$$$ ما تعرفني...؟ أنا المطرب $$$
بعد الانتهاء من صلاة العصر واذكارها خرجت من المسجد متأخرا بعد الناس ولم يبق احد الا انا والمؤذن فلما اقتربت من سيارتي فاذا بشاب حسن المظهر يقترب مني فالقى السلام ورديت عليه.
ثم قال: ممكن اطلب منك خدمة؟
قلت: تفضل ان كنت استطيع.
قال: اريد منك ان تعلمني القرآن.
قلت وكلي سرور وفرح بهذا الطلب الجليل: سأجعل من يقوم بذلك بدلا عني وهو مؤذن المسجد «ابوالوليد» فذهبنا الى المؤذن لنطلب منه ان يقوم بتعليم الشاب القرآن الكريم فقبل «ابوالوليد» وقال بأي وقت تريد وعلى الرحب والسعة.
فلما خرجنا من المسجد
قال: أنا شاب هداني الله منذ 3 شهور بعد ان تركت الغناء والمعازف ولله الحمد.
قلت: انت تغني في دواوين وجلسات الشباب؟
قال وهو يبتسم: لا انا مطرب غنائي وخرجت بألبومين غنائيين.
قلت:عفوا من انت فلم ار صورتك من قبل علما بان الشاب ذو لحية جميلة وثوب قصير على السنة يمتاز بترتيب هندامه وطيب رائحته.
قال: أنا حسين الأحمد
قلت: مرحبا بك يا ابا احمد واسأل الله لك الثبات
قال: الحمد لله يا ابا محمد الذي احياني ولم يميتني وانا على حالي القديم لقد كنت اعيش في وسط لا يعلم حقيقته الا من انغمس به فهو وسط «مظلم لا نور فيه»، «مر لا حلاوة فيه» ولابد لمن دخله ان يتنازل عن اشياء كثيرة وان يفعل اشياء اكثر ليكون من اصحاب هذا الوسط والا لن ينجح فيه ابدا.
كنا وللاسف لا نعرف الله «لا صلاة ولا عبادة»، «ولا صيام ولا طاعة» وكلما اخطأنا قلنا «ابونا آدم أخطأ» واذا جاء من ينصحنا من الاقارب او الاباعد تلقينا نصيحته بالسخرية والاستهزاء ظاهرا او باطنا.
«اتدري ما السبب؟» لاننا نعيش في وسط كل المغريات والشهوات فيه متاحة «مال ـ نساء ـ اغراء ـ شهرة ـ معارف مع اصحاب الوجاهة ـ الناس تركض وراءك وتشير إليك وتتمنى الكلام معك..» ومن المضحك ان هناك من الشابات من اذا اتصلت بك وسمعت صوتك تبكي بكاءً شديدا «ما ادري كأنها تكلمت مع نبي من الانبياء او ملك من الملائكة» علما باننا كنا نضحك ونسخر من امثال هؤلاء ولكن اذا اراد الله ان يهدي عبدا سهل له.
قلت: الى الان ما عرفت سبب هدايتك والتزامك مع كل هذه المغريات التي يتمناها الكثير من الشباب والشابات فضلا عن تمني كثير من الناس لمثل هذه المغريات لظنه ان اصحاب هذا الوسط يعيشون حياة السعداء لما يرون من تسليط الاضواء الاعلامية عليهم.
قال: سبب هدايتي منام رأيته ورأيت فيه رحلتي للدار الاخرة ابتداء من قبض ملك الموت لروحي الى دخولي للقبر فرأيت اهوالا واحوالا لم يرها احد قبلي والعلم عند الله فلما استيقظت من نومي حمدت الله على انني مازلت في الحياة وان الله امهلني «فلم يقبض روحي» فاعلنت عندها امام والديّ واخواني واهلي اعتزالي «للوسط المظلم الكريه» وانني «وعدت» ان احذر على قدر استطاعتي من هذا الوسط الذي اغتر به الكثير وان اسوأ لحظات عمري واشقاها هي التي قضيتها هناك مع «الفن» واشعر ان ايامي الجميلة هي ايامي اليوم فانني اعيش مع الله من الصباح الى المساء اعيش مع الاذكار والقرآن اعيش مع اشرطة القرآن والدروس.
قلت: يا ابا احمد اذا كنت صادقا في توبتك فعليك «بحامل المسك» و«شباب الاستقامة» فانهم عون لك على الطاعة فان من كان قبلك ضيعوا الجماعة الصالحة فضاعوا بعدها وعادوا لما كانوا عليه «للوسط المظلم» لما اهملوا من يعينهم على الخير من اهل الطاعة والخير.
«بوأحمد» بالامس أذّن في مسجدي بصوت شجي بعدما كان يداعب سماع الجمهور بمزمار الشيطان اصبح ينادي الجموع لطاعة الرحمن «حي على الصلاة.. حي على الفلاح»
(اللهم ثبت بوأحمد وأهده الصراط المستقيم واختم له بالصالحات واهدي عصاة المسلمين وردهم إليك ردا جميلا آمين
كتب:خالد سلطان السلطان -جريدة الوطن