الشيخ/ بن هليل . يكشف غموض قصة:
الطفل الذي قتلته ضرة أمه واتهمت الأم بقتله
يروي أن رجلا متزوج من امرأتين :واحدة لم ينجب منها والثانية أنجب منها طفلا فاشتعلت نار الحسد والغيرة بقلب الأولى خافت أن يطلقها او يميل إلي أم الولد أكثر...وفي يوم من الأيام أرادت أم الطفل الذهاب لتجلب الماء فتركت الطفل عند ضرتها وذهبت. حينها أقدمت الجانية على خنقه حتى الموت وتركته في مزباه(حاضنة الكفل التي يحمل بها على الكتف) عادت الأم فسألتها هل بكى قالت : لا وأظنه نائم.
حملت طفلها إلي بيتها وهي لا تدري وبعد فترة استغربت من سكوت الطفل مدة طويلة كشف عنه فوجدته ميت قد فارق الحياة . صاحت بزوجها واتهمت ضرتها بأنها قتلته ...... لكن الثانية أنكرت وقالت إن الأم هي من قتلته.
حينها بدأت الخصومة والتنازع بن الأب والزوجتين يريد أن يعرف الحقيقة.
واشتدت الخصومة بين أهل الزوجتين كل يريد أن يبري نفسه والنساء كل واحدة تحلف أنها ما فعلت به شيئا.
ولا أدلة غير ذلك.
تنقل الخصوم بين قضاة العرب يبحثون عن حلال وحكما منصفا لكن ما أحد استطاع أن يجد حلا.....حتى وصلت القضية إلى (بن هليل) بالحجاز . طلب من الطرفين التواجد بمكان وزمان اتفقوا عليه وعليهم إحضار الزوجتين ليسمع منهما.
طبعا تجمع ناس كثير من الطرفين . فسأل الزوجتين أمام الجميع فكل واحده أقسمت بالله أنها لم تقتله.
إذا الأمر يحتاج لحكمة وحيلة ودهاء لكشف غموض الجريمة.
طلب من الأم أولا: أن تذهب إلي بيت مقابل لهم وتخلع فيه كل ملابسها ثم تجيء إلى مكان الاجتماع وهي عارية تماما إذا كانت فعلا برئيه. فرفضت وقالت اذبحوني ولا افعل هذا أبدا.
طلب من الثانية نفس الطلب فقالت : إذا كان هذا يبرئني سوف أفعله . قال افعليه . ذهبت فقال لأهلها بنتكم هي من قتلت الطفل . فمن تقدم على مثل هذا العمل أكيد لا تخاف الله و لا تستحي.
لحقوا بها وهي لم تأتي فضغطوا عليها فاعترفت بما فعلته.
والقصة بتناقلها الرواة وكل ينسبها لقاضي من قضاة العرب ودهاتهم الا أن الثابت والأكيد أنها كانت مع (بن هليل) فهو داهية من دهاة العرب وحكماءها المشهورين. لما ورد عنه من قصص كثيرة مختلفة