هو الفضل العباس بن الاحنف الاسود الحنفي اليمامي بغدادي يلقبونه بشاعر الغزل العفيف من بني حنيفة نشأ وتربى في بغداد وتوفي فيها عاش عيشة الترف دون ن يتردى فيه الخلاعة والمجون جميع شعره في الغزل العفيف وهو نسيج وحده بين شعراء العصر العباسي مولده في اوائل العقد الثالث من القرن الهجري سما بنفسه عن التدني ولم يسخر ادبه في الاغراض المألوفة فلم يمدح كغيره اذ اقتصر ديوانه على غرض واحد وهو الغزل العفيف وقد قال عنه ابو الفرج الأصفهاني كان ممن أذا تكلم لا يحب سامعه ان يسكت
ولم يعقه الأقتصار على الغزل فقد كانت له قصائد ثرية ومتنوعة تحسب له ذون بقية الشعراء
يقول
اتاذنون لصب في زيارتكم فعندكم شهوات السمع والبصر
لا يضمر السوء ان طال الجلوس به
عف الضمير ولكن فاسق النظر
.ويقول لحبيبته مصورا خلجات قلبه
لو كنت عاتبة لسكنت روعتي
املي رضاك وزرت غير مراقب
لكن مللت فلم تكن لي حيلة
صد الملول خلاف صد العاتب
ويقول
ايها الراقدون حولي أعينوني
على الليل حسبة وائتجار
حدثوني عن النهار حديثا
اوصفوه فقد نسيت النهار
ويقول كاتما اسم حبيبته
فسميتها فوزا ولو بحت باسمها
لميت باسم هائل الذكر اشنع
كتمت اسم الحبيب عن العباد
ورددت الصبابة في فؤادي
وابلغ من هذا القول
واذا سئلت عن التي شغفت
قلبي وكلتهم الىأخرى
ويقول
ولقد كنيت عن اسمها
عمدا كي لا تغضب
.ويقول في اشارة خفية اليها
اصبح القلب بالعراق وامسى
بالحجاز الهوى فكيف النعيم
وقد تصور اهله ان الحبيبة قد تكون اخت الرشيد علية بنت المهدي وتتبع شعره في محبوبته يتأكد من انها هاشمية ذات حسب ونسب وعريقة وقد ظل الشاعر يتغزل بها في تعفف منفرد ومختلف عن المألوف وقد قال واصفا جمالها
وكأن النسوة الكواعب حولها
زهر الكواكب حول بدر ازهلر
ويقول
هي الشمس مسمنها في السماء
فعز الفؤاد عزاء جميلا
هذا شاعر عفيف أجمعوا على عفته فقد احب واحدة ووقف عليها شعره العفيف ولم يجرأ حتى على ذكر اسمها صونا لعرضها فقد كان كمن يسبح ضد التيار في بيئته وقد اطلق عليه ابن رشيق عبارته الذائعة العباس عمر العراق كما عمر بن ابي ربيعة عمر لاهل الحجاز لكن الاختلاف بينهما كان واضحا وكبيرا لان عمربن ابي ربيعة نبغ في الغزل عكس العباس بن الاحنف
اردت بهذا ان اسلط بعض الضوء على شاعر الغزل العفيف كما لقبه أهل عصره راجية ان أكون قد افدت