مخلف بن دهام الشمري
كاتب وناشط حقوقي وعضو برنامج الامان الاسري
لن أتردد في تسطير قبله على رأس الأمير وليام على فعلته يوم أمس عندما قضى ليلة كاملة في احد شوارع لندن وهو ينام على الرصيف كغيره من الفقراء الذين لامأوى لهم، مفترشا قطعة من الكرتون ملتحفا بطانية رثه في ليلة قارسه بلغت درجة الحرارة فيها تحت الصفر .
الأمير وليام ابن الأميرة الراحلة (ديانا) وابن ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز وحفيد الملكة إليزابيث الثانية ويأتي الأمير وليام في المنزلة الثالثة للتربع على عرش بريطانيا ،وعلى الرغم من مكانته إلا انه يتمتع بإحساس إنساني كبير ويشعر بهموم البريطانيين وقد يكون تأثر بما كانت تقوم به والدته الأميرة الراحلة (ديانا) عندما كانت تصحبه معها لزيارة دور المسنين والمشردين وصدق من قال(الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الاعراقي) وقد يكون الأمير وليام قرأ سيرة الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في تفقد احوال ألرعيه والخليفة الزاهد عمر ابن عبدا لعزيز وتأثر بسيرتهما العطرة.
قبل أيام برزت أسماء سعوديه محتلة المراتب الأولى في قائمة أغنياء العالم ولم نسمع أحدا من نزل من فراشه الوثير أو غادر يخته أو استغنى عن طائرته الخاصة قليلا ليطلع على حال فقراءنا، أو أن يعيش في احد بيوت الأسر الفقير هاو احد البيوت ألمهدمه في كارثة جده.
تمنيت لو أن بعض مسئولينا وبعضا من رجال الأعمال وتجار المزهريات المصنوعة من النقود أن يفعلون مافعله الأمير وليام فنحن أولى بهذا العمل الشريف ،وان يقضون ثلاث ساعات فقط في إحدى بيوت الصفيح في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب من بلادنا الغالية لعل وعسى أن يشعروا بفضل الله عليهم ويشعرون بمعاناة الفقراء منا الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وهم في بلد الإسلام ومهبط الوحي ومهد الرسالة عسى أن ترق قلوبهم ويعرفون فضل الله عليهم ويخرجون زكاة أموالهم التي هي ركن من أركان الإسلام
وفي الختام تمنيت لو أن الأمير وليام يدير وزارة الشئون الاجتماعية لدينا لأنه قضى ليلته مع المشردين وعرف حجم المعاناة. والى الملتقى والسلام