتى نصل مما يسهل عليهم قطع الطريق ونسيان مشاقه، وسؤاله عن الرجل الذي فارق الحياة كان يقصد به هل لديه أولاد يحملون اسمه بعد موته ويدعون له أم لا، أما قوله عندما وجه له الدعوة حين وصلا البلدة من أنه يريد الذهاب إلى أشرف وأطهر بيت في البلدة فكان يقصد بيت الله عز وجل ليؤدي ما عليه من فروض ثم يأتي إليكم، وبالفعل صدق تفسير (طبقه) وأتى الرجل إليهم وكان اسمه (شن) فوافق شن طبقه وتزوجا ثم أصبح ذلك مثلا يضرب في الكثير من المواقف المشابهة
منقول