بســـم الله الرحمــن الرحــيــــم
يصر بعض الاطفال على احتضان دب قبل الخلود إلى النوم، ولا تستغني بعض الفتيات الصغيرات عن دميتها وتلح على اصطحابها إلى خارج المنزل. .
يعود تعلّق الطفل بالدمية والذي قد يصل إلى حد الالتصاق إلى عدم إحساسه بالاهتمام أو افتقاده للأمان. فبعض الأطفال يدرك أن أبويه بعيدان عنه، فلا يستطيع الاستناد عليهما وتلمس الأمان منهما. لذا، عندما يشعر بالإحباط أو الوحدة أو المرض يتعلق بدميته لتعويض هذا النقص.
وفي بعض الأحيان، نجد أن طفلاً لم يتعلّق بأية دمية خلال حياته، وفجأة يفعل ذلك نتيجة شعوره بالقلق لناحية انتقال الأسرة إلى منزل جديد أو قدوم طفل جديد للأسرة أو ذهابه للحضانة لأول مرة.
لا للعنف
وفي هذا الإطار، تنصح أستاذة علم النفس واختصاصية العلاج التربوي منار الجمل الأهل بعدم اللجوء إلى القسوة في محاولة منهم لمنع الطفل عن هذه العادة, حتى لا يشعر بالضيق والحزن بل تدعوهم إلى محاولة دفعه إلى الانفصال عن دميته تدريجياً مع حصوله على حاجته من الرعاية والحب والاهتمام، وذلك عبر احتضانه وتقبيله واللعب معه والتحدث إليه والاستماع إلى كلامه.
ومعلوم أن تعلّق الأطفال بالدمى في مرحلة ما قبل الحضانة سلوك عادي، أما إذا انعزل الطفل وفضّل البقاء على دميته عن اللعب مع أقرانه، فلا بد من بحث الموضوع مع اختصاصي.
الأمراض المعدية
في المقابل، أظهرت دراسة نشرت في الدورية البريطانية للطب العام أن دمى الأطفال، ولاسيما اللينة منها، يتوجب منعها في غرف الانتظار بعيادات الأطباء لأنها قد تسبّب انتشار الأمراض المعدية بين الاطفال. وأشارت إلى أنه من المرجح أن يلهو الأطفال في هذه الدمى، وهم مصابون بأمراض معدية، فيضعونها في أفواههم، ما يعرض طفلاً آخر لانتقال العدوى إليه.
كما أظهرت نتائج هذه الدراسة أن 90 في المئة من الدمى المنزلية اللينة التي تم فحصها كانت ملوثة ببكتيريا تــراوحت بـين مستويات خفيفة وثقيلة. ووجد الباحثون أنه من الصعب تطهير الدمى اللينة، وأنها سرعان ما تتلوث من جديد بعد تنظيفها. فالطفل يتنقل بها من مكان إلى آخر حاملاً معه البكتيريا والجراثيم إلى الفراش، علماً أن دمى الأطفال اللينة من البؤر الأكثر تلوثاًً في المنزل خصوصاً إذا كان الطفل الذي يحملها مصاباً بأي مـــرض معدٍ.
كيف يتخلّى الطفل عن دميته؟
تقدم الدكتورة هايدي إيركوف في موسوعة «الأم والطفل» الاميركية أفضل الطرق لجعل الطفل يتخلى عن تعلّقه الشديد بالدمى.وهي تتلخص على الشكل التالي:
1 حاولي اقناع طفلك بإنهاء هذه العلاقة، واذكري له الأسباب، مثلاً «أنك كبرت الآن على هذا التصرف».
2 اغسلي دمية الطفل قبل أن تكتسب رائحة خاصة وإلا سيتعلق الطفل بالرائحة أكثر من تعلّقه بالدمية نفسها. وإذا تعذّر أخذها منه يمكن غسلها أثناء نومه.
3 حدّدي هذه العادة داخل المنزل فقط وفي السرير حصراً، وهكذا حتى يتخلّى عنها.
4 أقنعيه بترك دميته في مكان خاص بها على أن يقوم بوضعها وتغطيتها ويذهب للنوم بمفرده.
5 شجعيه عندما يتخلّى عن دميته لبعض الوقت، وحفّزيه على التصرف بدونها.
6 إذا كان طفلك متعلّقاً بمجموعة من الدمى ويوزّع اهتمامه عليها، فأقنعيه بالتخلّي عن البعض منها بالتبرع بها لأطفال محتاجين، وبذلك تكونين قد تخلّصت من تعلّقه بها، وفي الوقت نفسه قمت بتعليمه العطف على الفقير.
7 قد تضطرين إلى اعادة الكرّة من جديد، فبعد ابتعاد الطفل عن
دميته قد يتذكرها مرة أخرى إذا مرّ بأوقات عصيبة. فلا تيأسي وحاولي من جديد بعد أن تتأكدي من اجتيازه لهذه الأزمة.
8 يجب أن تتوقف هذه العادة قبل دخول الطفل إلى المدرسة. والعمل على انهاء هذه العلاقة ينبغي أن يكون قبل فترة كافية من بداية هذه المرحلة الانتقالية، حتى لا يزيد شعور القلق والخوف اللذين عادة ما ينتابان الطفل في هذه المرحلة.
9 يمكنك أن تقدمّي لطفلك بديلاً عن دميته المحبوبة كصورة تجمع كل أفراد الأسرة أو كتاب يحتوي على صور أو قصّة يحب سماعها، ويمكنه الاحتفاظ بهذا البديل في أدراجه الخاصّة.
ملاحظة:
هذه الخطوات يمكن الاستعانة بها في محاولة إنهاء العلاقة بين الطفل وأي شيء يتعلّق به، كإصراره على استخدام الرضاعة في شرب السوائل أو تعلّقه بإحدى قطع الملابس