تخلّى عن اسم "مجدي" وحاول سعودة كلامه ففضحته لَكْنته.. و"سبق" تكشف قصة صعوده
"الشيخ ماجد" من سكرتير مفصول لنجم تلفزيوني لتفسير الأحلام يلعب على وتر الأوهام
عبدالإله القحطاني- سبق- الرياض: لا تكاد تستمع لـ"مجدي"، أو كما أطلق على نفسه لاحقاً "الشيخ ماجد"، إلا وتلحظ أن اللكنة المصرية تظهر في حديثه، بالرغم من محاولاته لسعودة لسانه ولهجته كما فعل مع شكله واسمه الجديدين.
"الشيخ ماجد" هو نجم تلفزيوني امتهن تفسير الرؤى والأحلام عبر إحدى القنوات الفضائية التي سبق أن أُغلقت بأمر من الملك لإساءاتها.
"سبق" بحثت عن قصة هذا "الشيخ"، وعن مرجعيته العلميّة التي أهّلته لتفسير الأحلام، وهي المهنة التي تحوّلت لتجارة تدر أرباحاً طائلة بمئات الآلاف لمفسري الرؤى ولقنوات تفسير الرؤى، مما جعل بعض القنوات تقدم برامج تفسير الرؤى لأكثر من خمس ساعات، وأخرى تقدمها على الهواء مباشرة بعد صلاة الفجر.
وعلمت "سبق" أن مالك إحدى هذه القنوات وهو رجل أعمال شاهد هذه الشهرة وهذه العوائد المالية؛ فتحوّل هو الآخر إلى "تاجر تفسير أحلام".
بداية الصعود:
بعد البحث عن "الشيخ ماجد" اتضح أن اسمه الحقيقي هو "مجدي"! وأنه كان يعمل سكرتيراً بإحدى القنوات التلفزيونية السعودية، وبسبب عدم انضباطيته في العمل تم فصله من "القناة"، إلا أنه عاد بواسطة لعمله السابق ولم يستمر طويلاً حتى صدر قرار الفصل مجدداً، بعد ذلك توجه لقناة أخرى في مدينة الرياض مهتمة بتفسير الأحلام.
واكتشف "الشيخ ماجد" خطة اللعب على وتر الأوهام، وجني الأموال الطائلة، وهنا قرر أن يجرب نفسه فغّير مظهره بالكامل وبدّل اسمه وبدأ يظهر على الشاشة يفسر الرؤى.
ونجحت الحلقة الأولى لبرنامجه، وحقق رضا المشاهدين، وبدأ يواصل الظهور ويكسب شعبيّة بين المشاهدين، واستطاع أن يقنع "القناة" بزيادة ساعات ظهوره التلفزيوني؛ فالمهمة تبدو سهلة ومربحة وتعطي شهرةً واسعة سريعاً.
الرعب الأحمر:
وفي إحدى حلقات برنامجه تلقى "الشيخ ماجد" اتصالاً تلفزيونياً من متصلة اسمها "أسماء" من السعودية قالت: إنها رأت رؤيا لزوجة أبيها تكتب اسمها على ورقة بقلم أحمر وعلى الورقة ربطة حمراء، ثم شاهدت الورقة مرة أخرى في الحلم، وقد كُتب عليها كذلك اسم خادمتهم المنزلية.
"الشيخ ماجد" أجاب المتصلة بقوله: "الرؤيا لا تثني خيراً على تلك المرأة- يقصد زوجة الأب- ليش؟ بقرينة أنه كتب تحتها اسم شغالة، يعني لو أنها شيء طيب ما يحتاج لكتابة اسم شغالة فسبحان الله العظيم، كأن هذه المرأة هي التي أمرت الشغالة بوضع أذى لك يا أسماء، هذا اللي الرؤيا بتقولهولي، والله تعالى أعلم".
ويكمل "الشيخ ماجد": "دائماً أكرر نحن لا نحكم على أحد، وإنما نفسر أحداث الرؤيا فقط حتى لا يرجع علينا أحد يقول ليش قلتوا وليش ما قلتوا، الرؤيا بتقول كده".
الجن العاشق للنساء:
رؤيا أخرى يفسرها "الشيخ ماجد" حين يقول: "المرأة سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة عندما ترى في أحلامها من يجامعها وهو غير معروف والشكل قبيح فهذا مباشرةً معناه والعلم عند الله تعالى أن عندها مس عاشق من الجن، وهذا المس العاشق يبغض غير المتزوجة في الأزواج، هو يريدها لحاله ما يريد شريك له فيها، وإذا كانت متزوجة يتسبب في تعطيل حملها أو يبغضها في زوجها".
ويشير أداء هذا النوع من "مفسري رؤى الفضائيات" إلى أن مهمة "الشيخ ماجد" سهلة، فالأسئلة بين المتصل وهذا النوع من "الدجالين" تدور كالتالي: اسأل المتصل صاحب الرؤيا، أياً كانت رؤياه، : هل لديك عاملة منزلية؟ إن قال نعم، فقل لقد سحرتكم، وإن قال لا فقل ستأتيكم عاملة تسحركم، وإن كانت صاحبة الرؤيا امرأة متزوجة فبشرها بحمل قادم حتى ولو كانت عقيماً، وإن كانت عانساً فبشرها بزوج ينتشلها من عنوستها، وإن كان صاحب الرؤيا تاجراً فتفسير الرؤيا أرباح في السوق أو خسارة في الأسهم، وإن كان رياضياً فأخبره بفوز فريقه بالبطولات، وزد على تفسيرك آيات قرآنية وأدعية للمتصل، وهذه هي الطريقة باختصار عند كل المتاجرين بتفسير الرؤى والأحلام.
وتساؤلات: متى ستتدخل الجهات المعنيّة لإيقاف العبث بأفكار الناس وسرقة أموالهم وتدمير أسرهم وإغراقهم بوحل الوهم والدجل باسم الدين وأهله؟! ومتى سيعي الناس أن أغلب ما يروه ويسمعوه ليس سوى وهماً وتزويراً ودماراً لبيوتهم وحياتهم؟! ومتى سيعرف المجتمع أنه لم يخلق لينام ويحلُم ثم يصحو ليبحث عن مفسر أحلام؟!