الصديق المتلون والصديق الصادق
الصداقة عبارة جميلة وغنية بالمشاعر والأحاسيس والصداقة أصبحت عملة نادرة أو معادلة صعبة يعجز المرء عن كسبها والوصول إليها لأنها أصبحت ملونة وأصبحت مصلحة في زماننا هذا لأن المواقف والظروف الصعبة تكشف معدن ذلك الصديق إن كان صادقا أو متلونا لقد أصبح الشخص أو الصديق المتلون بكثر في مجتمعنا هذه الأيام لأن المصالح وذهاب المروءة تقضي على الصداقة في مجتمعنا لأن الصديق المتلون يكون شخصاً مجاملا أكثر من اللزوم وفترة صداقته قصيرة متى قضت تلك المصلحة وانتهت مدتها فقد أصبح مثل المرض الذي انتشر في الجسم بكثرة وأنا أشبه الشخص المتلون بالمرض والجسم هو المجتمع وقد قال الشاعر في وصف الشخص المتلون.
لا خير في ود امرئ متلون
حلو اللسان وقلبه يلتهب
يلقاك ويقسم أنه بك واثقا
وإذ توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب
وقد صدق الشاعر في ذلك التعبير
أما الصديق الصادق فهو بمثابة الأخ والسند من ميل الأيام وتغير الأزمان فقد قالت العرب:
«رب أخ لم تلده أمك وولد لم ينجبه دمك».
فصداقة أكبر من تلك العبارات والكلمات من وجهة نظري لأن الصديق المخلص الصادق يدخل في معنى الأخوة في الإسلام وهي أقرب من الأخوة في النسب.
والصديق يجب أن يكون في عون صديقه في الضيق وفي وقت الرخاء.
وكما قالوا: «الصديق وقت الضيق»، إن الصداقة عبارة يعجز اللسان عن وصفها ويطول الحديث عنها لأنها إن ذهبت أصبحت الدنيا كئيبة ووفق قولنا على الدنيا السلام لأن الصداقة أصبحت عملة نادرة وصعبة المنال في زماننا هذا بسبب كثرة المجاملات والكذب.
وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله
سلام على الدنيا إذ لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا