لم يسد أي شعور بالاحباط أو حتى الغضب في إيطاليا اليوم الاثنين بعد خروج منتخب البلاد الاول لكرة القدم مساء أمس الاحد من منافسات بطولة الامم الاوروبية "يورو 2008" بهزيمته في مباراة باهتة في دور الثمانية من البطولة أمام أسبانيا بركلات الجزاء الترجيحية بعد تعادل الفريقين سلبيا خلال الوقتين الاصلي والاضافي للمباراة.
وكتبت صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية في عنوانها الرئيسي "الهزيمة بصعوبة ، ولكن من اجتهد أكثر تأهل" في وصف رائع لمباراة أمس التي فشل خلالها المنتخب الايطالي تماما في الظهور بمستوى بطل العالم.
ولكن يبدو أن هزيمة إيطاليا صفر/ 3 في مباراتها الاولى بالبطولة الاوروبية الحالية أمام هولندا قد أظهرت للجماهير الايطالية إلى حد كبير أن الفريق الحالي بعيد تماما عن ذلك الفريق المبدع الذي لم يدخل مرماه سوى هدفين فقط أولهما جاء بطريق الخطأ من أحد مدافعيه والثاني من ركلة جزاء في بطولة كأس العالم 2006 .
ولكن في بطولة يورو 2008 التي تشترك النمسا وسويسرا في استضافة مبارياتها حاليا ، لم يتأهل منتخب إيطاليا إلى دور الثمانية إلا بعد تغلبه على وصيفه الفرنسي 2/ صفر. ولم يتحسن أداء إيطاليا على الاطلاق طوال مشوارها بالبطولة خاصة بالنسبة لخط هجومها الذي يقوده اللاعب غير المبال لوكا توني.
وأصبح هداف الدوري الالماني ، الذي كان عاملا حاسما في قيادة فريقه بايرن ميونيخ للقب الدوري الالماني وكأس ألمانيا في الموسم الماضي ، من أهم رموز التراجع الشديد للمنتخب الايطالي.
فببطئه الشديد وثقل حركته ووجوده بمفرده دائما في خط الهجوم ، كان توني أقرب إلى محاكاة هزلية لذلك الهداف المذهل الذي لمع نجمه في المواسم القليلة الماضية.
وأشارت صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الايطالية إلى أن جماهير أسبانيا المحتفلة بفوز منتخب بلادها في العاصمة مدريد استهدفت توني حيث هتفت له ساخرة "أين أنت يا توني"؟
وأوضحت "لا ريبوبليكا" أن المنتخب الايطالي كان يغمره "شعور مبالغ فيه بالخوف من الهزيمة" ، وهاجم محللو الصحيفة مدرب إيطاليا روبرتو دونادوني لانه "لم يمنح أي سمة مميزة لخط الهجوم الذي كان نقطة الضعف الحقيقية في المنتخب الايطالي".
فتسجيل هدف ميداني واحد في أربع مباريات عن طريق المدافع كريستيان بانوتشي ، كان أبرز دليل على الضعف الشديد الذي يعاني منه المنتخب الايطالي في قدرته التهديفية.
وتركزت معظم محاولات إيطاليا الهجومية عبر البطولة الاوروبية على تمرير كرات غير فعالة من خط الوسط إلى توني.
ولم تنفذ إيطاليا سوى ضغطا بسيطا للغاية من جانبي الملعب ، حيث ظهر جانلوكا زامبروتا أقل بكثير من مستواه المعهود على الجانب الايمن ، بينما لم تسنح للمتألق فابيو جروسو سوى فرص ضئيلة للتقدم على الجانب الايسر.
وقلل من حدة أخطاء دونادوني خلال يورو 2008 غياب نجم وقائد المنتخب الايطالي فابيو كانافارو عن صفوف الفريق بعد إصابته قبل أيام قليلة من مباراة إيطاليا الاولى بالبطولة ، هذا بخلاف غياب نجمي الوسط الإيطاليين أندريا بيرلو وجينارو جاتوسو عن مباراة أسبانيا للايقاف.
ولكن مع وجود فريق يشبه إلى حد كبير ذلك الفريق الذي أحرز لقب كأس العالم عام 2006 ، فقد كان اتحاد الكرة الايطالي ، الذي أوكل مهمة تدريب المنتخب الاول إلى دونادوني خلفا للمدرب السابق مارشيللو ليبي الذي استقال بعد كأس العالم مباشرة ، يتوقع أداء أفضل بكثير من الذي قدمته إيطاليا خلال البطولة الاوروبية.
ومع تضمن العقد الذي جدده دونادوني مع اتحاد الكرة الايطالي قبل يورو 2008 مباشرة لمدة عامين بندا يتيح لاتحاد الكرة فسخ العقد دون دفع أي شرط جزائي إذا فشل دونادوني في قيادة المنتخب الايطالي إلى الدور قبل النهائي على الاقل من البطولة ، فقد بدأ الكثيرون بالفعل يتوقعون عودة ليبي لتدريب الفريق.
وقال جانكارلو أبيتي رئيس اتحاد الكرة الايطالي عقب الهزيمة من أسبانيا "إننا جميعا موقنون أننا لم نظهر إمكانياتنا بالمستوى الذي كنا ننتظره" في إشارة إلى إمكانية تغيير دونادوني خلال الايام القليلة المقبلة.
وفي هذه الحالة قد يبدأ أبطال العالم في رفع شعار "العودة إلى المستقبل" عندما ينطلقون في رحلتهم بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 في الخريف المقبل.
:hm::hm::hm::hm: