الا تمرون عليه مرور الكرام
إنبض..!
تصل في رحلة سفرك إلى محطة السأم..
تقلب وجهك يمنة ويسرة فتلاحظ بأن أحداً لم ينزل أو يصعد رغم توقف عربة السير..
تحدق في الوجوه فلا يشعل ذاكرتك أي وجه..!
إنبض..!
تبحث في جيوبك فلا تجد قلمك..
وتبحث في حقيبة سفرك فلا تجد رزمة أحاسيسك..
يخبرك الجالس بجوارك عن يمينك والذي يرتدي أسمالاً بلا لون ولا تعرف أين وجهه من قفاه بأن رزمة أحاسيسك تساقطت وتكسرت فوق جلاميد الطريق..
فتسأله لماذا لم يخبرك..؟!
فيرد عليك ببرود بأن هذا الأمر يحدث بإستمرار في هذه الرحلة..!
- وقلمي؟
ينظر إليك بإستغراب ويجيبك :-
وما حاجتك لقلمك وقد ضاعت رزمة أحاسيسك..؟!!
إنبض..!
تلتصق بك المرأة الجالسة إلى يسارك فلا تشعر بشيء..
رغم أنها لا ترتدي أي شيء..!
تنظر بحنق إلى ساعتك فتلاحظ بأن العربة متوقفة منذ ساعات..
يخبرك الجالس إلى يمينك بأن التوقف في هذه المحطة ليس له وقت محدد..
فقد تُستأنف الرحلة في أي لحظة..
أو قد تتأخر لسنوات..!
إنبض..!
تنتفض واقفاً وتخرج..
تشعل لفافة تبغ وأنت تفكر..
تلاحظ بأن الواقفين في المحطة يرتدون نفس الأسمال عديمة اللون ويحملون وجوهاً لا تدرك أينها من قفاها..
تماماً مثل الجالس إلى جوارك عن يمينك..
تحدق في زجاج عربة السير..
تبحث عنك في إنعكاس الضوء..
فلا تجدك..!
إنبض..!
تقفز صوب مكتب المحطة..
- أريد تذكرة عودة..
- عفواً يا سيدي.. لا يوجد لدينا تذاكر عودة.. فقد تجاوزت رحلتك نقطة اللا عودة
إنبض..!
تعود إلى عربة السير وتجلس في نفس كرسيك..
وما أن تجلس حتى تُدرك بأن ثمة شيء في صدرك لم يعد ينبض..
تحاول فتح صدرك فيخبرك الجالس إلى يمينك بأنك قد إستبدلت قلبك قبل أن تصل إلى هذه المحطة بقلب آخر
يضخ الدماء في جسدك..
ولكنه..
لا ينبض..!