قصيدة تاريخية للشاعر راشد الخلاوي
أوصيك يابنـي وصـاةٍ تضمهـا=ليا عاد مالي من مدى العمـر زايـد
وصية عودٍ ثالثت رجلـه العصـا=وقصر خطـوٍ كـان قبـلٍ بعايـد
وصيـة عـودٍ زل حلـو شبـابـه=عانيـه بالدنيـا وعانيـك واحــد
لا تاخذ الهزلى علـى شـان مالهـا=ولا تقتبـس مـا نارهـا بالوقايـد
ولا تتقي في خصلةٍ مـا بهـا ذرى=ولا تنزل الا عند راعـي الوكايـد
فلي من قديم العمر نفـسٍ عزيـزه=أعـض علىعصيانهـا بالنـواجـد
ومن كثر الطلعـات للصيـد ربمـا=يوافيه غرات ٍ يجـي منـه صايـد
ومن تابع المشراق والكن والـذرى=يموت مـا حاشـت يديـه الفوايـد
الايام ما باق ٍ بها مثل مـا مضـى=والاعمار ما قد فـات منهـا بعايـد
نعـد الليالـي والليـالـي تعـدنـا=الاعمـار تفنـى والليالـي بزايـد
يزيد نجيـب الخـال فيهـا جـلاده=وتـزداد فيهـا اللايمـات الجلايـد
إذا مـا قدمتـم المطايـا تقـيـدوا=لدى مـن تقـي راياتهـا بالحايـد
فعجللي بهـا لاعاقـك الله بالمنـى=فحمـل المنايـا للبـرايـا قـلايـد
تفكر يا ميمـون فـي ربـع دمنـه=خلا ربعها من أهلهـا يابـن قايـد
قل : الله هل شفت السخي ابن زايـد=منيع مـن حـاش الثنـا والفوايـد
وقد كان فيما قد مضى من زمانـه=جميل الثنا مـن حامـداتٍ وحامـد
إذا رام أن يمضي على العزم وانتوى=بما رام ألفـاً وانتقـى منـه واحـد
فيا طول مـا يـارد بهـا جاهليـة=ويفجي الشبا عن كوكبٍ مـاه بـارد
فيا ابن الندا يا جالي الهـم أن طـوا=على ماء من بعض الجلاعيد صايد
بزرقٍ لاهلها قد طهاهـا وسادهـا=مع الحكم نقضي من بنـانٍ وساعـد
قل: الله لي من دمعـةٍ يابـن زايـد=لها حادرٍ قلبـي همومـاً وصاعـد
لفانـي بهـاا لا ساعـد الله ركبـه=إذا ساعد الركبان مع مـن يساعـد
سريع القرى للضيف في ليلة الشتـا=وعيد المقاوي سيـد النـاس ماجـد
قوي وساع السمط فـي كـل عالـة=تعادى بهـا نسـل القيـان الولايـد
ذوي من يلبي الضيف في مدلهمـة=من الليل والما فـي مغانيـه جامـد
فمن عاش بالدنيا يرى يابـن زايـد=كريـه الليالـي والأمـور الشدايـد
كفى الله ذاك الوجه ناراً من اللظـى=بحـق المصلـى نحـوه بالمساجـد
فيا ما غـزا مـن حـرةٍ عامريـة=سماويـة نمـرا الذراعيـن صايـد
فيعنّهـا للـضـد ثــم يـردهـا=بالارسان كره والنضـا كالجرايـد
قولوا لبيت الفقـر لا يامـن الغنـى=وبيت الغنى لا يامـن الفقـر عايـد
ولا يامـن المضهـود قـومٍ تعـزه=ولا يامن الجمع العزيـز الضهايـد
ووادٍ جرى لابد يجري مـن الحيـا=إذا ما جرى عامه جرى عام عايـد
متى الثريا مع سنا الصبـح وايقـت=على كل خضرا ودعـت بالسنايـد
من عقبها نجـم كمـا فـرخ متلـي=على الشوف يتليها بمشيـه يعـاود
وبوارح الجوزا ربـا فيـه بسرهـا=واختلفت الالوان بين خضر الجرايد
والى ظهر المرزم شبع كل كالـف=من الغيد وانحـن الليالـي الشدايـد
ونجوم الكليبين التي تنشـف الجـم=يغور فيهـا مـا العـدود الوكايـد
والى غابت النسرين بالفجر علقـوا=مخـارف فـي لينـات الجـرايـد
والى مضى عقبه ثمان مـع اربـع=الخامسـه طالـع سهيـل يحـايـد
تشوفه كقلب الذيـب يلعـج بنـوره=مويق على غرات حـدب الجرايـد
والى مضى واحـد وخمسيـن ليلـه=فلا تامن الما من حقـوق الرعايـد
قضى القيظ عن جرد السبايا ولا بقى=مـن القيـظ الا مرخيـات القلايـد
ومن لايسقي كنـة القيـظ زرعـه=فهو مفلس منهـا ليالـي الحصايـد
وصلوا على سيـد البرايـا محمـد=كما ناح ورق فوق غصن الجرايـد