كان المعتمد بن عباد أحد ملوك الطوائف باشبيلية وزوجته الرميكية يحقدان على الشاعر أبي بكر بن عمار وكان في يوم من الأيام الصديق الحميم والوزير المخلص والساعد الأيمن في تدبير شئوون الإمارة ولكن هذا الحقد أدى إلى إعدام ابن عمار وكأن ابن عمار قد علم بعد موته بما آل إلية حال ابن عباد والرميكية فكانت هذه شماته :
كم أنادي فهل سمعتم ندائي = يا رفاق الهموم يا أصدقائي
يا شعاع للسالكين تجلى = كان بدراً محلقًا في سمائي
ومشاة على طريق الرزايا = يعبرون الحياة في كبرياء
أثقلتني من الحياة شجون = كل يوم أحسها في ردائي
فركام من الهموم أمامي = وركام من الهموم ورائي
أرهقتني وناصبتني عداءً = ثم باتت تمور في أحشائي
هل شعرتم بقتل حلم وضيئ ؟ = بعد حين النوى وطول الرجاء
هل رأيتم قوافلاً من رمادٍ = تتهادى في غفلة في غباءِ
تنثر العطر في الدروب رياءً = فأصبنا بلوثةٍ من رياءِ
إنه الداء في الحشاشة يسري = في الشرايين في اختثار الدماء
والدراويش في احتفال وعيدٍ = ضاع في المولد الحقير حيائي
بين طبل ومزهر وكمان = والمغني في الحفل كالببغاء
أرهف السمع للمغني كأني = بعد شيبي في لهفة للغناء
كلما لذت بالكرى لثوان = زارني طيفه وأيقظ دائي
في فؤادي من الرجال جروح = وجروح من بعض كيد النساء
و"الرميكية" اللعوب أرادت = طول حزني وغربتي وبكائي
لم تفكر بأن "أغمات" دار = لابن عبادها وللأشقياءِ
وبنياتها عل كل باب = حافيات يطلبن بعض الكساء
و"ابن عباد" كل يوم أراه = يلحس القيد بعد طول التواء
يتمنى لو من الموت سترا = عن عيون الحساد والرقباءِ