تمكّن الطالب ممدوح بن سعود القثامي "من أبناء الطائف"، والمبتعث من وزارة التعليم العالي في مرحلة الدكتوراه في تخصص العلاج الإشعاعي في جامعة RMIT بالتعاون مع المعهد البريطاني لأبحاث السرطان في لندن وقسم الهندسة الكيميائية بجامعة ملبورون والهيئة الأسترالية للحماية من الأشعة وسلامة الطاقة النووية، من ابتكار طريقة جديدة لزيادة قوة الأشعة المستخدمة في علاج السرطان باستخدام جزيئات نانو الذهب.
وأثمر هذا التحالف عن ابتكار جهاز يبين مدي قوة جزيئات النانو في تحفيز جرعات الأشعة العلاجية المستخدمة في علاج السرطان، وأطلق عليه اسم (dosimeter SMART) وهو يبين مدى تقبل الجسم لامتصاص الأشعة وتوزيعها بشكل ثلاثي الأبعاد, وقد أثمر هذا الإنجاز عن قبول البحث الذي نشر في مجلة الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام بالأشعة والمعروفة بالمجلة الحمراء (the red journal) والحائزة على أعلى تصنيف في هذا المجال.
وبين الطالب القثامي في بحثه أن إضافة جزيئات نانو الذهب على الأورام السرطانية يحفز قوة الأشعة فيها بنسبة تصل إلى ٢٠٠ ٪ بما معناه تقليص الجرعة التي يتلقاها المريض إلى النصف بما يكفل القضاء على السرطان وتقليص جرعات الأشعة للأنسجة السليمة.
وحظي إنجاز الطالب السعودي باهتمام إعلامي كبير، حيث أجريت مقابلة صحفية معه ونشرها من قبل رئيس تحرير الموقع البريطاني الشهير (www.medicalphysicsweb.org) والمهتم بآخر ما توصل له العلم من تقنيات علاج السرطان ويبلغ أعضاؤه أكثر من ثلاثين ألف مختص ما بين أطباء ومهندسين وفيزيائيين في مجال علاج الأورام بالأشعة في أنحاء العالم.
ولقي هذا الاكتشاف أصداء واسعة على مستوى جامعة RMIT بوضع الطالب ضمن قائمة خبراء الجامعة الظاهرين في الإعلام الداخلي والخارجي في الشهر الماضي والترتيب مع الموقع العلمي الأسترالي (The Conversation) لإجراء مقابلة صحفية معه, علماً أن للطالب السعودي إسهامات كثيرة في هذا المجال، منها نشر ثمان أوراق علمية في مجلات عالمية محكمة وأربع في طور النشر بعض منها بمشاركة باحثين من بريطانيا وأمريكا.
ويأمل الباحث ممدوح القثامي بتأسيس مجموعة بحثية تعنى بتطبيقات جزيئات النانو في علاج السرطان بالأشعة التي تتركز الأبحاث فيها حالياً بالمملكة في المجالات الهندسية والصناعية فقط.