الكمأة أو بما يعرف باسم ( الفقع )
وردت في أحاديث متعددة وكثير في منافعها .. وقد ورد في صحيح البخاري ومسلم عشرة أحاديث تتلكم عن فضل الكمأة ( الفقع )
ومنها ما ورد عن عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ». رواه البخاري ومسلم ... وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم « الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ الَّذِى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ». رواه مسلم
موطن الكمأ أو الفقع ... هو في الجزيرة العربية وبلاد الشام وفي مصر والمغرب العربي وفي بعض الدول الأوربية .
محتوياته :
وقد اهتم الباحثون في أمر الفقع .. لمعرفة ما يحتويه من مواد وهي كالتالي
9% بروتين - 13% سكاكر - 1% دهون - وكذلك يحتوي على نفس المعادن التي يحويها جسم الإنسان وهذا أمر غريب جدا
كذلك يحتوي على الفسفور و الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم وفتامين (ب1) و (ب2 ) وكذلك على بعض الأحماض المساعدة للجهاز الهضمي .
أنواعه :
الزبيدي ..ولونه أبيض وبحجم التفاح العادي .
الخلاسي .. ولونه يميل للحمرة وهو أطيب من الزبيدي عند البعض .
الجبي .. ويميل إلى السواد وصغير الحجم .
الهوبر .. ولونه أسود وهو يسبق بقية الأنواع في الظهور وغير مطلوب ويأكله القليلون .
الفوائد : -
مطهر للعين .. وعلاج لها .. وقد أجريت التجارب على مصابين بالتراخوما وثبت مفعولها .. ويشفي بإذن الله .. كما ذكر الرسول الكريم
-قشرة الفقع يقال أنها مفيدة لإزالة الحروق وذلك بعد تجفيف القشرة لمدة عشرة أيام في الشمس ومن ثم وضعها على الحرق يوميا ..
-علاج مقوٍ للأظافر ومنع سرعة التكسرها أو تقصفها وعلاج لتشقق الشفتين واضطراب الرؤية.
- مقوٍ للجنس وذلك بعد التجفيف والسحق ( طحن) وقبل ذلك غسلها جيدا وتنظيفها .
** يجب غسل الفقع بشكل جيد ودقيق وإزالة الأتربة العالقة بها بحكم وجوده في بطن الأرض ونموه فيها . وعدم أكلها نيئة
عتقد بعض الناس أن جميع الفطريات في الطبيعة تعتبر ضارة وهذا الكلام صحيح أن هناك أنواعا تسبب أمراض مثل الاعفان والتي قد تنمو على الاطعمة، إلا أن هناك بعض الفطريات النافعة والمفيدة والتي تحتوي على قيمة غذائية عالية مثل الكمأة (الفقع) وعيش الغراب والخميرة وسميت فطريات لأنها لا تعتمد على نفسها بل تعيش متطفلة ومعتمدة على غيرها، حيث نلاحظ مثلا الكمأة "الفقع" يجب أن يعتمد على الأشجار سواء الكبيرة أو الصغيرة لينمو ويعيش. ومن الأمثلة على الفطريات النافعة فطر الخميرة، حيث يدخل في صناعة الخبز وكذلك عيش الغراب وهو صالح للأكل حيث يحتوي على نسبة جيدة من البروتين وقد يضاف لبعض الأكلات مثل البيتزا وعموما وكما ذكرنا فان هناك العديد من الفطريات التي تفيد الجسم وتفيد الإنسان ومنها الكمأة "الفقع" والذي يعتبر من المصادر الجيدة للبروتين وبعض العناصر الأساسية مثل الألياف الغذائية وكذلك بعض المعادن والعناصر الحيوانية وسوف أناقش بعض هذه الفوائد الغذائية لهذا المنتج والغذاء النادر
طرق تناول الفقع:
يجب في البداية معرفة انه يمنع ولا ينصح بتناول واستهلاك وأكل الفقع أو أي فطر بطريقة مباشرة (نيئا) بدون طبخ أو سلق لان في ذلك خطورة حيث يساهم في مشاكل هضمه مثل التسبب في عسر الهضم وعموما يجب على من يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي وعسر هضم عدم الحرص على تناول الكمأة لان ذلك سوف يزيد من المشاكل.
من أفضل الطرق المناسبة لأكل واستهلاك الفقع هو عمل شوربة منه، حيث يتم تقشير الكمأة أو غسلها جيدا ثم تقطع ويصنع منها شوربة جيدة ومفيدة وقد يتم إعداد الكمأة عن طريق تقطيعها بعد غسلها وتنظيفها إلى قطع صغيرة ويضاف لها بعض محسنات الطعم مثل الليمون والكمون وتغمر بالماء وتترك على النار حتى يتم نضجها ويتم استهلاكها وتناولها مع بعض الإطباق مثل الماكرونة أو الجريش أو الأرز.
وقد تفنن الفرنسيون في إعداد الفقع، حيث تم خلط الكمأة "الفقع" مع أكباد بعض الطيور مثل البط أو الوز أو الدجاج وهذا الطبق سيكون له دور كبير في إمداد الجسم بالبروتين الحيواني والنباتي ويزيد بذلك معدل الحديد في الجسم فينصح لمن يعانون من الأنيميا "فقر الدم"، ولكن يجب الحذر لمن يعانون من ارتفاع الكولسترول لان الكبد مادة غذائية عالية بالكولسترول ولقد استخدم البريطانيون طريقة للاستفادة من الفقع "الكمأة" عن طريق تصنيع أنواع جيدة من الجبن كما استخدم في إضافته للشوكولاته. وقد تم تطوير بعض الطرق المناسبة لإضافة الكمأة "الفقع إلى المائدة عن طريق اضافته إلى اللحم المفروم( يخنه الكمأة )باللحم أو الدجاج. وطريقة إعداده سهله جدا، حيث يتم غسل وتحضير الكمأة بشكل جيد عن طريق النقع في الماء للتخلص من الأتربة والرمل وبعد ذلك يتم تقشيرها وبعد ذلك يتم غسلها جيدا وتقطيعها ويتم بعد ذلك تحميرها بالبصل المفروم ويضاف زيت الزيتون أو زيت نباتي أو زبدة في بعض الأحيان ولكن يجب الحذر من إضافة الزبدة لأنها قد تكون سببا لزيادة تصنيع الكولسترول في الدم لذلك انصح شخصيا باستخدام الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون ويمكن إضافة الملح وبعض التوابل ثم تغمر بالماء ويضاف لها بعد ذلك اللحم المفروم أو الدجاج المفروم وتترك على النار حتى يتم نضجها ويلاحظ أن فترة الطبخ بعض إضافة اللحم أو الدجاج لا تأخذ وقتا طويلا لان اللحوم تكون مفرومة فهي سريعة النضج يكون الطبخ لمدة 15- 20دقيقه.
القيمة الغذائية للفقع:
إن مصادر البروتين في الغالب أما حيوانية أو نباتية لذلك فان الإنسان يسعى إلى استهلاك هذه المصادر لما للبروتين من فوائد جيدة. وقد ينصح أخصائيون واستشاريو التغذية بالإقلال من المصادر الحيوانية والتي في الغالب تكون مصادر للدهون والشحوم الحيوانية، وبالتالي فإنها مرتبطة بالعديد من المشاكل الصحية مثل ارتفاع الدهون الثلاثية والكولسترول في الدم لذلك نلجأ إلى إدخال بعض المصادر النباتية، ألا إن معظم المصادر النباتية للبروتين تكون ناقصة في القيمة الغذائية وقد لا تحتوي على الكمية المطلوبة عكس بعض المصادر مثل الكمأة "الفقع" فهي عادة غذائية تحتوي على نسبة جيدة من البروتين تتراوح بين 18- 25% حسب النوع والصنف وهذه الكمية تقترب من المصادر الحيوانية مثل الدجاج واللحوم لذلك فان الفقع "الكمأة مصدر جيد للبروتين وبالمقابل فان نسبة الدهون (الزيوت) فيه تعتبر قليلة حيث تتراوح بين 2- 4% فقط لذلك لا يخشى من زيادة الدهون فيه مما يجعله سهل الهضم ولقد لوحظ أن هناك ميزة جيدة للفقع، حيث انه يحتوي على نسبة جيدة من الألياف الغذائية وكما نعلم أهمية هذه الألياف الغذائية في الصحة حيث أنها تساهم في تليين الفضلات وتحد من الإمساك، ولذلك ينصح باستهلاك الألياف الغذائية والتي تساهم في نشاط وقوة وسلامة الجهاز الهضمي وخاصة القولون.
الفقع "الكمأة" مقو عام:
إن احتواء الفقع الكمأة على أهم العناصر الغذائية التي تدخل في سلامة وقوة الجسم مثل المعادن يجعله مقويا عاما للجسم ،حيث انه يحتوي على العديد من العناصر الغذائية ويأتي في مقدمتها والبوتاسيوم وهذا العنصر المهم لقوة وسلامة ونشاط العضلات وخاصة عضلة القلب لذلك فان استهلاك وتناول الفقع أو الكمأة يساهم في تقوية عضلة القلب ويقلل من التعب والخمول. ومما يجعل هذه المادة الغذائية (الفقع) ذات تأثير إيجابي وقوي على الجسم هو احتواؤها على نسبة جيدة من بعض العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والفسفور والحديد وغيرها لذلك ينصح باستهلاك الكمأة بجميع الشرائح للاستفادة من محتواها من العناصر الأساسية.
منقول بدمج