منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدماك أرضها ستتيقن بأنك في مكان خاص جداً، فهناك شيء مختلف في أشعة الشمس الذهبية، أمر مثير في عبق الأزهار البرية، مسحة ودية في الابتسامة المرحبة التي تشع على وجوه الناس، هذه هي قبرص، جزيرة الحب فكن مستعداً كي تأسرك بجمالها.
إن التنوع الهائل للمناظرالطبيعية في قبرص يتراوح بين الجبال المكسوة بأشجار الصنوبر ـ على ارتفاع يناهز 1952 متراً ـ والوديان المزهوة بالألوان البراقة والسفوح المزدانة بشجيرات الكرم والسهول الخصبة، يحيط بهذا المشهد خط ساحلي مذهل، تغسل أمواج البحر المتوسط المتلألئة شواطئه الرملية وخلجانه الصغيرة المنعزلة.
جزيرتنا توفر لمحبى الرحلات والرياضة كل ما يشتهيه من خدمة لا تضاهى، مطاعم ونواد رائعة، رياضات مائية ، نشاطات تتعلق بالمشي وركوب الدراجات الهوائية، ممارسة لعبة الجولف والإبحار، الرحلات المنتظمة نحو المواقع الأثرية المنتشرة بغزارة في أنحاء الجزيرة، بل حتى ممارسة الرياضات الشاقة، أما أولئك الذين يرغبون في الاسترخاء فقط فليس عليهم سوى الذهاب إلى الشاطئ في أي وقت يرغبون به، منذ بزوغ الشمس وحتى مغيبها.
ما أن تسير كيلومترات عدة نحو الداخل ستلاحظ بأن كل شيء يبدأ بالتغيير، سترى على سبيل المثال بساتين من أشجار الحمضيات وحقولاً من أشجار الزيتون المعمرة، وقد تلاحظ وجود راع يقود من مكان إلى آخر قطيعه المؤلفمن الغنم والماعز، وعلى الرغم من انتشار القرى في أنحاء كثيرة من الجزيرة، فلا تزال هناك بقع وامتدادات في صميم الريف غير مأهولة بالسكان ومن الممكن التنقل فيها بكل راحة وطمأنينة دون أن يلفت انتباهك أي شاهد حضاري معاصرمعاصر.
ومجمل القول إن قبرص جنة لعشاق الطبيعة وعالم مدهش من الحياة النباتية والحيوانية قائم بحد ذاته، حيث تستطيع ممارسة المشي وركوب الدراجات الجبلية في مسارات جبلية واستكشاف قرى غابرة في التاريخ والتعرف على المعنى الحقيقي للضيافة القبرصية الأصيلة، وتتوفر في العديد من هذه القرى غرف للمبيت الليلي في حال رغبت في ذلك، ويمكن أن يتحول الأمر كله إلى تجربة فريدة لا تنسى عندما يصرّ عدد كبير من القرويين المحيطين بك أن تشاركهم في تذوق الأطباق التقليدية التي يزخر بها المطبخ القبرصي.
ويمكنك أن تجد بساتين الكرز والتفاح والأجاص الممتدة من سفوح المنحدرات حتى أعماق الوديان، ويمتلئ هواء الجبال العليل في موسم الربيع بشذى الأزهار المتفتحة، توفر هذه الجبال في الصيف ملاذاً رائعاً بعيداً عن وطأة درجات الحرارة المرتفعة نسبياً في الساحل، وأخيراً، وفي موسم الشتاء، تتحول قمم هذه الجبال المغطاة بالثلج إلى منتجعات جبلية فائقة الروعة وملائمة لممارسة رياضة التزلج على الثلج، أما في الأيام الشتوية الأخرى المتصفة بدفء الطقس فيمكن الإقدام على السباحة في البحر والتزلج على الثلج في مناطق الجبال في اليوم نفسه.
وتعد قبرص كذلك مكاناً رائعاً لممارسة المشي وركوب الدراجات وهناك العديد من المسارات الطبيعية المصممة خصيصاً والتي يمكن اختيارها لتلك الأغراض، يستطيع المتمرسون في ركوب الدراجات السير في جزء أو في كامل المسار الذي يعبر من طرف إلى آخر في الجزيرة والذي يدعى المسار الأوروبي العام (E4)، أما أولئك الذين يرغبون في التمهل وأخذ الأمور بروية، فيمكن لهم أن يستقلوا سيارة مستأجرة ويقوموا بالتجوال في المواقع الأثرية، ويوجد خيار آخر يتمثل في استكشاف حقول الكرم في المسارات المصممة لذلك.
تسعى قبرص دون كلل، وهي الدولة العريقة بتقاليدها في الضيافة، لابتكار طرق جديدة لإرضاء السياح القادمين إليها، فعلى سبيل المثال تقدم قبرص لزوارها من شريحة رجال الأعمال إمكانيات ممتازة لعقد الاجتماعات والمؤتمرات وتلبية احتياجات سياحة الحوافز، وتعد قبرص جزيرة مدهشة في تنوعها، ذائعة الصيت بأساطيرها وتاريخها وتقاليدها الموغلة في القدم ومطبخها الغني وجمالها الطبيعي الخلاب ومنتجعاتها وبلداتها ومدنها التي تقدم أسلوباً حياتياً راقياً، ليس ببعيد عما تقدمه أي من المدن الأوروبية المعاصرة المعروفة.
انتهت جولتنا فى هذه الجزيرة الرائعة التى تزهو بجمالها الأخاذ وبطبيعتها الساحرة ومياهها الزرقاء الصافية التي تجتذب مزيداً من سياح العالم كل عام، فمتعة الحياة في قبرص أنها تعيد إلى النفوس نشوة الراحة والتأمل والشوق للتعرف على أسرار الجمال المتألق الذي يلف هذه الجزيرة الوديعة وأهلها الطيبين الذين يقتربون كثيراً في عاداتهم واسلوب حياتهم من عادات واسلوب حياة الشرق العربي.