تخصيص 83 سهما لكل مكتتب في "زين" ورد الفائض غدا
- علي العنزي من الرياض - 16/02/1429هـ
أعلن البنك السعودي الفرنسي، مدير اكتتاب شركة الاتصالات المتنقلة السعودية "زين"، أنه أكمل تخصيص 700 مليون سهم طرحتها الشركة للاكتتاب العام. وسيحصل كل فرد اكتتب في 50 سهماً على كامل الكمية المكتتب فيها، فيما سيحصل كل فرد من الأفراد المكتتبين في أكثر من 50 سهماً على 83 سهما، فيما تم تخصيص 70 مليون سهم للمؤسسة العامة للتقاعد. وقد بلغت نسبة التغطية 283 في المائة من عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب العام المخصص للأفراد، البالغة 630 مليون سهم فيما بلغ عدد الأفراد الذين اكتتبوا لدى فروع البنك السعودي الفرنسي والبنوك المستلمة الأخرى 8.5 مليون مكتتب اكتتبوا في 1.783.074.450 سهما بقيمة إجمالية بلغت 17.830.744.500 مليار ريال وسيتم رد الفائض لحسابات المكتتبين غدا الموافق 24 شباط (فبراير) 2008.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
تسيطر فكرتان رئيستان على اهتمامات المكتتبين في سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع بحسب مراقبين، أولهما انتظار إدراج أحد أهم طرحين أوليين توقعتهما سوق الاكتتابات الأولية في المملكة عام 2008 وهو الاكتتاب في أسهم شركة" زين" المشغل الثالث للهاتف المتنقل في المملكة، والذي أنهى الأسبوع الماضي 8.2 مليون مكتتب جمع الأسهم المطروحة منه بواقع تغطية بلغت نسبتها 269 في المائة من الأسهم المطروحة.
ويتمحور الاهتمام حول فكرة أسهم شركة "زين" في نسبة التخصيص، إلى جانب سعر السهم في السوق في اليوم الأول من الإدراج، والذي رجح متخصصون أن يقف بين 30 إلى 40 ريالا، كما أن المكتتبون ينتظرون رد الفائض كنتيجة نهائية لعلمية الاكتتاب التي بلغ إجمالي المبالغ المودعة لدى البنوك المستلمة بغرض الاكتتاب 17 مليار ريال.
وينتقل اهتمام المكتتبين بعد رد فائض اكتتاب زين إلى ترقب اكتتابات أخرى توقعت تقارير محلية أن تتجاوز قيمتها الإجمالية قرابة 3.244 مليارات سهم، تبلغ قيمتها التقديرية نحو 37.975 مليار ريال، لعل أهمها الاكتتاب في 70 في المائة من أسهم مصرف الإنماء، البالغ رأسماله 15 مليار ريال والذي يتوقع طرحه للاكتتاب في النصف الأول من العام الجاري، بواقع 1.050 مليار سهم بقيمة عشرة ريالات للسهم الواحد.
وكان قد انطلق في الخامس من كانون الثاني (يناير) الماضي الاكتتاب في 25 في المائة من رأسمال شركة بترو رابغ للتكرير والبتروكيماويات المحدودة، والتي تتملكها شركتا أرامكو السعودية وسوميتومو اليابانية، كأول تلك الاكتتابات الضخمة في العام الجديد 2008، عبر طرح 219 مليون سهم، بواقع 21 ريالا للسهم الواحد، تمثل عشرة ريالات كقيمة اسمية، و11 ريالا كعلاوة إصدار.
وتبرز أهمية هذه الطروحات بحسب متابعون في أنها ستمثل ثقلا في سوق الأسهم إضافة إلى أنها سترفع وتيرة تبادل القيادة بين الشركات من حيث كثرة الأسهم حال طرحها جراء قيمة الأسهم وحجم المطروح، حتى أن بعضها سيدخل قائمة أكبر الطروحات العامة في السعودية ودول الخليج وربما المنطقة العربية.
ويأتي وفقا لتأكيدات شهدتها الساحة الاقتصادية السعودية من تنفيذيين في شركات سعودية عاملة وجديدة التأسيس على أن طرح أسهم شركات جديدة وعملاقة سيكون في حدود قصوى خلال الربعين الأول والثاني من عام 2008، وتضم قائمة هذه الشركات إضافة إلى "بترورابغ"، شركة التعدين العربية السعودية"معادن" المملوكة للحكومة إضافة إلى زيادة رأسمال عدد من البنوك المحلية.
وتؤكد التقارير الخليجية أن معدلات الاكتتابات العامة الأولية IPOs في دول مجلس التعاون الخليجي ارتفعت لتبلغ 12.8 مليار دولار خلال العام الماضي فقط، عززها بشكل رئيسي الأداء القوي خلال الربعين الأخيرين، حيث تم فيهما تحقيق مبلغ إجمالي قدره معدلات مليارات دولار.
وأشارت التقارير إلى أن الحكومات الخليجية لعبت دوراً مهما في هذا الاتجاه الناشئ من خلال تشجيع الشركات على طرح أسهمها للاكتتاب العام، ويعتقد أنه خلال العام الحالي سيشهد سوق رأس المال في دول مجلس التعاون الخليجي طفرة كبيرة، حيث نتوقع تغيرات أساسية في قطاع الاكتتابات الأولية.
ويؤكد الخبراء أن التحديات التي تواجهها الشركات عند طرح أسهمها للاكتتاب العام تشتمل على اختيار الشركاء المناسبين وإعادة الهيكلة الداخلية لتحسين الأداء في إطار التحضير للاكتتاب العام، وتقييم حالة السوق واختيار الوقت الملائم لطرح الأسهم للاكتتاب العام، والافتقار لوجود إدارة وسيطة وعدم توافر الوثائق إضافة إلى القدرات الذاتية وضيق الوقت والأطر الزمنية.
وباعتبار أن الشفافية هي أحد العناصر الرئيسة لتحقيق اكتتاب عام ناجح، يشدد الخبراء على أن الشركات يجب أن تعمل على تحسين أساليبها الإدارية وتعزيز مجالس إدارتها ولجانها واعتماد البنية الهيكلية السليمة، كما نوهوا أيضاً إلى أنه يجب على هذه الشركات أن تتبنى الاستراتيجية السليمة ليس لاتخاذ الاكتتابات العامة الأولية كوسيلة لجني المزيد من الأموال، بل باعتبارها أداة لتعزيز النمو وتحرير كامل الإمكانات.
من جهة أخرى يظهر على السطح وبين متداولي سوق الأسهم والاقتصاديين قلق من تأثير تلك الاكتتابات الضخمة في حجم السيولة المتداولة، رغم تأكيد هيئة سوق المال السعودية في أوقات سابقة أن عملية طرح أسهم الشركات السعودية للاكتتاب العام تتم وفق جدولة معينة تأخذ في الحسبان مستوى السيولة، إلى جانب أن التجارب السابقة لاكتتابات أولية بعضها ضخم أكدت عدم تأثر سوق الأسهم السعودية ذي القاعدة العريضة بالاكتتابات الأولية.