هل نشهد قريبا إطلاق أول سيارة عربية تعمل على الكهرباء؟ أنجز رجل الأعمال العماني سلطان العامري التحضيرات الأولية لإطلاق سيارة كهربائية من تصميمه، ويتوقع أن تطرح في الأسواق عام 2013. وقال العامري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن السيارة الجديدة ستحمل اسم «نور مجان» ومن المفترض أن تدخل المرحلة الاختبارية العام المقبل، ويقول «ستجري في البداية اختبارات على السيارة في السلطنة تستمر مدة 4 أشهر بمشاركة خبراء من الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم سننتقل إلى هونغ كونغ حيث سنقوم بتقطيع السيارة إلى 118 قطعة ترسل إلى عدد من المصانع كل حسب تخصصه حيث يتم تصنيع القطع وتجميع 15 سيارة. وعلى هذا الأساس سترسل أول 3 سيارات إلى فلوريدا لإجراء اختبارات التصادم الأمامي والجانبي والانقلاب بما يمكنها من الحصول على شهادة الجودة العالمية. كما سترسل 4 سيارات إلى عمان تسلم إلى شرطة عمان السلطانية ووزارة التجارة والصناعة وهيئة المواصفات والمقاييس ووزارة البيئة والشؤون المناخية لإجراء تجاربهم عليها لمدة 6 أشهر. وبعد التأكد التام من سلامة السيارة ومواصفاتها ستقام حفلة التدشين وتطلق (نور مجان) رسميا».
ويبدو العامري واثقا من سيارته والمواصفات التي تتمتع بها، وقال «لقد قمت أنا وفريق عمل متخصص منذ عام 2008 بإجراء دراسات مكثفة على جميع السيارات العاملة على الكهرباء حول العالم. كما قمنا بزيارة عدد من مصانع هذه السيارات في الولايات المتحدة وألمانيا وهونغ كونغ. وانطلاقا من نقاط الضعف والقوة لدى السيارات العاملة حاليا تم تصميم (نور مجان) بحيث تتمتع بشكل حديث وعصري وتستطيع في الوقت نفسه أن تقطع مسافة تتجاوز 3 آلاف كيلومتر قبل أن يعاد تشريجها على عكس السيارات الكهربائية الموجودة في السوق حاليا مثل سيارة (داينستي) الأسترالية التي تحتاج إلى 36 ساعة تشريج لتقطع مسافة 50 كيلومترا».
وحول الميزات الأخرى التي تتمتع بها السيارة الجديدة، قال «سيكون محرك (نور مجان) بقوة 800 حصان، وتصل قوة الانطلاق إلى 100 كيلومتر في أقل من ثانيتين، لكنه يتم حاليا تخفيض هذه السرعة إلى 4 ثوان، وهي السرعة المسموح بها في السلطنة. كما تفتح أبواب السيارة إلى الأعلى وسيتم تزويدها بشاشة أمامية قطرها 8 إنشات وهي صديقة للبيئة تماما».
وأوضح العامري أنه بعد أن ثبتت جدوى المشروع «قمنا بدراسة لتبيان تكلفة قوالب التصنيع والشحن وبدأنا عام 2009 بإقامة ورشة عمل لتصنيع جسم وهيكل السيارة. ولقد عقدنا اتفاقات مع مصانع في الخارج من أجل تأمين القطع المختلفة للسيارة، فالمحركات والأسلاك سيتم تصنيعها في أحد المصانع المتخصصة في تصنيع السيارات الكهربائية في ولاية يوتاه الأميركية. أما الهيكل فسيتم تصنيعه في ألمانيا، وجسم السيارة فسيجمع ما بين تصنيع من اليابان ومن هونغ كونغ والديكور الداخلي سيكون عمانيا». ولقد حصل العامري على موافقة مبدئية بإقامة مصنع لإنتاج السيارة في عمان بطاقة إنتاجية هي 120 سيارة سنويا، وبتكلفة تصل إلى 16 مليون ريال، أي ما يزيد على 33 مليون دولار. وسيقدر سعر السيارة الواحدة بنحو 35 ألف ريال، أي نحو 70 ألف دولار. ولم يحزم العامري أمره بعد حول كيفية الحصول على تمويل لإنشاء المصنع، وقال إنه سيلجأ على الأرجح إلى البنوك المحلية، لكنه أبدى ترحيبه في الوقت نفسه بمساهمة الحكومة في هذا المشروع أو دعمه إذا رغبت في ذلك.