مع التاريخ
صمت يحيط بالمكان
يلفه ظلام مطبق على الأجفان
أكتب بحروفي آلامي وأحزاني
قصيدة للتاريخ
القابع في زوايا المكان
كشيخ وقور
أرتمي في حماه أجتر آلامي
والعمر يقتات أيامي وشبابي
كبرت وكبر معي السؤال
يشعل في قلبي الحريق
أيها الشيخ الوقور
أخبرني عما يثير أشجاني
أين زمن الأحرار؟
أين الرجال ؟
أين السفن التي كانت تمخر العباب ؟
أين وطني العربي الكبير ؟
أيها الشيخ .......
تمهل .....لا تسرع الخطا
رويدك فقد عشت طويلا
عشت زمن الأحرار
أبحرت بسفنك بحار الدنيا
فلماذا صيرنا في هذا الزمان
نرتضي الذل من أجل الأمان؟
لماذا لا نلقى إلا القتل والحرمان
في ظل الهوان
كيف صرنا كالعبيد
تدوسنا الأقدام في كل مكان
لماذا صرنا كالقطعان
تتكالب عليها الذئاب ؟
لماذا اعتلى اليتم أفكار الرجال ؟
وتمردت القصائد والكلمات
تهرب عاجزة عن البيان ؟
أجبني أيها الشيخ
عن العجز الذي يسكن أجسادنا
والخوف الذي يملأ قلوبنا
عن الضحكة التي يبست على أفواهنا
عن الأمل الذي تجمد في عيوننا
ولا أرى إلا سرادقا هنا وهناك
ورائحة الموت تزكم أنوفنا
والحب قد جف في قلوبنا
شاهت فلوبنا
ضاعت أحلامنا
أيها الشيخ .............أزل حيرتي
كيف الخلاص ...........وإلى متى تظل هكذا ؟
فأجابني قائلا
إن لي رأيا سيقال
حينما تشتد عزائم الرجال