زار الشاعر الاندلس فتذكر الأمجاد التي سطرها العرب والمسلمون وهو يتجول في
(قصر الحمراء) في "غرناطة" وفي "أشبيلة" على ضفاف الوادي الكبير يحف به
التاريخ وتتجسد أمامه الصور ولآثار الخالة وعبق الأيام المجيدة يعطر المسارب
والدروب فاستيقظت شاعيرتة وجاءت هذه القصيدة....................
غرناطة هل يعيد الروح إنشادي ؟ = للقصر للقمة الشماء للوادي
لقلعة كانت الأمجاد تسكنها = أمجاد قومي وتاريخي وأمجادي
للزخرفات "لجنات العريف" لمن = كانو على البعد آبائي وأجدادي
وهل تعود إلى "الحمراء"بهجتها ؟ = وهل يعود "أبو الحجاج" للنادي
وهل يعود إلى الريحان رونقه = وينثر العطر في بهو السنا الهادي
وللسهول التي تمتد باسمة ؟ = كانت مراتع غزلان وآساد
وهل تعود عروس الشعر راقصة ؟ = بين ( ابن عمار) يوما (وابن عباد )
كانت على ضفة (الوادي الكبير) لهم = مجالس من رؤاها يرتوي الصادي
في ظلها يقف التاريخ منبهرا = لرائح من مغانيها وللغادي
حين "الرميكية" الحسناء أبطرها = مشي على المسك والكافور والكادي
وهل تعود إلى الأغصان نضرتها = حتى يغني عليها طيرنا الشادي
وقفت فيها وكان الصمت يلبسها = كأنني بين نساك وعباد
فما رأيت أبا الحجاج يعمرها = ومارأيت بها بهوا لمرتاد
ناديته وعيون القوم ترمقني = انهض فقد عاث فينا الغاشم العادي
وقفت فيها بدمع كاد يخنقني = لغربتي بين أبنائي وأحفادي
فلا اللسان لساني حين أسمعهم = يروون عني ولا الأسياد أسيادي
قوم حياري فما يدرون هل غضبي = من عجمة القول أو من متعة الضاد
شاركتهم بهجة الأعياد متشحا = ثوب الحداد فما الأعياد أعيادي