مـــــع غـــــــــربــة الأيــــــــــــام
لا ادري كيف ابدي شعوري .. حروفي .. خلجاتي .. دواخلي ..
وهل صحيح ان للأيام اغتراب فى النفس ؟
ام انه كناية عن تبدل أصول فطرة الإنسان ودينه.. فتجد نفسك فى المحافظة عليها غريبا .. وحيدا .. فريدا .. بل قل مستوحشا .. حتى مع بني الإنسان .. او مع اقرب الناس إليك ..؟؟
احاول ان اكتب هربا من غربة الوقت والناس الى غربة الحروف والكلمات ..
لعلَّ هذه الكلمات تصنع لي حياةً أو أرضاً جديدة أعيش عليها ..
ولا ادري اين سوف تكون محطتي الأخيرة في قطار الغربة مع الوقت والناس ..
الغربه يا قارئ هذه الكلمات ليس غربة الناس فى تصوري إنما هي غربة الروح التي ليس لها مثيل فى الوصف والمعاناة ..
تتجلى هذه الغربة بين الواقع والمفروض .. وتفرض عليك الخلوة والانعزال نفسياً مع مماشاة الواقع والاختلاط مع الناس في نفس الوقت ..
غربة الناس ككل " والأهل والأصدقاء بالتحديد " .. هي أشدُ أنواع الغربة .. فهي حاضرة وغائبة فى نفس الوقت ..
نظل نشتاق لذلك الحنين وتلك الروائح الزكية التي لطالما " تنفسناها على بوابات الزمان والمكان ..وخاصة على بوابات أنفاس من غابوا عنك ما بين الماضي والحاضر .. وعلى جمال تلك الأغصان التي تحمل وحملت زهور وثمار قلوبنا ..
شذا قلوبهم ونقائه مازال يفوح في شرايين دمي .. في قلب حملهم حتى أصبح نبضهم نبضي .. ودمعهم دمعي ..
ومع الغربة تبحث عنهم فلا تجدهم ..فتستعر الذكريات الحارقات ويعلو صوت الآهات ..
شعور يلازمني منذ أكثر من عشرين عام .. تمر الأيام يوما بعد يوم .. وإحساسك هو تكملة البقية من أيامك وانتظار وعد اليقين ..
لاشيء يسليك غير ذكر الله وما والاه ..
تجد نفسك فى قطار يدور ويدور كأنه التيه في غربة المكان والزمان ..
فالأيام تحصد العمر .. ونظرة الخلف تدفعني إلي الإمام .. وتقول تناسى ما كان ياهُمام ..
تحمل معك .. ذكرياتك .. أحلامك .. آلاااااامك .. وكم هائل من الأحزان .. والأشجان .
ذكريات تحملها معك تشحن همتك ساعات .. وساعات تضعك في حالة الأموات ..
كانت مشاعري متدفـقة للجميع ولكل من يحتاج .. فذلك أنا ..
فكانت مشاعري عبارة عن رئة أتنفس بها وأعيش بها واقع الحياة ..
فهي كالهواء .. وهي كالماء يرويني وينعشني ..
لم يعجب البعض ذلك مع إنها طبيعة فطرتي فكانت تلك بداية الغربة مع الأيام ..
مع غربة الأيام .. أحاول جاهدا ان أفسر مشاعر الأطراف الأخرى مابين الأصل والواقع .. فأجد الواقع غريبا عن فطرة النفس وسنن الأيام ..
حاولت استيعاب مشاعر الغير السلبية والغير منصفة والمجحفة في نفس الوقت .. وحاولت ولكن بغير فائدة فالهوى ضارب بالأصول عرض الحائط .. فتزداد الغربة مرارة ..
والغرابة انك كل تحليت بالمعاملة الكريمة والكلمة الطيبة وغيرها ، وزيادة الرصيد الايجابي في نفوس الآخرين .. تجد مع هول الغربة " اغتراب وبُعد الإنصاف والعدل " ..
ووقتها تتحطم السنين والأيام على أعتاب حقوق الإحساس الكرامة .
فى ظل هذه الغربة .. تبحث عن الأمان .. عن الحنان .. عن الوجدان .. فتنصدم بسياسة نفسي نفسي والطوفان من بعدي !!
وظل هذه السياسة فأبشر بالحرمان .. الا ما رحم الله
في شغاف القلب .. بساتين من الذكرى الطيبة لتلك الزهور .. وتلك الأغصان .. التي علمتنا كيف يكون الحب .. وكيف يكون بنو الإنسان ..وكيف يكون السير على بر الأمان في تلك الشطئآن ..
عندما تزداد الغربة .. عليك تشعر بالضيق .. بضيق المكان .. بل بضيق كل شي من حولك .. تتوقع من فلان ان يوسع عليك ذاك الضيق فى غربتك .. فإذا به يزيدك من غربة الضيق والأيام .
أصبحت جزء من الغربة .. وقد أكون أنا " الغربة " بعينها
فقد الناس عناصر المعايشة الربانية .. وكل يفسر الأمور بهواه وعاطفة جوفاء ..
فارتقيت جبل الغربة لعلي المح من أعلى هذا الجبل من لا يزال على الثوابت يسليني واسليه .. لان المعايشة للأسف خلطت ملامحنا " فالقريب بعيد " والنفوس من حولي تضيق ولا تدري بعدها اين الطريق ..
حتى بلغ الأمر لأكبادنا .. أووواااااه يا كبدي .. يا زهرات عمري .. لا أملك لنفسي أو أمري من شيء .. وخوفي من يوم ٍ بدت ملامحه تظهر .. ومن يوم أسألكم فيه هل تذكرونني ؟؟
فَطُوبَى لِلْغُرَبَاء
منقوووووووووول
كتبه / أبو عبد الرحمن الطيب