المعلم نواة التطوير
تطوير التعليم .. إصلاح التعليم .. مصطلحات تتردد بقوة على كافة مستويات النقاش ومجالس الحوار ليس في اطار الميدان التربوي وبين جنباته فحسب .. بل في كل الدوائر والمحافل المهتمة بالشأن الوطني العام وقضايا الاصلاح بشكل خاص .
فالتعليم قضية الوطن .. وتطويره هو السبيل الوحيد لإصلاح وتطوير كل مفاصل المجتمع وسلوكه سبيل الرقي ومسايرة ركب الحضارة الانسانية المعاصرة .. ورغم كل الجهود التي بذلت ولا تزال تبذل في هذا السبيل إلا أن النتائج لا تزال دون المستوى .. والشكوى من تدني جودة التعليم ومخرجاته محور حديث المجالس .. وفي اعتقادي أن التطوير والجهود الكبيرة المبذولة لامست جوانب عديدة في ميدان التربية والتعليم كالتقنيات التعليمية، والمباني، والمقررات الورقية والإلكترونية، والتجهيزات، ونحوها، لكنها لا زالت دون المستوى بالنسبة للعنصر الأهم، ألا وهو (المعلم) .
ـ فإعداد المعلم في الجامعات دون المستوى، ومعايير قبول الراغبين في الانضمام لمهنة التعليم تراعي أموراً عديدة كحل البطالة وتوفير فرص عمل للعاطلين لكن اقلها حضوراً عند صانعي القرار مدى كفايته وملاءمة قدراته لهذه المهنة السامية .. وتدريب المعلمين اقل بكثير من المأمول ويغلب عليه الاهتمام بالكم دون الكيف .. ولذلك لا نعجب أن نرى أموالاً طائلة تبذل في تحديث المقررات وتطويرها وفق نظريات التعلم الحديثة .. ثم يدرب عليها المعلمون ليومين أو ثلاثة بشكل هزيل ثم يطلب منهم تطبيقها بالشكل الذي يحقق أهدافها .. وتكون النتيجة مقررات حديثة بطرق تدريس تقليدية .. والنتيجة ( خبصة ) .
أما المزايا المالية فحدث ولا حرج .. وعوامل تحفيز المتميزين والأخذ على يد المقصرين فلا وجود لها على ارض الواقع .. إذن بعد كل ذلك لا عجب أن تستمر المعاناة من تدني مستوى التعليم ومخرجاته طالما أن هذا واقع المعلم في مدارسنا .
د. عبدالعزيز محمد القرمطي
__________________