تتزاحم الأخيلة في رؤى الشاعر وتتداخل مع الذكريات ويطبعها في
شريط واحد وتعرض على العقل فيقبلها حيناً ويرفضها أحياناً :
لو لا اصطباري وإخلاصي وتحناني = لزهرة ضحكت في شهر نيسان
وذكريات من الأعماق أعرضها = فيها الرؤى من تباريحي وأشجاني
وندبة من جراح الأمس باقية = أماتني همها الماضي وأحياني
ولحظة من ربيع العمر باسمة = وغفوة بين أحبابي وخلاني
يامن على الشاطئ الهادي ملاعبه = يداعب الموج في دلً وتحنان
هل أنت باق على الذكرى تعانقها = أم "هزك الموج" نحو الشاطئ الثاتي
إني هنا تحرق الرمضاء أخيلتي = ويرفض الشعر أوتاري وألحاني
والعاذلون لهم خبث أجامله = سمح السجايا فما السلطان سلطاني
ولاالخيول خيولي حين أدفعها = عند التحدي ولا الميدان ميداني
فلا تلمني إذا الملمت أشرعتي = وعدت بالكبد الحرى لشطآني
وأمنيات أناديها وأرقبها = في عتمة من طقوس العالم الجاني
لعلها بعد طول اليأس تعرفني = بين الوجوه ويمسى شأنها شأني
تجفووتنأى ولكني أقدسها = كالعين مابين أهدابي وأجفاني
هل من طريق إليها كي أحدثها = عن ما أقاسي وعن بؤسي وحرماني
وعن ضمير به سرُ يعذبني = كتمته عن أحبائي فأضناني
لولا ولولا زهور بت أعشقها = فجرت في سكنات الليل بركاني