حكاية عيد
الراوي (1): في يوم من أيام الزمن حيث الأمل رافق السراب ليلامس الأفئدة المجروحة بوطنها وبأناسها .خُطت حكاية العيد.
)يدخل العيد إلى المسرح فيرى وجوهاً كئيبة وأوطاناً خاشعة أبصارها ويتواجد في المسرح لبنان،سوريا، فلسطين والعراق( :
العيد :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأوطان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العيد : ما بال عيونكم غائرة في بحر الأحزان أوليست هذه أرض العرب؟
الأوطان: نعم، إنها أرض التفكك والضياع
العراق : ماذا تسمّي أرضا أبناؤها يقتلون، أطفالها يتيتمون برصاص إخوانهم وبسيوف آبائهم، فكلّ يوم سفك دماء وآلام لا متناهية وأحزان عمر تمضي مع الأيام.
سوريا : تمضي ومعها جولان محتلة وجدار صمت عزل البشر عن الحجر.
فلسطين : عزل تلته نكبة ونكسة فاحترت عمن أدافع، عن أرضي أو عن انقسامات شعبي، فالأرض عديلة الروح والشعب دواء للمجروح.
لبنان : جروح وآلام، ونات وآهات تعصف عليك من كل الجهات فتجد نفسك ضائعا، محتارا بين كلام قيل وآخر لن يقال وما بين القيل والقال أناس مشوشة أفكارهم، ضائعة مبادئهم وحائرة اعتقاداتهم.
الراوي (2 ): اعتقادات شعوب لامست العيد وكادت أن تضيّع فرحته في سرداب النسيان إلى أن لمح مجموعة أطفال يلعبون فظنّ أن الأحوال ستتبدل
(هنا على الأرض يجلس أربعة أطفال يلعبون الورق أو أي لعبة أخرى وعندما يقترب منهم العيد يقفون(
العيد : مرحبا أيها الأطفال الصغار.
الأطفال: أهلا وسهلا بك.
العيد : كيف حالكم؟ وهل تجهزتم للعيد؟
الطفل (1 ): عن أيّ عيد تتكلم؟
الطفل (2 ): عن الفرحة المدفونة في مقبرة الوطن؟
الطفل (3 ): عن الجيبة المنخورة؟
الطفل (4 ): أو عن جعبة الهموم والمشاكل التي يحملها والدي ويعود بها يوميا إلى البيت؟
(ويكمل الأطفال اللعب، تغلق الستارة وعندها يبدأ الراوي).
الراوي (3 ): حزن العيد من كثرة التساؤلات ومن اشتداد الهموم ومن الأحزان التي استقرت في الأوطان فبدأ يفكّر في كيفية تغيير الأحوال إلى أن صادف مجموعة من الصبايا قادمة إلى العين لتملأ الجرار ماء فتوجه إليهم.
الصبية (1 ): أهلا أيها العيد.
الصبية (2 ): أراك في أرض الأحزان؟ ضائع في متاهات الأيام؟
الصبية (3 ): لا تيأس أيها العيد فما زالت الدنيا بخير وما زال الأمل يشرق مع ولادة شمس الصباح.
العيد : ولكني لا أرى الفرحة في عيونكم ولا السعادة على أرض وطنكم.
الصبية (4 ): من الصعب أن تشعر بسعادة وفي داخلك غربة، غربة مشاعر لأوطان تداس ولأرواح تزهق يوميا في أرض العرب.
(في هذه الأثناء يدخل إلى المسرح الكهول وتكمل الصبايا سيرهنّ(
العيد : ألا يوجد أمل؟!
الختيار (1 ): يا بنيّ، مع اطلالة الصباح يولد الأمل ومع غروب الشمس يدفن الألم وما بين الأمل والألم خيط بسيط.
الختيار (2 ): أمل وألم عاكس شعوب وناقض مشاعر وحيّر أطفال وأخفى الابتسامة عن وجوه البشر.
الختيار (3 ): وجوه ملامحها واحدة، همومها واحدة، ومشاغلها واحدة، أناس تفكر بدخلها اليوميّ وبطريقة تأمين لقمة العيش لأبنائها.
الختيار (4 ): لا تحزن يا صديقي، فالعيد اختفت بهجته ولكن يبقى هناك بصيص من الأمل بتبديل الأحوال وباعادة الفرحة المختفية في زقاق الزمن.
العيد : يا رب! يا رب! الطف بعبادك فالعيد لا يمرّ على الناس الا بالاسم فقط. يا رب ساعدهم.
(وبعدها يرحل العيد وهو حزين ليدخل الراوي(
الراوي( 4 ): أوطان، أطفال، كهول، وصبايا أثقلت الهموم حياتهم وشغلت الحروب بالهم فضاعوا في الزمن ونسوا أن في الحياة أعياد وفرح وهناء.
همسة : حكاية عيد اختفت بهجته من الوجود بسبب الجيوب التي تلعب بها الرياح والحروب التي تعصف بها المدافع. أيا ترى سيعود العيد وستتغيّر حكايته؟