ما اروع الشفق وكان الشمس ذائبة في حضن السماء
وتلك الغيوم في حضنها تلهو
تداعب شمسها وترقص مع النسيم
وتداري الشمس حمرة خديها عن الجميع
خجولة تزيح بنفسها لطرف السماء
كالزهرة وسط الغابات
وبرد قارص يجوب المكان
ومطر يعانق الارض
كالطفل اذا أقبلت امه
في أحضانها يختبئ يطلب الحنان
وذاك السرو يزهو برتفاعه نحو السماء
كانه يطالب بقبلة على جبهة شمسها يطبعها
عرفاناً لها عن ذلك الدفء والحنان
وعصفور يغرد على غصنها لترقص الغيمات
وقمر يطل بوجهه من بعيد
بحلة تزهو بنور الخيال
نقياً كنقاء الماء خجولا كالعذراء
وتسارع النجمات لتصافح الغيمات
وانا على ذاك الكرسي ارقبهم
يسحرني تناغمهم وياسرني نقائهم
ويلتف البرد من حولي
وتزداد على اناملي رعشة الجليد
وابحث بين احضان السماء
عن طيف لذاك الحبيب
احبه وأخشى لقائه
كما يخشى القمر لقاء الشمس
اشتاق لعينيه كشوق الورد للندى
هو كما الملاك لا اجيد ذكره او وصفه
دافئ كالشمس في الشتاء
صافيا كصفاء القمر في لب السماء
نقياً عذباً كما المطر
لامعا متأنقاً كما النجمات
شامخاً كشموخ السرو وهو يعانق السماء
ماذا اقول عنه و اي الكلام يصف حبيبي
وكيف تلومني الدنيا اذا احببته
كيف لي ان افسر مالا يفسر
انا لا أدرك كيف اهواه
سوى اني اهواه كما يهوى الليل النسيم
فؤادي عليل ودوائي في عينيه
أغفو بين يديه كما يعفو القمر في السماء
وتشرق شمسي بنظرة عينيه
فلماذا تلومني الدنيا اذا احببته
وهل يستطيع المتيم ان يتوب
هو كالزهرة في عطرها يفوح ان دار حولي
وكالخمر يسكر من لمسه
وكالطفل في أحضاني أداعبه
ويستسلم للنوم بين ذراعي
واغفو انا في احلامي
فلماذا تلومني الدنيا اذا احببته
بقلمي